يبدوا أن جوهر وحقيقة الإرهاب الأمريكي الممارس ضد ألامه العربية اخذ يطغى على الحملة الانتخابية الامريكيه ، والذي يستدل منه حمى التصريحات بين المتنافسين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي حيث باتت تتكشف حقيقة من صنع داعش ومن يتآمر على سوريا والعراق واليمن ويهدد دول الخليج العربي حيث يمهد الإرهاب في المنطقة لتحقيق امن إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية وتحقيق امن الكيان الإسرائيلي .
فقد رفض المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونا لد ترامب التراجع عن ادعائه بأن الرئيس الأمريكي باراك اوباما ووزيرة خارجيته السابقة والمرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون هما من أسسا تنظيم داعش.
وكان ترامب وصف خلال مؤتمر انتخابي في مدينة ميامي أمس الخميس مجددا اوباما وهيلاري بأنهما مؤسسا تنظيم داعش.وقال ترامب أن الرئيس اوباما "غير كفؤ"، مشيرا إلى أنه لو كان قد أبقى على قوة أمريكية صغيرة نسبيا في العراق، ربما كان قد أدى هذا إلى منع تشكيل تنظيم داعش.وأكد ترامب خلال حديث إذاعي أمس أن استخدامه لفظ " مؤسس" لم يكن من قبيل الخطأ، مؤكدا أن سياسات اوباما السيئة هي التي ساهمت في ظهور التنظيم الإرهابي.ومن جانبها، أدانت حملة هيلاري الانتخابية تصريحات ترامب. . ووصف جاك سوليفان كبير مستشاري هيلاري السياسيين تصريح ترامب بأنه ادعاء كاذب صادر من مرشح رئاسي يبغض الحقيقة ويفتقر إلى المعلومات بصورة غير مسبوقة.وأضاف في بيان باسم حملة هيلاري أن تصريحات ترامب تردد مرة أخرى ما يدعيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ومن وصفهم بأعداء الولايات المتحدة لمهاجمة القادة الأمريكيين ومصالح الولايات المتحدة.وأوضح سوليفان أن ترامب فشل في تقديم أي خطط جادة لمواجهة الإرهاب أوجعل الولايات المتحدة أكثر أمنا.
وقد سبق وان أدلى الخبير الاستراتيجي الأمريكي الشهير وليام أنجدال لمجلة «انفورميش كليريخ هاوس» الأمريكية في 7 أكتوبر ليؤكد تصريحات ترامب ويفضح بالتفصيل الدور الإجرامي الذي لعبه الاستعمار الأمريكي في خلق عصابة داعش الإرهابية وتدريبها وتسليحها للقيام بالدور الشرير الذي رسمته لها عصابة الحكم الأمريكية بهدف خلق فوضى شاملة في منطقة الشرق الأوسط تمكن ذئاب المؤسسة العسكرية الأمريكية من خلق ما سمته دولة خلافة إسلامية تقوم بتقطيع أوصال دول المنطقة وسحق هويتها تمهيداً لخلق كيانات عنصرية وطائفية متعادية تحارب بعضها البعض حتى تستنزف طاقتها وتجعل منها تابعاً ذليلاً لأشرار العصابة الحاكمة في واشنطن في طول منطقة الشرق الأوسط وعرضها تشرف على استمرار طاعته وتنفيذ سياسة الاستعمار الأمريكي فيه أداة الاستعمار الأمريكي وقلعته في المنطقة وهي دولة إسرائيل التي أنشأتها وسلحتها بالسلاح النووي لتكون قوة رادعة لكل من يتمرد على أشرار واشنطن.
ونورد هنا حرفياً حديث انجدال قبل التعليق عليه بتحفظات رأيناها ضرورية حتى لا تلتبس الصورة في ذهن الإنسان العربي.
يقول انجدال: إن عصابة داعش الإرهابية التي يرمز إليها في الغرب باسم ISIS مكونة من إرهابيين دربتهم أمريكا عن طريق القوات الخاصة في الجيش الأمريكي واستعملتهم كوسيلة لخلق فوضى تمكن من إنشاء دولة دينية مبنية على الشريعة الإسلامية على غرار دولة الخلافة الإسلامية السالفة لحساب مصلحة العسكرية الأمريكية التي اندمجت في هذه العملية لمدة حقبة كاملة، ولما سأله مذيع وكالة رويتر الذي أجرى معه الحديث عن السبب في استمرار العنف لهذه المدة الطويلة أجاب انجدال:
لقد استمر العنف لأطول من حقبة كاملة منذ الغزو الأمريكي للعراق، لأن أمريكا كانت منغمسة عسكرياً في الشرق الأوسط، فالأمر هكذا بمنتهى البساطة منذ قامت أمريكا بإسقاط حكم صدام حسين، وبعده نظام حسني مبارك في مصر، وإشعال موجة ثورات الربيع العربي في طول العالم العربي وعرضه لإعادة تنظيم المنطقة كاملة بما يتفق مع مصالح العسكرية الأمريكية في مواجهة كل من الصين وروسيا أساساً.
ولما سأل مذيع رويتر انجدال عما إذا كان هذا التدخل العسكري الأمريكي قد حقق أية نتائج ايجابية، رد انجدال قائلا:
أنا لا أرى أمامي سوى مأساة إنسانية، فهي سياسة ليست لها أي نتائج ايجابية أو إنسانية، ولا تتضمن أكثر من خلق فوضى شاملة وانهيار استقرار يمكن أمريكا أو بمعنى أدق الحكومة الأمريكية في واشنطن من ابتزاز حلفائها الأوروبيين فضلاً عن الصين وروسيا.
وعاد مذيع رويتر يسأله عن كيف كان تأثير هذه الحرب التي استمرت دون توقف على موقف المسلمين تجاه الغرب أجاب انجدال:
لا أعتقد أن هذه الحرب قد خلقت أية مشاعر ودية أو دافئة بين المسلمين تجاه العالم الغربي، وهناك علاقة خاصة بين العالم الإسلامي وأمريكا، فإدارة أوباما لديها مشروع مع جماعة الإخوان المسلمين، فهناك على الأقل خمسة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين هم في نفس الوقت أعضاء في إدارة أوباما أو على صلة وثيقة بالبيت الأبيض في عهد أوباما، وإستراتيجية هذا التحالف بين أوباما والإخوان المسلمين هي نشر عقيدة الموت هذه التي بدأت في مصر في عشرينات القرن العشرين على يد التنظيم الأصلي الذي أنشأه حسن ألبنا واستخدامها في خلق تيار سلفي وليس مجرد تيار جهادي تيار يقيم دوله على الشريعة على غرار الخلافة الإسلامية السالفة ..
ولما سأل مذيع رويتر انجدال عما إذا كان النزاع الدائر في الشرق الأوسط يمكن اعتباره نزاعاً بين الشيعة والسنة وما إذا كان التدخل الأجنبي قد كان له أثره على العلاقة بين المسلمين، أجاب انجدال:
لقد دفع التدخل الأجنبي الأمور إلى حافة الحرب بين الشيعة والسنة، كان هناك قطعاً خلاف بينهما قبل سنة 2003 كانت هناك هدنة بين الطرفين وإن كانت غير سلسة ولكنها كانت هدنة على أي حال، ففي سوريا كان الشيعة والسنة يعيشان جنبا إلى جنب، وكان إلى جانبهم العلويون وطوائف أخرى، ونفس الشيء كان في تركيا والعراق، والآن ماذا فعل الجنرال الأمريكي بترايوس قائد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق؟ خلق هذه الحرب المقدسة بين الشيعة والسنة في العراق عن طريق إستراتيجيته في تدبير حركة تمرد وتدريب مرتزقة وبوليس سري وغير ذلك، والآن فإننا نجني ثمار ما فعلناه، فقد تم تدريب هؤلاء الإرهابيين عن طريق القوات الأمريكية الخاصة في جورجيا، وتم تجنيد الشيشانيين وتدريبهم في قواعد سرية تابعة لحلف الناتو في تركيا والأردن، وخلال العام ونصف العام الماضيين تم تطوير ما نسميه الآن ISIS أو داعش أو ما شئت من الأسماء، كل هذه الكيانات مصنوعة في لانجلي بولاية فرجينيا بمقر المخابرات المركزية الأمريكية وفروعها في وزارة الدفاع.
وإلى هنا ينتهي الحديث الذي أدلى به وليام انجدال لوكالة رويتر ونشرته مجلة «انفورميش كليرنج هاوس» الأمريكي في 7 أكتوبر، ولذا عليه تحفظ شديد وملاحظات مهمة.
يقول انجدال: إن إسقاط صدام حسين وإسقاط مبارك وثورات الربيع العربي كلها من صنع أمريكا، ونختلف معه تماما في ذلك، فقد تكون لأمريكا فائدة في سقوط مبارك لأن النظام القمعي الذي جلس مبارك على قمته محاطاً بعصابة من المنتفعين كان قد نخر فيه السوس وكان على أمريكا البحث عن البديل، ولم يكن هناك بديل أفضل من عصابة الإخوان المسلمين الإرهابيين فهي تنظيم فاشستي تحكم قياداته السيطرة على أتباعه فلا يخشى الأمريكيون من انفلات الأمور إلى ديمقراطية حقيقية يسيطر فيها الشعب على مقدراته ويزيح النفوذ الأمريكي مما يهدد مصالح أمريكا الاستعمارية في المنطقة، كما أن عصابة الإخوان المسلمين الإرهابية لها تواجد حقيقي في الشارع يضم عدة مئات من الألوف الذين سيطرت العصابة على عقولهم تماما وربتهم منذ الصغر على السمع والطاعة العمياء مستخدمة التلاعب بالعقيدة الدينية والتجارة بها وسط شعب متدين بطبيعته وخاصة البسطاء وغير المتعلمين فيه، فأصبحت العصابة قادرة على توجيه أتباعها كالآلات إلى أي وجهة تريدها ..
وقد سبق أن صدرت تصريحات مدوية من المرشحة الامريكيه عن الحزب الديمقراطي هيلا ري كلينتون وشكلت مفاجأة من الطراز الثقيل ، عندما اعترفت بأن الإدارة الأميركية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية
وأضافت: تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/7/5 ، وکنا ننتظر الإعلان لکي نعترف نحن وأوروبا بها فورا" .
وتابعت القول "کل شيء کسر أمام اعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث!!، فکرنا فى استخدام القوة ولکن مصر ليست سوريا او ليبيا، فجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده ابدا".
وتزيد "وعندما تحرکنا بعدد من قطع الاسطول الاميرکي ناحية الاسکندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهي مجهزة باحدث الاسلحة والرصد والتتبع وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الاحمر فوجئنا بسرب طائرات ميغ 21 الروسية القديمة، ولکن الاغرب ان رادارتنا لم تکتشفها من اين اتت واين ذهبت بعد ذلك ، ففضلنا الرجوع مرة اخرى ازداد التفاف الشعب المصري مع جيشه وتحرکت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع وتم رجوع قطع الاسطول والى الان لانعرف کيف نتعامل مع مصر وجيشها".
وتقول هيلاري " اذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، واذا ترکنا مصر خسرنا شيئا في غاية الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والاسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الاخوان عن طريق مايسمى ب «الدولة الإسلامية» وتقسيمها ، کان بعد ذلك التوجه لدول الخليح الفارسي وکانت اول دولة مهيأة الکويت عن طريق اعواننا هنا , من الاخوان فالسعودية ثم الامارات والبحرين وعمان وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالکامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي وتصبح السيطرة لنا بالکامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية وإذا کان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير".
وفق التحليلات للمحللين الأمريكيين وحمى الانتخابات الامريكيه ان الإرهاب الذي يضرب عالمنا العربي والإسلامي مصدره ومصدريه أمريكا والغرب وان الدول الغربية أتاحت لتوسيع تنظيم ألدوله الاسلاميه لعدة مآرب ومقاصد ويجب التفريق بين صناعة وتسخير الأوضاع وبين استغلال وتوظيف الإرهاب لتحقيق المصالح . ومن بين تلك المآرب :-
أولا:-إيجاد ذريعة للتدخل في شؤون الشرق الأوسط بعد تيقن أمريكا في انحسار نفوذها في الشرق الأوسط بعد فشل غزوها باحتلال العراق
ثانيا:- استغلال الإرهاب لتنظيم ألدوله الاسلاميه لتشويه صورة الإسلام ووصفه بصفة الإرهاب بعد أحداث العاشر من سبتمبر وإيجاد مبرر للتدخل العسكري المباشر في شؤون المنطقة
ثالثا:- العمل على تاجيج الحرب المذهبيه واشعال الفتن والحروب المذهبيه لتفريق وحدة المسلمين وتمكن امريكا والغرب لانشاء كنتونات مذهبيه وطائفيه تمهد لعملية التقسيم
رابعا:- استنزاف قدرات وموارد الخليج بفزاعة التوسع الايراني وقد اعرب ترامب صراحة لن نحمي الخليج بدون تسخير الموارد الخليجيه لخدمة امريكا وحلفائها اسرائيل
خامسا:- جوهر وحقيقة الارهاب هو لتسخيره لاجل حماية امن اسرائيل وان اعلان دول الخليج عن ان حزب الله ارهابي وقوى المقاومه ارهاب هو بهدف حماية امن اسرائيل
الانتخابات الامريكيه تكشف الكثير من الحقائق واصبح محورها تتبع التامر الامريكي على الامه العربيه وكشف المستور في السياسه الامريكيه وتفجرها الصراع في الوصول للبيت الابيض الامريكي من خلال توضيح الحقائق امام الناخب الامريكي ان امريكا صانعة الارهاب في الشرق الاوسط والذي يتهدد الغرب وامريكا .
بقلم/ علي ابوحبله