وجهة نظر في اضراب الاسرى عن الطعام

بقلم: سهيله عمر

تتكرر اليوم حالات اضراب الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني والتي تم شرعتنها بفتاوي خاصه اجتهد بها قادة وشيوخ الفصائل باعتبار الاضراب عن الطعام السبيل الوحيد الذي يتيح للأسير الخروج من سجون الاحتلال الصهيوني.

من الملاحظ ان معظم حالات الاضراب عن الطعام قام بها اسرى حركة الجهاد ومن النادر ان نسمع ان اسرى حركة حماس لجأوا للأضراب. كما من الملاحظ ان من لجأوا للأضراب هم نخبه مثقفه في المجتمع كالصحفيين والمحاميين المحكوم عليهم بأحكام اداريه لسنوات محدودة لا تصل للمؤبد، أي ان خروجهم من المعتقل ليس محالا.

اود هنا ان اطرح رايي الشخصي في اضراب الاسرى. صراحه انا لا اريد ان يخاطر الاسير بحياته في الاضراب عن الطعام حتى لو انه السبيل الوحيد للخروج من المعتقل بأسرع وقت. كما لم اجد أي نص شرعي يحلل ذلك، فنحن نعرف الصحابة كانوا يعذبون ويصبرون على التعذيب حتى استشهد العديد كسميه بنت خياط وياسر بن عمار . كما عذب صهيب وبلال وخباب . وأخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه حتى باراهم في بعض ما أرادوا ، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كيف تجد قلبك ؟ قال : مطمئنا بالإيمان ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فإن عادوا فعد. فانزل الله تعالى الايه ((من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)). ومن هنا نجد ان الله رخص للأسير اتخاذ كافة السبل الامنه التي تتيح له التخلص من العدو.

لذا اجد الاصل ان يحافظ المعتقل على حياته حتى يفرج الله عليه. اما الاضراب عن الطعام ففيه تهديد كبير لحياة الاسير خاصه عندما يصل لدرجات متقدمة يلجا فيها العدو لتغذيته بشكل قسري وهذا يزيد من عذابه. ولا ننسى قوله تعالى ((وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))

قد يسالني القارئ ما هو الحل ؟؟ اعتقد ليس من الصواب ان نطالب الاسير ان يفرج عن نفسه، فمن المفترض ان تسعى السلطة ومنظمه التحرير الفلسطينيه وفصائل المقاومة جاهدة للأفراج عن الاسرى. ان فشلت في تحرير الاسرى بالتنسيق مع العدو‘ فيجب ان تتوجه للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية لتحرير الاسرى بالمقام الاول. كما يجب ان تعمل بكل قواها ان لمنع العدو من دخول المدن للاعتقال الاسرى، وان توقف أي تنسيق امني بهذا الصدد. كما يجب ان تعمل مؤسسات حقوق الانسان للأفراج عنهم.

راينا من قبل صفقة شاليط التي بهر العالم بها، فلم يستطع أي شخص على مستوى العالم ان يتخيل كيف ممكن ان يحرر اكثر من 1000 اسير مقابل اسرائيلي واحد. ونحن نتمنى اتمام صفقه جديده لتحرير الالاف من الاسرى بأذن الله مقابل من تم اعتقالهم على يد المقاومة ابان حرب 2014.

وقد يتساءل السائل، لماذا لا تتم محاولة اختطاف الجنود الصهاينة في الضفة من قبل المقاومة لاستبدالهم باسري فلسطينيين. لقد تم محاولة خطف 3 مستوطنين من قبل حركة حماس ولكن اضطرت لقتلهم بسبب ملاحقة الخاطفين. ثم انتهينا الى حرب اباده في قطاع غزه استشهد بها الالاف. الا انني اعتقد ان السلطة تستطيع ان ترفع يدها على أي محاولات اختطاف من المقاومة للجنود الصهاينة في الضفة وترفض التدخل وتطالب اسرائيل بحوار المقاومه لاستبدالهم باسري فلسطينيين لان هذا رد فعل طبيعي على جرائم واعتقالات الاحتلال في الضفة التي تنافي بنود اتفاقيه اوسلو للسلام، وما على حماس ان لا تنجر نحو حرب جديده اذا اخترقت اسرائيل الهدنه وضربت غزه. وهنا حتما ستتوقف اسرائيل عن الاعتقالات.
سهيله عمر
[email protected]