لأن غزة تستحق الكثير ولأن غزة قدمت الكثير دفاعا عن كرامة الأمة في معركة الصمود والصبر في وجه الحصار الاسرائيلي الظالم الذي يكبل أهالي القطاع للعام العاشر على التوالي، وسط ظروف انسانية قاهرة.
غزة التي خاضت ثلاثة حروب في مواجهة ألة الموت الصهيونية لتخرج منتصرة في هذه المعارك التي استخدمت ضدها افتك الأسلحة وأشدها تدميرا، خلفت ألاف الشهداء والجرحى ومئات العائلات الفلسطينية باتت بلا مسكن يحتضنها.
من هنا كان لابد من حراك شعبي استنفر الطاقات الموجودة في قطاع غزة للتحرك واظهار معاناة الأهالي المحاصرين واستنهاض الأمة في دعم غزة ومواجهة الحصار الصهيوني بكل الامكانيات المتاحة من الإعلام وابراز الواقع المعيشي في غزة واثار الحصار وعذابات السكان وحشد الرأي العام تجاه قضية قطاع غزة الانسانية التي هي دليل اضافي على اجرام الاحتلال الصهيوني.
ناهيك عن قضية معبر رفح الذي يعتبر بوابة القطاع الى العالم العربي والاسلامي والذي يشترك فيه النظام المصري الحالي في ادارة هذه الجريمة البشعة من خلال التحكم بأرواح اهالي القطاع المحاصرين واغلاق شريان الحياة عنهم ومنع دخول مواد الاعمار وكل ما يحتاجه سكان غزة في مواجهة الحصار الخانق، بالإضافة الى منع السفر والتضييق على المسافرين والاغلاق المستمر لمعبر رفح مما فاقم الوضع الانساني في القطاع المحاصر.
اليوم لابد من حراك داخلي في القطاع يتقاطع مع التحركات الخارجية المساندة للسكان المحاصرين، وهنا يأتي دور المؤسسات الفلسطينية العاملة ضد الحصار داخل قطاع غزة، ومنها الحملة العالمية لكسر الحصار التي أعلن عنها رسميا هذا العام وبدأت بحشد الأمة تجاه قطاع غزة حيث تضم الحملة أعضاء من دول اسلامية مختلفة وقارات متنوعة في سبيل فضح هذا الحصار الظالم اعلاميا والعمل على توفير الدعم الاغاثي لسكان القطاع.
ومن هذا المنطلق ندعو أحرار الأمة إلى دعم هذه التحركات الشعبية الرافضة للحصار من خلال المشاركة في هذه الحملات وتوفير الدعم الاغاثي من خلال المشاريع الخيرية المقدمة لأهالي القطاع طوال العام.
حيث تستعد الحملة العالمية لكسر الحصار بالتنسيق مع عدد من المؤسسات خارج فلسطين لتنفيذ فعاليات تحت عنوان ( يدا بيد لكسر الحصار عن غزة ) التي ستبدأ في 20/8/2016 والتي تمثل نتاج عمل خلية النحل التي نسقت هذه الانشطة المتمثلة بفعاليات شعبية من مظاهرات واعتصامات تضامنية مع غزة وكذلك الدعوة الى خطبة جمعة موحدة تتناول قضية الحصار وتشحذ الطاقات لمواجهته وكسره كليا.
ومن هنا أوجه الدعوة الى زملائنا في وسائل الاعلام المختلفة لمواكبة وتغطية أنشطة الحملة القادمة في جميع الدول المشاركة، باعتبار التغطية الاعلامية جزء من المشاركة في فعاليات كسر الحصار وواجب يترتب علينا نحن الاعلاميون لابد من تحمل المسؤولية وخدمة المشروع الانساني الهادف لفك الحصار عن ابناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وأن نأخذ دورنا على أكمل وجه وأن نؤدي الرسالة بكل تفان واخلاص.
ونقول لأهلنا في قطاع غزة أنتم شرف هذه الأمة وتقفون في الصف الأول في معركتنا مع الاحتلال واعلموا ان الأمة من ورائكم واقصد الشعوب وليس الحكام، وبإذن الله سيكسر هذا الحصار قريبا ان شاء الله.
بقلم/ ماهر حجازي