مخيمات الضفة الفلسطينية تهزم الاحتلال حيث يتصدى شباب وشابات مخيمات الفوار وقلنديا والدهيشة وبيت جبر وجنين وعايدة وشعفاط ونور شمس والامعري والعروب وعين السلطان وعسكر وعين بيت الما وعقبة جبر وبلاطه وقدوره والجلزون والفارعة، من مختلف مشاربهم وانتماءاتهم لمخططات الاحتلال فيصنعون بدمائهم التضحية والفداء ، وحتى تبقى هذه المخيمات نموذجا نضاليا عصية على الكسر، من خلال روح المقاومة المنبعثة من أزقة وشوارع المخيمات، حيث أعادت انتفاضة فلسطين وانتفاضة ومعركة اسرى الحرية الى شباب فلسطين جيل النضال والبطولة والتضحية روح النضال من خلال الدفاع عن الارض والانسان ، وهذا يتطلب من كافة القوى والفصائل الاسراع في انهاء الانقسام الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية ورسم استراتيجية وطنية تستند لكافة اشكال النضال والكفاح في مواجهة الاحتلال الذي لا يفهم لغة السلام، فهو يستهدف كل الشعب الفلسطيني.
ان ما ترسمه انتفاضة المخيمات بوجه الاحتلال الذي يواصل حربه ضد الشعب الفلسطيني وبنيته التحتية بما في ذلك بناء جدار العزل العنصري ومصادرة الاراضي وشق الطرقات وتهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية بالتحالف والتنسيق مع الادارة الامريكية لتطويق الشعب الفلسطيني وانتفاضته محاولة لعزله سياسياً على اكثر من مستوى ، ستفشل امام صمود واصرار الشعب الفلسطيني على المقاومة والدفاع عن نفسه وحقوقه بلحمه الحي، حيث تكسر تضحيات شباب مخيمات الضفة الحلقة الجهنمية للاحتلال، وهذا هو خيار الشعب الفلسطيني من اجل نيل حريته واستقلاله وعودته، وتقع على عاتق قياداته وقواه السياسية والاجتماعية مسؤولية الاتفاق على استراتيجية العمل التي تستجيب لضغوط المرحلة السياسية واساليب ووسائل النضال السياسي والجماهيري الكفاحية الملائمة كمرحلة من مراحل كفاحه الوطني والموصلة لتحقيق اهدافه، فبرغم الظروف الصعبة والمعقدة والاختلال بميزان القوة وطبيعة المشروع الاحلالي المستند للقوة العسكرية الطاغية ، فأن الشعب الفلسطيني مستمرا في المجابهة القاسية مما يوفر الاساس الصلب والتقدم نحو تحقيق اهدافه .
ان الانتفاضة والمقاومة هي خيار الشعب للانعتاق من الاحتلال كل هذا يفرض على جميع القوى اكثر من اي وقت مضى التصدي لمجموعة من القضايا حتى يتوفر للشعب الفلسطيني عناصر الصمود ومقومات تحقيق اهدافه وهذه مسؤولية وطنية ، لأن هناك هدفا واحداً هو انهاء الاحتلال ، ولذلك فان الانتفاضة تحتاج الى الدعم الكامل على المستوى السياسي والكفاحي والجماهيري والدبلوماسي لتصب هذه الانشطة في خدمة استراتيجية واحدة، رغم الظروف السياسية العربية والدولية المجافية والتي كان لها التأثير الكبير على الكفاح الوطني الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ، وما نراه من حالة تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة يشكل خطوة رئيسية وخاصة على مستوى حركة المقاطعة ومواجهة التطبيع .
ونحن اليوم نرى انتفاضة لها اهميتها بعد اضراب المناضل القائد الاسير بلال كايد عن الطعام نتيجة تحويله للاعتقال الاداري وانضمام اكثر من اربعمائة اسير الى التضامن ، مما يعطي
الانتفاضة دورا رئيسيا من خلال الطابع الشعبي والجماهيري والنزول للشارع والاشتراك بالمقاومة الشعبية بمواجهة الاحتلال وقطعان مستوطنيه .
امام كل هذه الظروف تحظى المخيمات في الضفة الفلسطينية بتقدير عالي ومساندة غالبية المجتمع الفلسطيني التصدي الاحتلال هو ثورة يجب على الجميع الانخرط فيها كل بمستوى عطائه وقدراته ودوره، ما دام الصراع محتدما مع الاحتلال بأقصى صوره، مما يستدعي من الكل الوطني ان يكون بمستوى عطاء وصمود وتطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال والعودة والبناء الديمقراطي الحقيقي من خلال ترتيب البيت الفلسطيني وكيانه السياسي منظمة التحرير الفلسطينية ، لأن الشعب الفلسطيني يتسامى على جراحه ويقدم التضحيات ويتفوق على ذاته في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد.
ختاما : لا بد من القول ان مخيمات الضفة الفلسطينية أصبحت ساحات لتعزيز وتطوير الانتفاضة، والمشاركة الواسعة في فعالياتها، ورفع الروح المعنوية لدى الشعب الفلسطيني ، مما يستدعي فلسطينيا أهمية النضال السياسي والدبلوماسي ونقل رسالة هذا الشعب العظيم وخياراته للعالم أجمع، ونقل ملفات القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لتطبيق قراراتها ذات الصلة ، وتوفير الحماية الدولية ، وإدانة الاحتلال وتوثيق جرائمه بحق الشعب الفلسطيني واسراه ومقدساته في محكمة الجنايات الدولية، كما يتطلب من الاحزاب والقوى العربية والعالمية استنهاض طاقات الشعوب العربية وأحرار العالم ولجان التضامن وحركة المقاطعة العالمية، إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني، والحركة الاسيرة والانتفاضة في وجه الاحتلال، والعمل على فضح سياسات وجرائم الاحتلال على كافة الصعد وفي جميع المحافل وفي كل المنابر، والنزول للشارع، وتعزيز المقاطعة الأكاديمية، والثقافية، والاقتصادية له، ومواجهة سياسة التطبيع العربي ، ونحن على ثقة بان الشعب الفلسطيني العظيم سينتصر مهما كانت التضحيات .
بِقلم/ عباس الجمعة