في زمن تتبدل فيه الشعارات ويصبح صوت المواطن ثمين يمكن شرائه بالغالي والثمين من الوعود والكلمات وان كانت خادعة وزائفة, انه زمن الانتخابات التي يتسلح فيها الجميع بسلاح كان غائب عنهم وتم احيائه في شعاراتهم من جديد فسبحان من يحيي العظام وهي رميم !!
انتخابات بلديات الوطن معركة ساخنة بين الفرق والاحزاب والمرشحين, الجميع يسعى لان يكون هو المختار لشعب تكالبت عليه كل الاوجاع من الداخل ومن الخارج ولا يزال هذا الشعب يدفع ثمن خياره في انتخابات نزيهة خيل لهذا الشعب ان صوته سيحترم وان خياره سيقابل بالتقدير!!
اليوم تتشكل الكتل والاحزاب وتتنافس فيما بينها على اصوات المواطنين الفلسطينيين بالضفة والقطاع لينالوا مقاعدهم في البلديات والتي هي بالأصل انتخابات تكليف وليست تشريف فلا يريد المواطن رئيسا للبلدية يتباهى بمنصبه وبصلاحياته بقدر ما يريدون انسان وطنيا مخلصا امينا يعمل خادما لدى الشعب في توفير الحياة الكريمة له والعمل الجاد على رفعة الوطن وعلو شأنه ومعالجة هموم المواطن في جوانب حياته.
إلا أن المعركة الانتخابية إن جازت هذه التسمية انحرفت عن طبيعتها واصبحت مجرد دعاية انتخابية تقابلها حرب شعواء من الكتل الاخرى لتصبح المناكفات هي سيدة الموقف ليتوه المواطن بين هذا وذاك.
هذا الفريق يفصح عن انجازاته ويعددها والاخر يطعن بمصداقيتها ويذهب الى ما هو ابعد من الدعاية الانتخابية لتصبح في مساق التخوين !
كنت ولا ازال كمواطن فلسطيني اتمنى من الكتل التي تسوق نفسها لينتخبها المواطن اكثر مصداقية ووعيا فتقدم دعايتها الانتخابية بمصداقية بعيدا عن التجريح والقذف والشتائم للأخرين بينما فريق اخر لم يجد لنفسه ما يسوقه للجمهور سوى اعلان الحرب على الاخرين وتشويه انجازاتهم والسعي على تشتيت المواطن تارة بالترغيب وتارة بالتهديد.
غزة حكمتها حركة فتح لمدة اثنا عشر عاما وحماس تحكم غزة منذ عشر سنوات اختلفت المعطيات بين الفترتين الزمنيتين فالأولى حكمت وكانت الدنيا تساندها عربا وغربا وحتى الاحتلال ذاته والثانية حمت بظل اوضاع غاية بالتعقيد فلا قبلها العرب ولا الغرب وكانت حروب طاحنة من قبل الاحتلال ضدها لتفشل حكمها .
لدينا صورتين وللمواطن فقط ان يحكم ويعدد انجازات كل فريق بعيدا عن الفصائلية والحزبية التي ارجعتنا للخلف عشرات من الاعوام ودمرت الكثير من مجهودات الفلسطينيين وفقدنا الكثير من مقدراتنا وصمودنا وضياع الكثير من قضيتنا الفلسطينية التي قدم الشعب لها الاف الشهداء والاف الجرحى وعشرات الالوف من الاسرى.
لا نريد أن نتحدث عن أخطاء وهموم تكبدها المواطن الفلسطيني جراء تصرفات حركة فتح اثناء حكمها, لننساها قليلا ونتجاوزها ونكتفي بالسؤال ما الذي قدمتموه للشعب الفلسطيني منذ قدومكم إلى أرض الوطن؟؟
السؤال الآخر والأهم
غزة محاصرة منذ عشر سنوات وليكن حسب الادعاء بأن حماس هي السبب وان فتح تعادي حماس كما حماس تعادي فتح ولكن أين الشعب الفلسطيني بهذه المعادلة الكريهة أين حقوق المواطن فعباس يقر بأنه رئيس الشعب الفلسطيني وان منظمة التحرير التي يرأسها هي الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب اذا أين أنت سيادة الرئيس وحكومتك من غزة على مدار عشر سنوات تعاني غزة فيها حصار مرير وحروب ثلاث !!
أين أنت من إعمار غزة وشهداء غزة أين أنت من إغلاق المعبر أين أنت من ضريبة البلو أين أنت من منع حل مشكلة الكهرباء أين أنت من أزمة المعابر والأدوية أين أنت من ازمات لا حصر لها أصابت كل بيت فلسطيني أين أنت من التحويلات الخارجية للعلاج أين أنت من الضرائب التي تتقاضها من غزة عبر المقاصة الإسرائيلية أين أنت من موظفي غزة أين أنت من التعليم من الصحة من البلديات من المياه من كل مناحي الحياة أين أنت من زيارة غزة بعد أي حرب وقعت فيها وانت الرئيس والقائد أين أنت من كل هذا ومن مئات القضايا التي لا مجال لذكرها
لا تقول انك ترسل لغزة 51%من ميزانية السلطة إياك أن تقولها فنحن ندرك انك لا ترسل لغزة شيء سوى رواتب موظفي حركة فتح المستنكفين عن العمل وخدمة المواطن منذ عشر سنوات لا تقول انك لا تجني من غزة ملايين الدولارات باسم غزة سواء من الدول المانحة أو من خلال الضرائب أو من خلال أموال إعادة الإعمار التي تشترط دوما أن تمر خلالك
اذا القضية ليست حماس القضية هي أنك تعاقب شعب فالاختلال يعاقب غزة على اختيارها حماس عبر الانتخابات سواء بالحروب أو الحصار وانت تعاقب أهل غزة لنفس السبب بالصمت على الحروب وتشديد الحصار والاتفاق مع السيسي على تدمير الأنفاق وإغلاق المعبر
الآن تأتي لتقول للشعب انتخبوا كتلة فتح فهل لنا أن نستمع اليكم ماذا قدمتم كي ننتخبكم أقنعونا بشيء وسأكون اول من ينتخبكم .
محمد فايز الافرنجي