( الليلة كنت في نابلس ) ....وقابلت المجرمين القتله..!

بقلم: منذر ارشيد

لمحبتي لهم أدعو جميع قادة و أبناء الأجهزة الأمنية لقرائه هذا الموضوع الهام ...

ربما هوحلم ... رؤيا.... هلوسة ...! قولوا ما شئتم... المهم أن العبرة في النهايات

التي أتمنى أن تتغلب الحكمة والمنطق على الغوغائية والعنتريات الفارغة

 

بجد وليس تخيلات ...في ليلتي الماضية ...

مش عارف أنام..... نابلس تؤلمني توجعني تقلقني..... تكاد تقتلني

لا أدري ....ولكنها كانت حقيقة..نعم حقيقة....

وحصلت منذ عقدين عندما دخلت حارة الياسمينة في نابلس أبحث عن "الطبوق"

أحمد الطبوق....لمن لا يعرفه ...كان أشهر مطارد قبل السلطة وبعد السلطة ...

وكان له صولات وجولات وصدامات كثيره ...

مجرد ذكر اسمه ....كان مرعبا ً للكثيرين.... التفاصيل كثيرة

 

ربما كان هذا في عام 96 وبكل سهولة دخلت الياسمينة الحارة القديمة المتلاصقة البيوت الصعبة في تضاريسها الخطرة جداً لأي غريب متلصلص أوباحث ...!

 

أما اليلة وفي المنام فالوضع كان مختلفاً تماماً ..فبعد أن وصلت نابلس واستغرب كل من قابلتهم .....منهم من عرفني ...ومنهم من قال ....

مين هادي ....الله لا يعسرله شوبدو هادي الهبيله.... قولو له ... كان غيرك أشطر ..!

هناك من عرفوني وهؤلاء قالوا ..كيف وصلت يا أخي .. أهلا بيك ولكن دير بالك

البلد خربانه مش مثل أول ...زمن أول حول عمي ....

 

قلت : طيب أين الاخوان أريد أن التقي بهم ..!

 

أين عبد الاله الأتيري .. هاتفه مشغول ..!

العالول.... ليس في نابلس ... !

الشكعة ...يرفض أن يقابل أحد ..ومقابلته بدها ترتيبات مسبقه

طيب ياسين البحش ..وين ياسين البحش .. تعيش إنت الله يرحمه ..!

 

جلست على درج في المنطقة الشمالية وبدأت أبكي ..بكاءً مراً

والناس يمرون من جانبي ويقولون ..مين هذا ليش يبكي ..!

حتى أن البعض وضع بجانبي دنانير ....إعتقدوا أني شحات ..

 

الله اكبر ....نابلس لا أحد أعرفه بها بجد شعرت بالألم والحسرة

لا وجوه مألوفة لي ..ورتب وناياشين على أكتاف شباب ينظرون إلي بإستغراب

وأصابعهم على الزناد ....

وكأني بهم يقولون .... هذا ممكن يكون رئيس عصابة ....!

 

رحمك الله يا صديقي المناضل الحبيب ( ياسين البحش )

 

فقبل عشرين عاماً ...وبينما كنت أبحث عن وسيلة ما توصلني للطبوق .....

 

كان وقتها رئيس عصابة ..هكذا كانوا يصفونه ...ومعه مسلحين يرفض التلاقي مع السلطة ويريد أن يكون له جهازة الخاص على اعتبار أنه مقاوم وله حق في التركة ....!

 

لم أكن أعرفه إطلاقاً واستغرب الأخ غسان الشكعة الذي زرته في مكتبه يومها وقال لي سيبك مني.... بكرة بيقولوا إنك بدك تنسق معه...وإنت عارف حنونتك محننة ..!

 

قلت... اللي بدو يقول يقول ...أنا أعرف واجبي .. اريد الطريق التي توصلني اليه

قال الشكعة ....الحارة قدامك ابحث عنه .... وانا ما دخلني .... قلت ..شكراً

 

كان الطبوق مطلوباً حياً أوميتاً .... وقد أطلق آخر تغريبة له بالحرف الواحد ...

 

( إذا الرئيس أبو عمار بدو يشوفني ... يأتي عندي لحارة الياسمينه )

 

الحقيقة أن هذه التغريدة ..( ما كان في فيسبوك ) صعقتني هذه الجملة

وهي التي حفزتني على أن ألقاه لأقول له كلمتين ...!

 

بالمناسبة كنت قد اجتمعت مع الحاج إسماعيل قبلها ..وقد كانت بوادر إقتحام الحارة وبشكل ضخم وقوي ""

قلت للحاج إسماعيل ...إذا ممكن تأجلوا الموضوع كم يوم حتى أذهب أنا لعل الموضع ينتهى بدون مشاكل ...!

 

صديقي محمد العالول ..قال أنصحك بلاش منها ما بتعرف شوبيصير"

وهؤلاء مجرمين ..الخوف ليس من الطبوق ..في حوليه زعران قتله غدارين ..

انصحك بلا منها ...

لم أكِل ولم أمِل وكان لساني لا ينطق إلا .... اريد أن التقي بالطبوق ....

قال لي عديلي زهير بشتاوي رحمه الله..... سأحضر لك من يساعدك في مهمتك

وإذا به الحبيب( ياسين البحش ) القائد الفتحاوي الشريف العفيف الله يرحم روحك

وافق وشجع وقال.... ولا يهمك فورا ً سأرتب لك أعرفهم كلهم ......

وما تخاف من شيء الكل يحترموك وأجرى إتصال مع أحدهم..

فانتظرني في بداية الحارة شخص منهم .. شاب قوي البنية بعضلات مفتولة ...

كان الوقت في رمضان وأعتقد أنني دخلت عصراً لأني مكثت حتى الإفطار وأفطرت

فطوراً (من كل بيت صحن )...كم هي رائعة بأهلها حارة الياسمينة

حضر خمسة مسلحين إلى المكان فيهم الطويل والجميل وفيهم النحيل والقصير ,ومعهم من يشبه جوكر الشده ....صافحتهم واحدا ً واحداً ..قالوا ... إهلا بالأخ أبو العبد

وبدأنا الحديث بشكل عام هات وخذ وكلام شرق وغرب .. أصابني الملل

فجأة صرخت : أين الطبوق ..!؟

نظروا إلى بعضهم وهم يضحكون ... وقال قائل منهم ....

له يا أبو العبد صار لنا ساعة وانت بتحكي مع الطبوق ومش عارفه ..!

ذهلت ..وقفت وقلت نعم يخرب شركم انتم ما عرفتوني على حالكم

طيب مين فيكم الطبوق ..!؟

وكنت انظر إلى أطولهم وأعرضهم وكأني أريد أن أعرفه على نفسي....

وإذا بصوت يخرج من كائن صغير نحيل يقول... أنا الطبوق ...

(من المؤكد أن هناك منهم من يتذكر الواقعة )....

قمت وأمسكت به من كتفيه ....وصرخت ....

إنت يا ( خ..) اللي معجز الدنيا وبتقول ياسر عرفات يأتي عندي على الحارة ..!

بدأت أصرخ بدون وعي .....مين إنت ولك ....مين مفكر نفسك ..!

قام الحاضرون وكأني بهم من خرطش سلاحه واستنفروا وبدأت أسمع صارخ

 

وإذا بالطبوق يؤشر بيده لهم ويقول.... هدو هدو يا شباب ..

ونظر إلي وقال ... ..إسمع أخونا ابو العبد...

والله لو تخرج مسدسك الان وتطلق علي النار إ لا أكون راضي ..وهالقيتي بمضي لك على بياض تخرج من الحارة سالماً ...على الأقل يقول الناس....

أن الطبوق قتله رجل نظيف ومخلص

أما أن أموت على يد جبان نذل أو عميل ولص..... فأنا ساقاتل حتى أموت

قلت ....طيب شوالمطلوب الان.. وهل ستبقى مسعصي هنا وهناك سلطة

وقائد اسمه ياسر عرفات ..!

قال .. إسمع أنا الان بخرج معك لوحدي ولكن على شرط أن يتم الحفاظ على كرامتي وكرامة أصحابي ..نحن مناضلين ولسنا تجار مخدرات ولا لصوص

نريد إحترامنا والتعامل معنا كمواطنين احرار فقط .

أفطرت معهم وودعوني هو ورفاقه بحفاوة وخرجت

تحدثت مع المسؤولين ...وطلبت منهم أن لا يتسرعوا ولا يدخلوا الحارة

لاأتذكر بالضبط ما حصل ولكن الطبوق ...

سلم نفسه خلال 48 ساعة وأصبح عضوا ً فاعلاً في السلطة وتم تعين كل رفاقه

بيت القصيد .....ما يجري في نابلس اليوم لا يختلف كثيرا عن الوضع الذي كان في زمن الطبوق

الفرق أن الطبوق كان رجلاً وحولة رجال مستعدين للموت من أجله

أما اليوم فهناك أولاد ينتمون إلى مافيات لا يعرف لها رئيس ولاقائد محدد

مافيات مخدرات وتجار سلاح وعملاء ....كان يجب العمل على استقطاب هؤلاء الشباب

ودمجهم في المجتمع قبل أن يستفحل بهم الأمر ويصبحوا مجرمين قتلة

لذلك أقول ....الأمر يتطلب معالجة حكيمة عميقة من خلال الكشف على جذور الشجرة الخبيثة وإجتثاثها من شروشها ....

أين العقلاء والحكماء في بلدي الحبيب ...

 

لمن لا يعرف الطبوق ..فبعد أن تم استيعابه وفهم عقليته أ ثبت أنه من أنظف وأرجل من شهدتهم نابلس ...وكان منضبطاً لدرجة غير عادية ..وقاوم الإحتلال مقاومة شرسة في معركة بطولية وبقي صامداً وهو يقاتل حتى استشهد في ملحمة تسجل للتاريخ مثل أبوجندل في جنين والصور أكبر شاهد

 

حرام يا نابلس ....!

 

نابلس جبل النار... فيها قادة وزعماء وأبناء بلد لو تكاتفوا لفعلوا المعجزات ..

الأجهزة الأمنية ..ينقصها حكيم يرى الوطن بكل جوانبه وزواياه ودهاليزه

ويعرف من كيف ومتى يضرب ..!؟

بقلم : ‫#‏منذرارشيد‬