صراحه نلمس ان جميع الظروف المحيطة للانتخابات المحلية جدا غريبه. بعيدا عن مناكفات الدعايات الانتخابية التي رأيناها على كافة الأصعدة، الا انني الحظ غموض كبير فيما يخص الاعلان عن القوائم المرشحة للانتخابات، حيث لم نرى أي قائمه خرجت للنور لأي من الفصائل التي قررت خوض الانتخابات ولم يبقى الا 4 ايام على انتهاء موعد الترشيح للانتخابات في 25 اغسطس. واليكم بعض التناقضات التي لاحظتها فيما يخص قوائم الترشيح:
1. في كافة التصريحات الإعلامية، اعلنت حماس ان قوائمها جاهزة وستكون مكونه من الكفاءات، وحتما ستكون كفاءات مواليه اليها. فلماذا لم تعلن عن قوائمها حتى اليوم ؟ وهل تحتاج ان تتردد كثيرا في البحث عن الكفاءات وقد عجت المؤسسات الحكومية بعناصرها، هذا ناهيك عن ان عناصر حماس تسيطر على معظم مكاتب الاستشارات الهندسية ومكاتب المقاولات والبلديات ومعظم الشركات بما في ذلك شركة الكهرباء للتوزيع وكلية الهندسة في الجامعة الاسلاميه ومعظم الكليات الهندسية الاخرى وجامعة الاقصى. بل حتى نقابه المهندسين مازالت تديرها منذ الانقسام وحتما ممكن تقترح عليها انسب المهندسين الذين تستطيع الاعتماد عليهم في انتخابات البلديات. كافة مؤسسات البلد تحت سيطرتها المطلقة. هذا ناهيك ان السفير القطري جاء حديثا الى قطاع غزه بهدف اساسي دعم حركة حماس في الانتخابات. فمؤخرا قامت قطر بدفع رواتب شهر كامل لموظفي حماس، بالاضافة إلى جلب رزمة مشاريع بقيمة 40 مليون دولار بالاضافة إلى تصريحاته بأن أكثر من جهة تعمل على حل مشكلة كهرباء غزة و قريبا (حسب زعمه) سيكون هناك مشروع كبير لتوليد الطاقة الشمسية. لا يمكن أخذ هذه التصريحات و المساعدات القطرية في غير سياق دعم حماس في الانتخابات و ترجيح كفتها، في غياب أي جهود أو مبادرات ملموسة (حتى و لوكانت دعائية محضة) تقوم بها حركة فتح. فما سر هذا التأخير في الاعلان عن الكفاءات الموالية لها ؟؟
2. ايضا فتح اعلنت ان قوائمها ستكون جاهزة في 15 اغسطس، الا انها اخرت اعلانها وقالت انها مازالت تعد قوائمها. والسؤال المطروح هنا: لماذا التأخير في غزه؟؟ حركة فتحة في الضفة تسيطر على كافة مؤسسات الدولة ومعظم الجامعات ومكاتب الاستشارات الهندسية وشركات الكهرباء ومكاتب المقاولات وايضا النقابات. اما في غزه فهي لازالت تحكم سيطرتها على جامعه الازهر وبعض الجامعات الاخرى وايضا العديد من الشركات ومكاتب الاستشارات الهندسية ومكاتب المقاولات. فما سر هذا التأخير في الاعلان عن الكفاءات الموالية لها ؟؟
3. ايضا اليسار اعلن ان قوائمه جاهزة ولم نراها خرجت للنور. يحكم اليسار بسيطرته على بعض المؤسسات خاصه المؤسسات الدولية التي تدر عليها الاموال المانحة ولن يعجز عن ايجاد كفاءات مواليه له.
4. نتفاجأ اليوم ولم يبقى على انتهاء موعد الترشيح اربع ايام ان اربع فصائل من فصائل المنظمة من اليسار تناقش مع حركة فتح امكانيه دخولهم تحت قائمه موحده. لا اعرف ان كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين معهم. من وجهة نظري، وان كان هذا الاقتراح له إيجابياته فله ايضا سلبياته. من الايجابيات انهم سيكونون جبهه موحده امام حركة حماس لتعرف مدى شرعية برنامجها مقابل برنامج منظمة التحرير الفلسطينيه، حيث تفرض حماس سيطرتها على القطاع بالقوه المسلحه تحت حجة شرعية الانتخابات التشريعية وقد انتهت ولايته عام 2011 ثم عطلت اجراء انتخابات جديده تحت حجة الانقسام. هذا بالإضافة الى عدم تشتيت الاصوات بين فتح واليسار. لكن السلبيات انني الاحظ بعض فصائل المنظمة كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصطف دائما في صف حماس ولا تجرا على مواجهه مواقفها المتعنتة خاصه في ازمه الكهرباء التي تفتعلها شركة الكهرباء للتوزيع مع ان ضريبه البلو معفاة بين 70 الى 100 % من الحكومة بهدف توفير اموال الجباية ورفض حركة حماس تسليم معبر رفح للتخفيف عن الناس وربطها الدائم تسليمه بدفع رواتب كافة موظفيها.
5. سمعنا ان اول قائمه خرجت للنور اسمها نداء غزه مكونه من اكاديميين في الجامعة الإسلامية وكليات وجامعات تابعه لحماس وهم موالون بشكل مطلق لحماس، حيث نعرف ان حماس لا توظف في جامعاتها الا الموالين اليها. فلماذا لم ترشح حماس أي منهم في قوائمها خاصه انهم كمستقلين لن يحصلوا على اكثر من مقعد واعتبر وجود باقي المرشحين هو مجرد تلميع للقائمة للوصول لدرجه الحسم ومساعده رئيسها الحصول على مقعد؟؟ ولماذا لم نرى أي دعاية اعلاميه لها ؟؟ ثم كان بإمكان حماس استقطاب رئيس القائمة في قوائمها حتى لا تتشتت اصوات مناصريها .
سهيله عمر
[email protected]