سيادة الرئيس محمود عباس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
بدون مقدمات ... هذه الرسالة الثانية بعد الأولى قبل ثلاث اعوام والتي كان ردك إيجابيا عليها وهذا ما شجعني على الثانية ...
أولاً ...أرجو أن تتحملني فالرسالة طويلة جداً والقضية تستأهل وشعبك يستحق ..
فتحملني كما تحملت غيري من الأوزان الكبيره .. وثقيلي الدم
على الأقل .. وزني قليل....ودمي خفيف ...هكذا يقول المحبين
ففي الرسالة بعض الجُمل الي (مش ولابد ) لم أجد مهرباً منها
فتحمل ... وتأمل ... وبالصبر تجمل ....
فالأمر خطير والوضع مثير وربك يأمر بالعقل وحسن التدبير.
وأقول بكل صراحة ووضوح ......
ولو كان الأمر يتعلق بك كرئيس ...لقلنا الله معك ...ولما كان هذا إهتمامي ..
لأن الأمر أكبر منك ومن كل الأسماء والقادة والرؤساء ....
الأمر يتعلق بمصير قضية وشعب أصبح مستقبلهم في مهب الرياح .....
فشعبك وأهل نابلس بالتحديد لم يناموا منذ أيام " صدقني ولاتصدق الكذابين
ما يجري في نابلس من تداعيات وصلت لحد الجرائم ..نتمنى أن يتم محاصرتها من خلال نهاية سعيدة بحل جذري تنهي المأساة بكل جوانبها ...وإلا فالندم الندم يوم لا ينفع الندم
والسؤال كيف ..!
الجواب .... وقل إعملوا ... الاية
كلنا يعرف أن هناك مجموعات خارجة عن القانون ليس في نابلس وحدها
وهؤلاء معروفون و منذ سنوات ولهم أسماء
وكم حذرنا وقلنا أن هناك مشكلة ليس في نابلس فقط بل في جميع انحاء الضفة
و يجب أن يتم حلها وبأقصى سرعة ممكنة "
ولو كان هناك جدية لما تفاقم الوضع حتى وصل إلى ما وصل إليه من قتل
وسفك دماء حرمها الله "
فحملة السلاح منهم من هم شرفاء ولم نسمع عنهم أي تجاوزات على الإطلاق وهؤلاء ضابين شرهم وحتى خيرهم لأنهم شرفاء أعزاء "لا يرون عدواً لهم سوى العدو الغاصب
أما المهربين والمجرمين والزعران إن صحت التسمية ..
فهؤلاء ومنذ سنوات يعربدون سواءً في الأفراح أو الجنازات أو في الحارات
وهم معروفين بالإسم والرسم والعنوان ....
وكان الناس يرونهم وهم في مسيرات فوضوية و يطلقون النار جهاراً نهاراً وأمام الشرطة والأمن والمحافظين والوزراء والنواب وبياعين البطيخ والصبر طيب ... الخ
ألم يكن من الأجدر أن يتم إعتقالهم فوراً وأثناء أعمالهم الإستفزازية ..!؟
ألم يكن التغاضي عنهم جريمة ارتكبها المسؤول الأول في المحافظة ومن ثم المسؤول الأكبر في وزارة الداخلية ..!
لماذا ترك الحبل على الغارب والأمور كانت واضحة في إتجاهها نحو المعلوم وليس المجهول .!
قوات أمنية صاعقة شباب مثل الورد عضلات مفتولة مدربة أفضل التدريب والكل يعرف كفائاتهم ومهاراتهم
و حملات أمنية كانت تكلف ميزانيات وأموال طائلة ..والنتيجة ...
تزايد في نشاط الخارجين عن القانون وتزايد في تجارة السلاح والمخدرات والبلطجة والزعرنة .. .!
والمواطن يرزح تحت هاجس الخوف و الترهيب والخاوات .. لماذا ..!
وبالاخر يوصلو لك .من خلال تقاريرهم ....
سيادة الرئيس ...إطمئن ..البلد بخير ولا فوضى ولا مهربين ولا مجرمين
( البلد مستقر وبأمان ) نام وانت مطمئن سيادتك ... ونحن العيون الساهرة والقاهرة ...
لا يا سيادة الرئيس .... البلد مش بخير و ليست في أمااااان ...
( ماذا ترتب على كل ما سبق )..!
الان ومنذ أكثر من شهر بدأت بوادر الفتنة تطل برأسها في يعبد بداية ً"
ومن ثم في نابلس من خلال بعض الأحداث الدامية والتي ذهب ضحيتها بعض المواطنين ومن أبناء الأجهزة الأمنية " أبناء الوطن العزيزين على قلوبنا جميعاً ..
إنهم أبناء الشعب أيضاً ففيهم ..إبن عمي وعمك وخالي وخالك وجاري وجارك وصديقي وصديقك
البلد كلها تتأثر بجرح أي واحد منهم من جنين حتى رفح ...
طيب ....كانت تجربة أولى عندما قتل أول إثنين من الشرطة ...وتم ترتيب الأمور من خلال عملية نوعية تم القاء القبض على بعض الفارين ....
ألم تكن التجربة كافية لمعالجة الأمر بطريقة مهنية وقانونية تعطي الوضع العام إنطباعاً بأن الأجهزة الأمنية ليست قادرة فقط بل واعية وحكيمة ..!
إن الخطأ القاتل الذي حصل قبل أيام من خلال دخول قوات الأمن للحارة لقديمة في نابلس وتم الإغتيال الجائر والمجرم لإثنين من شبابنا أبناء الأجهة الأمنية الأكارم
.. ألم يكن جديرا بوقفة تأمل ومحاسبة ومراجعة ووضع خطة كي لا يقع المحظور مرة ثانية .!
وبفضل الله وتعاون الجميع في نابلس وأهلها الشرفاء تم توافق كبير بن ممثلي المدينة والسلطة على المضي قدماً لإنهاء الأزمة بسلام ومحبة " وعلى أن يتم العمل من خلال قوة أمنية راشدة واعده وقادرة على السيطرة وبالقانون ..وبالقاااااانون
ماذا حصل ....!؟ وكأنك يا بو زيد ما غزيت ...
وبدل القانون استعملوا الكانون ..كلنا نعرف كانون الفحم والجمر ....!
اعتقال متهم ولنفرض أنه قاتل الف ..ألفين ...لأنه بالمحصلة سيدمر بلد كامل
ألم يكن جديرا ً أن يتم إعتقاله والحفاظ والتحفظ عليه حيا ً وفي مكان آمن
لمعرفة من يقف خلفه " وأسرار كان من الممكن أن توصل السلطة والشعب معاً إلى الخيط الذي يوصل إلى رأس العصابة والمخططين لدمار البلد .!
أليس من حق السلطة ومن حقك انت كرئيس وراعي أن تعرف كيف ومن أصدر الأمر بضربه حتى الموت ... لماذا الموت وهناك محاكم تحكم بالاعدام
قال فورة دم قال ... أي فورة دم هذه !!
معقول هذا أيها المحافظ الذي وقف اهل نابلس معه ليعود محافظاً من جديد ..!
وهل نحن في مضارب ضبعان بن سبعان الداحسي ..!؟
ونقول للعالم نحن نبني مؤسسات .. لماذا نلوم العصابات ...!؟
هل هكذا يا سيادة الرئيس تتعامل أجهزة أمنية لسلطة تحترم نفسها وتضع وفي أولوية شعاراتها العدل والقانون ..أي عدل هذا وأي قانون ويتم إعدام مواطن بدون محاكمة .!؟
الان ... غليان شعبي وبيانات .وشجب ومطالبات ..وتحريض ..ومفاسد ..وإشاعات ..
ممكن ان توصل الوطن إلى كارثة لا قدر الله .
سيادة الرئيس ..إختصاراً وحتى لا يقال... "أنت تصب الزيت على النار"
ولا يهمني حتى لو قيل أكثر من ذلك .. واشهد الله أني لا أملك إلا الماء لأطفيء النيران التي يراد لها أن تشتعل في الوطن وبتخطيط واضح المعالم... ولا أخاف إلا الله
أما القول بان إسرائيل وإسرائيل فقط وراء ما يحدث ..لهو قول فاشل ..
بل هو ذر رماد في العيون وعلينا أن لاندفن رؤوسنا في الرمال (دود الخل منه وفيه )
إسرائيل نعم تخطط لتدميرنا كشعب وتقسيم الوطن كي تبتلعه نهائيا بالمحصلة
فالمشكلة منا وفينا أولاً وأخيراً ...
فاسرائيل تنتظر عجزنا وفشلنا بفارغ الصبر ..وكما أنها ليست جمعية خيرية
سيادة الرئيس ..ما يجري من الممكن أن يتم السيطرة عليه بضرب رأس الفساد الذي يجب أن يُعرف ...هذا إذا لم يكن معروفاً لحد الان ..!
كل ما يحتاجه الأمر فقط كشف المخفي والمخفي أعظم ..وقليلاً من الصدق والأمانه والشجاعة والوعي ... نقطة أول السطر
أغرب ما في الأمر ..إستمعت لبعض المسؤوليين على إحدى القنوات الفضائية ..
تحدثوا كلاماً عظيماً مهيباً رائعاً ...مضحكاً مبكيا في نفس الوقت ...
وكأن شعبنا مجموعة من المهابيل أو قلة من المساطيل .. في عهد الجهل والتخلف
ومن أقوالهم التالي ....
المسألة بسيطة .. نابلس ما فيها مشاكل ... ما حدث تم استيعابه ...شوية مشاكل .. حدث خطأ في التعامل مع المعتقل أودى بحياته ... والناس مبسوطين من تصرف الأجهزة الأمنية
الله اكبر وكأنهم يتحدثون عن مشكلة إزالة بسطات من الشوارع ..أو حادث سير ضد مجهول ..أو طوشة في عرس .. أو زوجة ضربت حماتها بالقبقاب "
كذابين منافقين تافهين ...حرام أن يكونوا رعاة غنم ....قادة بسم الله ما شاء الله
والقنوات الفضائية بمعظمها مغرضة تأتي بمن يسيء من خلال الكذب والنفاق
أما في موضوع الإنتخابات والتي أصدرتم قراراً من أجل إتمامها ...
فكيف ستتم وبأي صورة ممكن أن تصل إلى نتائج حقيقية هذا إن حصلت ..!
ولاأظنها ستحصل "لأن العمل في الإعداد لها غير منطقي ..وليس هذا موضوعنا الان
سيادة الرئيس ..... ليس لي ناقة ولا جمل ...ولكن لي أهل وشعب ووطن
أعتقد أنك لك أكبر وأعظم وأكثر من ذلك
فمن أجل ذلك إسمح لي أن أقول التالي ...
مهما حاول البعض أن يصل إلى حل سواءً المحافظ أو قيادات الأجهزة الأمنية أو حتى رئيس الحكومة .. فلن يكون إلا حلاً مؤقتاً من الممكن أن يتفجر الوضع بعدها كما حصل في المرات السابقة
فالحل هو الحل ......
ويبدأ بقرارات فورية ...ومن خلال وضع منظومة أمنية واعادة هيكلة الأجهزة
ووضع قادة قادرين مشهود لهم بالكفائة والنزاهة ..( ضباط متقاعدين ) مثلاً
ولاحل إلا من خلال زيارة تقوم بها أنت كرئيس وراعي وأكبر مسؤول وليس أحد سواك
تفضل بزيارة مدينتك نابلس جبل النار التي أقام فيها الشهيد أبوعمار
فنابلس ليست صغيرة ولا قليلة ..فهي الخزان الوطني والإقتصادي والإجتماعي والسياسي كما الخليل ورام الله ....ولا أقول جنين رغم أن جنين ليست قليلة ...
ما الذي يمنعك من زيارة نابلس.. ونابلس بحاجة لك اليوم ..!
وإذا لم تزرها اليوم وهي بحاجتك فمتى ستزورها ..!.؟
ولا أقول الزيارة هكذا مجردة ....
لا بل زيارة وجلسة عمل مع من يمثلون المدينة من شرقها إلى غربها وشمالها وجنوبها ومخيماتها ... فاستمع
إليهم ...وشاورهم في الأمر لأنهم هم الأصدق والأوفى والأكثر حرصا
على نابلس والوطن وربما عليك ..
نابلس تستحق منك قليلاً من التعب والعناء
فأهلها متعبون ويعانون وصابرون ....ولكن للصبر حدود
اللهم إشهد أللهم إني قد بلغت ...
بقلم/ منذر ارشيد