إن الإعلام بمناحيه المتعددة سلاح ذو حدين .. هادف وهادم.. كيف يمكن تغليب الجانب الهادف بوسائل التأثير المتاحة وإقناع الأغلبية بتلقي الصالح والمفيد من الإعلام وترك ما هو ضار وغير نافع ، وهنا لا بد من دعم الإعلام الهادف سواء كان مقروء أو مسموع أو مرئي والأخذ بالاقتراحات والملاحظات والأفكار البناءة وذلك بالتواصل مع أربابه عبر الوسائل المتاحة
فالمواطنة الصالحة تعني أداء الفرد لواجباته ومسؤولياته الوطنية وانسجامه مع قوانين بلده.
وهنا لا بد من التعريف بكلمة “الديماغوغ” : أي كائن غوغائي تمرس على تحريض بسطاء التفكير على اعتناق الفوضوية! خطر هؤلاء كبير لأن هذا النوع الأحمق من مهيجي الجماهير يسعون إلى تدمير الفرد والمجتمع, ف¯ “الديماغوغ” يستغل الإعلام ويبث أخبار مفبركة ومغرضة وهدفه التحريض الذي يؤدي الى عدم الالتزام بالقوانين والعبث بأمن الوطن والمواطن ويقود إلى الأنانية وضيق الأفق والطيش ويُحرِّض على تجاوز كل أنواع الخطوط الحمراء والمحاذير الفردية والاجتماعية. آخر الأمر سينتهي هذا النوع من التحريض والعبث الأحمق في خسارة كل من “الديماغوغ” أولئك الآخرين الذين قبلوا أن يحولوا أنفسهم ضحايا تلقائيين للمحرض الأهوج.
تمرس مُهيِّج الجماهير”Demagogue” على استخدام المزاعم المزيفة والإجحاف الظالم والنعرات ضيقة الأفق هدفه تضخيم التحديات اليومية للأفراد العاديين وتصويرها وكأنها أزمات حقيقية.
فالمحرض الفوضوي “الديماغوغ” يوهم المساكين وضعيفي الشخصية أنه يساعدهم بينما هو يفرق وينشر البغضاء بين أعضاء المجتمع الواحد ضمن وسيلة التغرير من خلال إغراق المجتمع بحرب الاشاعه بقصد الوصول إلى مبتغاه عن طريق التحذلق و اللف والدوران والغش والخداع يوهم أتباعه أنه ولا احد غيره سيخفف عنهم وطأة ما يوهمهم زيفاً أنهم يعانون منه,.
الغوغائي المُهيج مُستعد تماماً وجاهز دائماً أن يتحول إلى أي شيء من أجل أن يسيطر على المتوهمين ويستغلهم: الفوضوي “الديماغوغ” يمكن أن يُظهر نفسه كبهلوان حرفي متى استدعت الحاجة إلى ذلك, وجراح دماغ, وخبير اقتصادي أو سياسي وعسكري, وسباك أيضاً, ومتخصص في الخدمات الفندقية والاجتماعية والنفسية, بل أن “الديماغوغ” فوضوي يقتات على الكذب وخداع الآخرين لدرجة انه من الممكن أن يُفسِّر العبث المدمر كنظامية حميدة, والفوضى يفسرها كتوازن عقلاني… وهكذا.
“الديماغوغ” المُهيج العبثي حين يصل لحد القناعة سيطرته على عقول بعض ضعيفي الشخصية يبدأ إنجاز مآربه وأهدافه الحقيقية, وليذهب الآخرون إلى الجحيم.
ضحاياً “الديماغوغ” من تخلوا عن حرياتهم الشخصية وأسروا أنفسهم طوعاً بأوهام ذلك الغوغائي والفوضوي وهم أسرى الخداع لهذا الغوغائي وهم في المحصلة أدوات يتحملون نتيجة مسؤوليتهم الفوضوية وهم ضحايا لدفع الثمن التي تؤدي غالبا للخسران والتعرض للمسؤولية المجتمعية والقانونية
نقول من يقع ضحية ل¯ “الديماغوغ” سيخسر حياته الدنيا وسيزداد قلقه وسيصاب بكل أنواع الأمراض النفسية وربما العته الذهني. فمن يظن أنه يملك الحق في انتهاك أي من قوانين بلده وثوابتها الوطنية الراسخة كالوفاق الاجتماعي والألفة والعيش السلمي المشترك سيثبت للعالم أجمع أنه فرد لا يحترم نفسه وسيستحق آخر الأمر ما سيلقاه من عقاب
وبالطبع مصير “الديماغوغ” الفوضوي معروف : سينتهي به الأمر إما مُجرماً مطارداً أو مكروهاً من العقلاء والحكماء والرزينين, أو أنه آخر حياته سيتحول إلى كائن غوغائي ناقم وتواق للمماحكة حتى مع ظله
ان الغوغائيه هي فكر مدمر لمكونات المجتمع وان البعض الذي يتقن الغوغائيه في استعمال الاعلام كوسيله من وسائل ارسال رسائله لاجل السيطره على اصحاب النفوس الضعيفه ويتمكن من تمرير مؤامرته واغراضه لتحقيق مكاسب شخصيه لا يهمه المجتمع والحفاظ على وحدته وتماسكه لان هدفه في المحصله تدمير مكونات المجتمع
الغوغائيه نهج مدمر وفكر دخيل ولا بد لاصحاب الرؤى والنظريات العلميه في الاعلام التصدي للغوائيين وحماية المجتمع من خطرهم لانهم ادوات هدم لكل مكونات المجتمع الفلسطيني.
بقلم/ علي ابوحبله