حقوق الإنسان جوهرها احترام الكرامة الإنسانية

بقلم: حنا عيسى

"المناضل الحقيقي دائم العطاء يأخذ حقه من خلال حقوق الآخرين وليس على حسابهم"

(ناجي العلي)

من المواضيع المهمة التي يتداولها الناس في مجتمعاتهم المختلفة حقوق الإنسان، والتي أصبحت حدث الساعة على جميع المستويات الرسمية وغير الرسمية، وأخذت طابعاً شمولياً في معالجة الحقوق والحريات. حيث جوهرها يكمن في احترام الكرامة الإنسانية للإنسان باعتباره كائن اجتماعي.

وتعرف على أنها فرع خاص من فروع العلوم الاجتماعية، يختص بدراسة العلاقات بين الناس استناداً إلى كرامة الإنسان، بتحديد الحقوق والرخص الضرورية لازدهار شخصية كل كائن إنساني، علماً بأن قضية حقوق الانسان ترتبط بشكل جذري ومباشر بوجود هذا الإنسان نفسه.

 

نشأة حقوق الإنسان:

1.    لقد تميزت معاملة الأفراد في الجماعات القديمة، بصورة عامة، بالقسوة.

2كان الفرد محروما من القدرة على التمتع بالحقوق، واعتبرته السلطة بالتالي في حكم الاشياء، وانكرت على الفرد العادي شخصيته القانونية.

3الإغريق عاملوا الأجانب معاملة الاشياء ، فأكدوا أن الفارق بين اليوناني والبربري ( هو الفارق بين الإنسان والحيوان).

4.    حيث قال أرسطو: (أن الطبيعة قد قصدت أن يكون البرابرة عبيدا).

5وكانت روما تنظر إلى علاقاتها مع غير شعبها نظرة خاصة هي نظرة الرئيس إلى المرؤوس، لان روما لم يكن يتساوى معها احد.

6كان لسكان روما تشريعهم وكان للشعوب الأخرى تشريعاتها المسمى تشريع البرابرة أو تشريع الشعوب.

7.    كان الصينيون يعتبرون الأجانب من البرابرة ( مجرد حيوانات يحل التهامها) .

8.    اما في الهند حيث كانوا يجردون الأجنبي من أية حماية لكونه ( لا ينتمي الى المجتمع الإنساني).

9أما اليهود فكان لهم سطوة يهضمون حقوق العرب المادية ويقولون ما علينا في الأميين سبيل، لذلك كانت علاقاتهم بغيرهم علاقة عداء تبيح السلب والنهب والقتل.

10. أما المسيحية فقد خلت من أي تنظيم يتصل بالدنيا سواء في الداخل أو الخارج ينطوي على تشريع ملزم. وتركت (ما لقيصر لقيصر وما لله لله ).

11. وفي أوائل القرن السابع قام الإسلام وانتشر دينه انتشارا سريعا. والإسلام عقيدة وعبادة وحكم وهو دين ودولة معا.

12.   جاء الإسلام وأعلن الوحدة الإنسانية (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى(.

13. المساواة المطلقة بين بني الإنسان كانت رسالة الإسلام، والتمرد الوجداني المطلق من جميع القيم وجميع الاعتبارات التي تخدش هذه المساواة. 

بقلم/ د. حنا عيسى