( أحلام مقتولة من ذكريات الاسر)

بقلم: ثامر سباعنة

لم يقف ظلم الاحتلال وجبروته عند الاعتقال والحصار والقتل واستباحة الأرض وتشريد الإنسان ، بل طال الظلم والقتل حتى أحلام الفلسطينيين .

الأسير الصحفي الدكتور أمين أبو وردة وبعد أكثر من 6 شهور من الاعتقال والحرمان من زيارة الأهل والاجتماع بهم والمنع من الزيارة ، بعد أكثر من 6 شهور من الانتظار والمتابعة جاءه الخبر السعيد عبر إذاعة النجاح ومن خلال اتصال لزوجتي فاطمة سباعنة ، زفّت فيه البشرى للدكتور أمين :
دكتور أمين ، لقد صدر لأهلك تصريح زيارة وستزورك أم عمر الأسبوع القادم .
خبر أدخل الفرح لقلب الصحفي الأسير أبي عمر ، وبدأ منذ إعلان الخبر يرسم بأحلامه يوم الزيارة ولحظة اللقاء ، أي ملابس سيرتدي ؟ متى سيحجز دوراً للحلاقة ؟ ما الكلام الذي سيقوله ؟ ما هي الأمور التي ستكون لها أولوية ، خاصة أن الزيارة فقط 45 دقيقة ، وهذه الدقائق لن تكفي الدكتور الأسير ليتناول كل الأمور التي يحتاجها ويود الاستفسار عنها ، ماذا سيقول للصغيرة سارة ابنته ذات الخمس سنوات !! ماذا سيخرج لها من حلويات خاصة أن هذه الزيارة سيُسمح فيها للأطفال بالدخول ، سيتبادل الدكتور أمين الحنان والحب مع صغيرته سارة ، سيطبع قبلات الشوق على جبينها وينال هو أيضاً نصيبه من قبلاتها ، الزيارة ، اللقاء ، حلم الدكتور أمين المنتظر وحديثه طيلة الأسبوع .
لكن وكعادته ، الاحتلال يلاحق بل ويقتل أحلامنا البسيطة ، ألغى الاحتلال الزيارة ومنع لقاء الأحبة ، والحجة أن الأسرى تمردوا على بطش السجان وأعلنوا رفضهم للتفتيش المذل ، أبلغ الاحتلال الصليب الأحمر أن زيارات الأهل يومي 13 و 14 أكتوبر قد ألغيت والأسرى في قسم 2 معاقبون ، وبهذا سحق الاحتلال حلم الدكتور أمين وحلم طفلته سارة وحلم وانتظار عائلة الدكتور ، وكأسير يدرك أن الاحتلال يريد لنا أن نفقد كل مقوماتنا وكل أحلامنا وآمالنا ، رفض الدكتور الأسير الاستسلام ، فقام واغتسل ولبس ملابس الزيارة وأعلن انتصاره على ظلم السجان وبأن لنا الحق أن نحلم وسنحقق بإذن الله أحلامنا ، الدكتور الأسير أمين أبو وردة ينتظر الآن الزيارة القادمة للأهل .
الصغيرة سارة ربما تلملم الآن دموعها وآلامها وترسم حلمها من جديد وتنتظر لحظات اللقاء مع الوالد الأسير .
بقلم الأسير ثامر سباعنة
سجن مجدو