فارس عودة (1985 - 2000):
إنه الطفل الفلسطيني الذي إغتالته نيران الجيش الإسرائيلي قرب معبر كارني في قطاع غزة بينما كان يشارك بانتفاضة الأقصى، بطفولة فلسطينية لاتعرف الإنحناء لهذا المحتل قاوم الدبابة الاسرائيلية حتى تصدرت صورته صفحات الصحف والمجلات العالمية وأصبح أسطورة في مقاومة الاحتلال بصورته بجسده النحيف وقامته القصيرة يرتدي سترة واسعة وهو ينحني الى الوراء لقذف حجر باتجاه دبابة إسرائيلية لا تبعد عنه سوى حوالي 15 ياردة فقط .
" إنه يريد أن يصبح شهيداً للقضية الفلسطينية " : هكذا كان يردد الطفل فارس عودة قبل استشهاده ، وكانت الشهادة فداء لفلسطين أسمى أمنيات هذا الطفل وقد نال ما تمنى بعد عدة أسابيع من عيد ميلاده الخامس عشر ، ،حيث استمر الشهيد فارس في ملاحقة دبابة الاحتلال المصفحة بحجره الصغير لمدة أسبوع إلى أن قام جنود الاحتلال بإغتياله برصاصة اخترقت رقبته،استشهد على إثرها على الفور.
هذا الطفل لم يقدم اختراعًا، ولم يفعل ما فعله كثير من المشاهير والقادة ، ولم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، ولكنّه أصبح في لحظة من اللحظات حديث العالم كله، من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
باستشهاده اختصر آلاف المشاهد والمآسي التي سجلها الصهاينة بحق شعبنا الفلسطيني ، وعرض صورة حية لطبيعة العدو الصهيوني التي نسيها أو تناساها البعض، وليكون بذلك شاهدًا ودليلا آخر لأولئك الذين ما زالوا يتوهمون بأنه قد يكون سلام مع عدو يقتل ويغتال الأطفال والأحلام والأشجار والأحجار. .
واختتم أسطري هذه : بأن صورة الشهيد ستبقى خالدة في قلوب الجميع ، فهي في الذاكرة التي تأبى النسيان لانه أيقونة الانتفاضة الفلسطينية وسيبقى اسمك رمزاً لفلسطين الحرة فالشهيد لم يكن يعرف أنه سيصبح بطلاً صغيراً لكل أجيال الشباب والأطفال الفلسطينين والعرب وسيبقى اطفالنا يسيرون على دربك يا فارس ما دام الاحتلال قائم فلن نترك ميادين الجهاد فانت الفارس الحق نم قرير العين يا فارس.
بقلم/ وسيم وني