المصالحة الفلسطينية .........حصان طروادة للرباعية العربية .... تمهد لتنصيب قياده بديله

بقلم: علي ابوحبله

الرباعية العربية للسلام ماذا حققت منذ نشاتها ولغاية الآن وماذا تحقق على صعيد المبادرة العربية للسلام " في مؤتمر هرتسيليا ظهر سفير مصر في أول ظهور علني له والسفير الأردني وجاء الجميع من النظام العربي وهرولوا لخلق حوار مع الجانب الإسرائيلي للترويج للمبادرة السعودية المعروفة بمبادرة السلام العربية ، وقد فشلت الرباعية العربية في اختراق الموقف الإسرائيلي المتعنت ورفض التعاطي مع المبادرة العربية للسلام ،
هذا الفشل العربي دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإطلاق مبادرته للسلام قبلها نتنياهو ولم يعرها أي اهتمام وفي معرض تعليقه "قال نتنياهو، في رفضه المبادرة: "تضمنت جانبًا سلبيًا وهو انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية حتى حدود عام 1967، والانسحاب من هضبة الجولان وقضية اللاجئين والقدس العربية عاصمة لفلسطين، وإذا تفهمت الدول العربية أنها بحاجة لتحديث مبادرة السلام وفقاً للتغيرات التي تراها إسرائيل، وعند ذلك سوف نتحدث، ولكن إذا كانت ستجلب المبادرة منذ عام 2002 ويقولون خذها أو اتركها سوف نتركها". وأثنى نتنياهو على الجزء الإيجابي في مبادرة السلام العربية وهو استعداد الدول العربية لتحقيق السلام والتطبيع مع إسرائيل. وأكد محللون أن تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرًا للدفاع عقب طرح المبادرة العربية لإحياء عملية السلام هو رد سلبي، حيث إن الأخير معروف بكرهه للدول العربية والإسلامية وتشدده تجاه دول الجوار. واستطلعت "المصريون" آراء الدبلوماسيين والساسة والبرلمانيون حول سر رفض نتنياهو للمبادرة خاصةً بعد أن تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أسابيع. وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ "المصريون": "الرئيس السيسي قال إن السلام بين مصر وإسرائيل ممكن أن يمتد ليشمل الدول العربية ، من خلال ربط بين السلام العربي والسلام المصري الإسرائيلي، ضمن مبادرة السلام، إلا أن إسرائيل رفضت مبادرة السلام العربية وبذلك تكون قد عزلت السلام المصري عن السلام العربي، وهذا الموقف ليس جديدًا لأنها رفضت المبادرة منذ طرحها عام 2002".
وانعقد الاجتماع الوزاري الدولي، في باريس، وخصص لبحث المبادرة الفرنسية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وإحياء مفاوضات السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وسط تراجع الآمال المعلقة على هذا المؤتمر إلى «حدها الأدنى»، وخصوصا من قبل الجانب الفلسطيني.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الدبلوماسية الفرنسية لمحاولة الترويج للمؤتمر وضمان نجاحه، إلا أنها لم تتمكن من تذليل العقبات التي اعترضنه وتحديدا موقف الاحتلال الإسرائيلي، الرافض للمبادرة ككل نتيجة لتلويح باريس باعتراف منفرد بدولة فلسطين حال فشلت مفاوضات السلام.
وفشلت الرباعية العربية في فرض رؤيتها للسلام في جميع المحافل الدولية ، وسبق للرباعية العربية أن قدمت مزيد من التنازلات بالإعلان عن موافقتها لتعديل المبادرة العربية للسلام والتنازل عن أراضي ضمن عرض صفقه للتبادل في مؤتمر واشنطن وضم وزراء خارجية الرباعية العربية للسلام مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري دون أن تتمكن الرباعية العربية من تحقيق أي تقدم على مسار اختراق للمواقف الاسرائيليه الامريكيه بل العكس ما شهدناه من الرباعية العربية للسلام تقديم مزيد من التنازل لإسرائيل بالمجان
الرباعية العربية تحاول الآن أن تلقي باللائمة على الفلسطينيين وتحملهم مسؤولية فشل جهود الرباعية العربية في حصول خرق لتسويق المبادرة العربية للسلام وحتى التسويق للمبادرة المصرية ،
وهذا التوجه للرباعية العربية هو بالترويج لمبادرة عربيه لترتيب البيت الفلسطيني ليتسنى تقديم تنازلات جديدة وفق ما يحقق رؤيا هذه الدول في سعيها للتحالف والتطبيع مع إسرائيل و تبدأ المبادرة بعودة المفصولين من "فتح" والسلطة، ومعالجة الملفات القضائية، وعودة محمد دحلان إلى عضوية مركزية "فتح"، ووضع الخطط والبرامج لتفعيل المنظمة.
وتقول الخطة: أنه في حال رفض أحد أطراف حركة فتح تحقيق المصالحة فلا يعني ذلك التخلي عن تقديم الدعم للحركة، وإنما يصبح من الواجب البحث عن آليات دعمها بعيدًا عن الطرف المعرقل للمصالحة. وفي حال عدم توصل الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق ترتضيه كل الأطراف يصبح من واجبنا دعوة الجامعة العربية للتدخل بهدف فرض اتفاق يضع مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته فوق مصالح الأحزاب والفصائل المتناحرة.
أما أخطر ما جاء في الخطة، تأكيدها على أنه في حال لم يقم الفلسطينيون بما عليهم واستمروا في الانقسام على أنفسهم، فستضطر بعض الدول العربية لدراسة بدائلها الخاصة في التعاطي مع ملف الصراع العربي - الإسرائيلي.
وهذا التحرك المفاجئ "للرباعية العربية " يأتي في سياق "تأهيل" الجانب الفلسطيني للانخراط في تسوية للقضية الفلسطينية ضمن الشروط التي ترتئيها الدول العربية لمصالحها ومصالح تحالفها مع إسرائيل على ضوء تغير موازين القوى في حمى الصراع على سوريا وفشل حرب اليمن في تحقيق أهدافها حيث كل المؤشرات تشير أن سوريا في طريقها على إفشال المؤامرة التي استهدفتها .
هناك مراهنة عربيه على السيد " محمد دحلان " لامكانية سيره في ركاب مخطط ما تهدف لتحقيقه الرباعية العربية والقبول بمخطط التسوية وفق ما تراه إسرائيل بما يحقق مصالحها في مشروعها الاستيطاني والتهويدي في القدس .
إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق رؤيا عربيه لا يحقق الهدف المنشود للفلسطينيين ولا يلبي تطلعاتهم للتحرر من الاحتلال وإنهاء احتلال إسرائيل لكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة .
الخلافات الداخلية الفلسطينية هي انعكاس للواقع العربي المرير وان النظام العربي ساهم وبشكل فعال في الحالة ألراهنه لهذا الانقسام لان الانقسام في محصلته مصلحه دوليه وإقليميه وعربيه تخدم الاحتلال الصهيوني ،
مهدت الدول ألمساهمه بمبادرتها لترتيب البيت الفلسطيني إلى حصار السلطة الوطنية الفلسطينية وحجب المعونات المالية ومساهمة ومشاركة أمريكا ودول أوروبيه بالحصار المالي وبهذا المخطط التركيعي للشعب الفلسطيني
هذا التدخل العربي في الوضع الفلسطيني الحالي فتح الأبواب أمام التدخلات العربية، والإقليمية، والإسرائيلية (وهي الأخطر)، والدولية وهي الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية وتاريخ الصراع مع إسرائيل ، وهذه التدخلات تصب في صالح إسرائيل و تهدد الكيان الوطني الفلسطيني ضمن تآمر يستهدف وحدانية التمثيل والقرار الفلسطيني المستقل، لدرجة أصبحت عودة دحلان عند "الرباعية العربية" هي العصا السحرية لفتح كل الأقفال الفتحاوية والوطنية، بينما غابت أو تراجعت، إلى حد كبير، القضايا ذات الأولوية عن أجندة العمل العربي الذي يعيش حاله من الانقسام والتشرذم حيث يفقد النظام العربي مبرر وجوده بهذه الإخفاقات العسكرية والسياسية والذي يقود النظام العربي من فشل لفشل
أثارت تصريحات الرئيس محمود عباس الاخيره ورفضه للتدخلات الخارجية والعربية في الشؤون الداخلية الفلسطينية انزعاجا على كافة الصعد
تصريحات للرئيس محمود عباس بثها تلفزيون فلسطين الرسمي وأبدى من خلاله الرئيس محمود عباس تحديه للرباعية العربية من دون أن يسميها بشأن خطواتها لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي قائلا: “لا أحد يملي علينا موقفا”.
وقال الرئيس محمود عباس لدى لقائه، ، وفدا من ذوي الاحتياجات الخاصة من محافظات الضفة الغربية في مقر الرئاسة في رام الله “لنتكلم كفلسطينيين وكفى الامتدادات من هنا وهناك”.وأضاف بلهجة غاضبة “الذي له خيوط من هنا وهناك الأفضل له أن يقطعها، وإذا لم يقطعها نحن سنقطعها”.واعتبر الرئيس محمود عباس أن “علاقتنا مع الجميع يجب أن تكون طيبة وجيدة لكن لا أحد يملي علينا موقفا أو رأيا، نحن أصحاب القرار ونحن الذين نقرر ونحن الذين ننفذ ولا يوجد لأحد سلطة علينا”.وطالب الرئيس محمود عباس بوقف الامتدادات مع العواصم التي ذكر منها واشنطن وموسكو ووقف التعامل بالمال السياسي..
وكان تلفزيون فلسطين الرسمي، بث أمس الأحد، شريط فيديو للرئيس محمود عباس أبدى فيه تحديه للرباعية العربية من دون أن يسميها بشأن خطواتها لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي قائلا: “لا أحد يملي علينا موقفا”.
هذا الحديث الصريح والواضح للرئيس محمود عباس في خطوطه ومعالمه والرافض لكل الضغوط التي تتعارض مع المصالح الوطنية الفلسطينية لا يعجب المرتزقة وأصحاب الأقلام الماجوره وأصحاب السياسات التي تنبع سياستهم من مصالح خاصة ووفق تحالفات إقليميه وتوازنات لا تأخذ في حسبانها أهمية وأولوية القضية الفلسطينية وهذه الدول في سياستها هي اقرب لمصالح متعارضة مع الحقوق الوطنية الفلسطينية والقضية الفلسطينية التي تتقارب فيها مع مواقفها من إسرائيل
الرباعية العربية تستغل موضوع المصالحة الفلسطينية والدعوة لترتيب البيت الفلسطيني كحصان طراوده وهي حيله جديدة للتهرب من القضية الفلسطينية وللتغطية على سياسة الفشل للرباعية العربية لتحقيق السلام والتطبيع مع إسرائيل عبر تمرير المبادرة العربية للسلام ورفضتها حكومة الاحتلال ، ترتيب البيت الفلسطيني ومصالحة دحلان ضمن مسعى جديد تقوده هذه الدول لتفعيل علاقاتهم مع إسرائيل والتطبيع معها دون أن يكون هناك موقف عربي فاعل يكون بمقدوره الضغط على الاحتلال لوقف مشروعه الاستيطاني والتهويدي في القدس والقبول بالمبادرة العربية للسلام وهو تهرب للأمام
لقد فشل النظام العربي الذي تآمر على سوريا وتحالف بحربه على اليمن وشرع للتدخل في ليبيا واحتلال العراق وهو الآن يمهد الطريق للتآمر على فلسطين والقضية الفلسطينية باستغلال ورقة دحلان التي تمهد لإحداث انقسام فلسطين على طريق استنساخ للانقسام الفلسطيني في أربعينات القرن الماضي بين المجلسين والمعارضين ضمن رواية حصان طراوده وهي حيله جديدة عنوانها ترتيب البيت الفلسطيني وعودة دحلان ضمن محاولات التمهيد لتنازل فلسطيني جديد بضغط للرباعية العربية ،ومدخله قرارات جديدة عبر ألجامعه العربية التي أضفت شرعية على التدخل الأجنبي في سوريا وشرعت حرب اليمن وأضفت شرعيه لحلف الأطلسي لقصف ليبيا والتدخل فيها لإسقاط نظام الحكم فيها وهنا فلا غرابة أن تقحم ألجامعه العربية نفسها لمحاولات تنصيب قياده فلسطينيه جديدة بمقاس جديد بشرعية عربيه


المحامي علي ابوحبله