صادفته ليومين متتالين في سفري من بيت لحم الى رام الله، طفل في الخامسة من عمره جميل ذكي ،مبتسم رجل يصعده الى وسيلة النقل ويطلب ممن يجاوره في المقعد ربط حزام الامان له
يضع في اذنه سماعة ،ما ان تتحرك السيارة يتناول من حقيبته وعاء بلاستيكي فيه قليل من الفواكه ويباشر الاكل بنهم.
بالامس وانا اراقبه لاحظته يغفو وهو يأكل حاولت ان اعدل من جلسته كي يرتاح ونجحت في ذلك،وبعد قليل استيقظ مثل ملاك عرضت عليه الماء فوافق على الفور.
استفسرت من السائق من سيدفع اجرته ؟ اجابني ان والده ينتظره في مجمع الحافلات في رام الله،قبل نزولي طلبت من السائق ومن تبقى من الركاب الانتباه له والاعتناء به.
اليوم صعد الى وسيلة النقل ولم يجاورني حيث جلس في المقعد الوسط ،عندما شاهدني ابتسم لي
راقبته وهو ياكل ويغفو مثل الامس ،تحرك كثيرا في المقعد فعلمت ان سماعة اذنه سقطت بين المقاعد بحثنا عنها واخيرا وبعد عناء عثرنا عليها واعدناها الى اذنه.
عند وصولنا الى رام الله بالقرب من "حلويات ايفل" توقف السائق لينزله عندها رايت شابا في وسط العمر يستقبله ،سألته ان كان والده فاجاب بنعم ،نزلت من الحافلة الصغيرة للحديث معه واخبرته انني تألمت بالامس واليوم لمعاناته ،وسألته لماذا يذهب يوميا ويعود الى بيت لحم ؟ الا يوجد هنا في رم الله مدرسة للبكم ؟ اجابني بالنفي،وسألني ان كنت مواظبا بالمجيء يوميا من بيت لحم الى رام الله وبالعكس وعن توقيت ذلك اجبته بالنفي.
اوصيته الاعتناء به ،ثم تركتهما وانصرفت غاضبا وشاتما لنظام حكم سيء همه الوحيد رفاهية هذه العصابة التي تحكم الشعب... اغضبوا واشتموه معي.... هم قطعة من الروح فاسرفوا بالاعتناء بهم
يوسف شرقاوي