أن تعمل نشيطا في المجال الإعلامي، يعني أن تواجه الكثير من المخاطر وبل يُصنع لك أنداد وأعداء من حيث تعلم، ولا تعلم، إنه المجال الفسيح، وبرميل البارود في كثير من الأحيان.
وأعداء النجاح، لا يحتاجون أن تكون مستقيما أو قديساً، ولا ينتظرون أن تدافع عن نفسك أو تقف أمامهم شامخا، فمكرهم وخبثهم يتعدى كل شيء، لأن هدفهم هو تكسير معنوياتك وتهميش إنجازاتك، وحرف بوصلتك أو إسكاتك وتجفيف ما تبقى من حبر قلمك وأفكارك، وربما يملكون ما لا تتوقع من إمكانيات أو قوة، بحيث تجد نفسك في أتون صراع لا ناقة لك فيه ولا بعير، وكل ما في الأمر أنك "ناجح" وترفض الانصياع أو تكون ذيلا في جدول المنافقين أو الفاشلين "الأرزقية"، وربما تكتشف أيضا أن لهؤلاء عجلة إعلامية مضادة وضخمة تسوق الأكاذيب والقصص الخيالية المفبركة.
هؤلاء أعداء الحق يركزون على ضعف الآخر، أو تردده، ويبدؤون في رمي سهامهم المسمومة، وأكاذيبهم التي لا تتوقف، وأمام كل ذلك يجب أن يستمر أهل الحق في مسيرتهم، لأن الباطل زائل ولا يملك قوة البقاء، فالإعلام الناجح هو الإعلام الذي ينتصر لقضايا الشعوب الوطنية ويصنع منها واقعا وينقلها الى كل الدنيا، وهنا لابد من أن تعيد المؤسسات الإعلامية قراءتها لبرامجها وخططها لكي تواكب كل جديد وتواجه كل المخططات في كل الظروف، وتقديم الحقائق بطريق ذكية وبتقنية تواكب التطور التكنولوجي وتنوع وسائل الإعلام الجديد بأنواعه المقروء والمسموع والمرئي والإلكتروني وغير ذلك.
في زمن المواجهة يجب أن تستمر ولا تتوقف، وفي زمن الإعلام الناجح لا معنى للتفكير كثيرا في ما يصيبك من أذى، بل تحتاج إلى التسلح بالإيمان المطلق، والحقائق الراسخة، بأن النجاح له ضريبة وتضحية، وأعداء النجاح لا يتوقفون لأن هذه مهنتهم في عالم مفتوح على مصراعيه.
بقلم د.مازن صافي