(( اتركوني ارى اهلي كمان شوي )) بهذه الكلمات البسيطه طلبت الاسيرة الطفله تسنيم حلبي من جنود الاحتلال ابقائها قليلا في المحكمه لتتمكن من رؤية اهلها.
الاسيرة تسنيم شكري حلبي ، المولودة في بلدة البيرة بتاريخ ٢/٧/٢٠٠١
هي البنت الكبرى في عائلتها ، وقد تلقت تعليمها في مدارس قرية رمون قضاء رام الله ، وككل الفتيات حلمت تسنيم بانهاء دراستها والالتحاق بالجامعه ثم بناء عائلة جميله ، لكن في فلسطين يسعى الاحتلال دائما لقتل احلامنا وسحق أمالنا ، ففي 28-ابريل – 2016 ، وبينما تسنيم وصديقتها نتالي شوخة وبالقرب من حاجز عسكري في قرية بيت عور التحتا القريبة من رام الله ،قام جنود الاحتلال باطلاق النار على صديقتها نتالي من الظهر فهربت تسنيم من المكان ولحقها الجنود بين الاشجار وتم القبض عليها .
تقول الاسيرة القاصر تسنيم خليل شكري حلبي 14 سنة، وهي طالبة في الصف التاسع وموقوفة في سجن الشارون لمحاميها : انه تم اعتقالي من عند حاجز بيت عور , كان معي سكينة رميتها وركضت واللا الجنود بطخوا على نتالي وانا اجا جندي ومسكني , ضربني بالخوذة على راسي وبعدها قعدوني على الارض على الحجارة, سبوني وبصقوا علي وغموا عيني وكلبشوني بحديد وبلاستيك. نقلوني بالجيب العسكري للتحقيق. بالتحقيق صرخوا علي وقالولي انهن قتلوا صاحبتي نتالي وانها ماتت بس بعد ما خلص التحقيق خبروني انها بعدها عايشة , كانوا يخوفوني ويصرخوا علي , خلوني اوقع على اوراق كثيرة بالعبري . المحقق حكالي انه ممنوع يكون بالتحقيق حدا من اهلي ولا المحامي , بس هو اتصل باهلي وحكالهم اني بالتحقيق. حوالي الساعة 2 ونص وصلت لسجن الشارون . يوم 1.5.2016 طلعوني للمحكمة, رحت 3 مرات عالمحاكم ، بصحونا على المحكمة حوالى الساعة ثنتين ونص وبرجعونا على 11 بالليل. البوسطة باردة وغرفة عوفر باردة كثير. لليوم ما زرت اهلي, شفتهم بالمحكمة"
تسنيم تنتقل ببوسطة السجن من سجن الشارون الى عوفر حيث المحكمة ، و تجلس لساعات طويلة مقيدة اليدين والرجلين ، وتصل متعبة جدا حيث يأخذونها من سجن شارون الساعة الثالثة صباحا وتبقى في سجن عوفر حتى السادسة مساء ، وتعود الى السجن الساعة الثانية عشرة ليلا ، المسافة تستغرق من خمس ساعات الى ثماني ساعات .
في المحكمة لا يسمح احيانا لاهلها برؤيتها سوى دقائق معدودة وتخرج من المحكمة تبكي وتقول لهم اتركوني ارى اهلي كمان شوي ، الا ان جند الاحتلال يسحبونها دون أي رحمة او شفقة .
تقول والدته تسنيم : في اخر محكمة كانت ابنتي مريضة وترتجف من البرد كانت مصابة بالانفلونزة وحلقها ملتهب ورايناها ربما خمس دقائق فقط لا غير وهي تبكي.
ولتسنيم وجع اخر وجرح متجدد ، الا وهو الزيارات ، فأهل تسنيم ممنوعين ومحرومين من الزيارة ، وتصف والدة تسنيم هذا الحال بكلماتها : بالنسبة للزيارة فنحن زرناها مرة واحدة منذ الاعتقال حيث اننا ممنوعون امنيا انا وابوها ولم يسمحوا الا بزيارة واحدة فزرتها انا في يوم وابوها غي يوم اخر والمدة بين المحكمة الاخيرة والقادمة شهر وبضعة ايام فلم نرها منذ وقت ولا يوجد هاتف حنى نتكلم معها اريد ان ازورها ولو مرة في الشهر حتى يخفف عني وعنها وعن والدها بعض المعاناة.
( يا ثورتي لا تسألي عني جدار المعتقل اني الأسير الصامد إني أنا الحر البطل قد ظنوا اني بقيدهم أشبعت قطر انا وذل لكنهم لم يعلموا اني الذي صنع الأمل في نفس كل مقاتل ضحى وقاتل أو قتل) تسنيم حلبي فتاة فلسطينية تدفع ثمن انتمائها للوطن ، وتنتظر الان نصرتها ، تنتظر من يخفف المها ووجعها .
بقلم : ثامر سباعنه - فلسطين