الشهيد غازي خميس " ابو علي مفلح " المناضل الشعبي

بقلم: عباس الجمعة

عندما تنحني الاقلام لتكتب سيرة مناضل اعطى وقدم ما يملك في سبيل مسيرة الثورة والنضال نقول علينا ان نقدر هؤلاء ، وفي طليعتهم الشهيد غازي على خميس " ابو علي مفلح الذي عرفته أزقة مخيم البرج الشمالي ، كما عرفته مواقع النضال في عمان وجنوب لبنان ، كما عاش من اجل لقمة العيش في ليبيا ، وعاد منها ليكمل مسيرة نضاله من خلال دوره العملي في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي اطار اللجان الشعبية وخاصة اللجنة الشعبية لمخيم الشهداء مخيم البرج الشمالي .

رغم قسوة الظروف التي عاشها الشهيد ابو علي ، ورغم قسوة المرض ، استمر ابو علي في مسيرة النضال الجماهيري والشعبي ، وكان له انجازاته خلال هذه المرحلة، حيث رحل وترك تاريخا نضاليا وانسانيا، واخلاقيا لدى جبهته وشعبه ، كان إيمانه في حق العودة وتقرير المصير، من خلال عمله وجهده الذي لم يتوقف يوما إلا برحيله.

ابو علي يغاردنا اليوم ويترك بصمات واجباته الإجتماعية، والإنسانية، فهو كان الصوت الحي، والمنبر العالي، والنهج الثوري الذي يعبر عن اصالة الانتماء لفلسطين ولمنظمة التحرير الفلسطينية ولجبهته الجبهة الشعبيه لتحرير فلسطين ، يرحل ابو علي في زمن يتهالك متسولا على أعتاب السادة الذين لا يعطون بقدر ما تجلد سياطهم أجسادا تشربت العبودية، في هذا الزمن العفن التي تعيشه المنطقة نتيجة اكبر هجمة امبريالية صهيونية رجعية تستهدف القيم والمبادئ والحقوق ، الا ان المقاومة التي آمنت بها تبني لنا صرحاً من العزة في مواجهة الزاحفين على بطونهم باتجاه المتلونين برغبات الدنس ونزعات الشيطان الأكبر ، ومن ساندهم من سفلة في الداخل والخارج من أمتنا العربية ، في وقت أحوج ما نكون فيه لتعزيز الوحدة الوطنية وحماية منظمة التحرير الفلسطينية والعمل على نشر ثقافة المقاومة كونها ثقافة حياة لا ثقافة موت كما يظن البعض، وهذا ما كنت تؤمن به ، ونحن اليوم نقول علينا ان نواصل نضالنا من اجل الحرية وكسر القيود والتقاليد البالية وباتجاه التطور والتقدم ورفض الواقع المرير، خدمة للإنسان والقضية.

ابو علي مفلح الثائر المناضل المتمرد على كل ما هو سائد من تخلف و قهر اجتماعي واستبداد، وفقر، وحدود مصطنعة، واحتلالات باتت لا تعد ولا تـُحصى، ، تبقى سيرته مثال يحْتذى به ، فهو من رأى العالم العربي يتمزق ورأى فلسطين شهيدة و ضحية التآمر والتخاذل .

ابو علي اتذكر دورك وعملك وصوتك الوحدوي وإلتزامك الوطني القومي الذي كان يشكل العنوان والقضية في ليلنا العربي الدامس المثْـقل بالهموم والمتخم بالنكسات والمفتوح على عذابات الأرض وآلام الغربة، والتشرد.

ابو علي أيها الفارس الذي ترجل قبل الآوان، ولكن لقد مهد الطريق أمام الأجيال، حيث كتبت بأحرف من ذهب تاريخك النضالي بالمعنى الحضاري والانساني، واحبيت فلسطين القضية والانسان ، لان فلسطين خطت بدمائها وخطت بمعتقليها وأسراها وجرحاها وشهدائها أسمى البطولات والتي علمت العالم دروساً لا تنسى .

ختاما: لا بد من القول، بأن الشهيد ابو علي يستغرق معظم وقته إلا أنه كان يجد فرصة لقضاء سهرة مع أصدقائه، وكان حضوره يملي على الجلسة طابعاً من المرح واللقطات الذكية، فهو بكل تأكيد يشكل خسارة كبيرة لشعبنا في مخيم الشهداء في ظروف صعبة نمر بها، وهي أحوج ماتكون فيها لحنكة وخبرة وإخلاص هؤلاء المناضلين، ولكن سيبقى ابو علي حياً في ضمير رفاقه وأصدقائه ، يكفيه أنه عاش ومات نظيف الفكر واليد.

بقلم/ عباس الجمعة