لا سبيل لا سرانا الا الاضراب المميت ولأهل الضفة عمليات الطعن ولأهل غزه الصبر وللاجئين الهجرة لا وربا.

بقلم: سهيله عمر

كانت ماساه فلسطين تتمركز حول مشكل اللاجئين المشردين في الشتات في الدول العربية والغربية، وهم يحلمون بالعودة لارض الوطن. كانوا يشكلون رمز الصراع في القضية الفلسطينيه. اما فلسطينيو الداخل فكانت اوضاعهم افضل بكثير من اللاجئين، حيث يعملون في مؤسسات فلسطينية تحت حكم اداري يهودي، بينما العمال كانوا يجدون رزقهم اينما شاءوا. كنا نادرا ما نسمع عن اعتقالات واغتيالات الا بعد الانتفاضة.

اما اليوم بعد اوسلو التي اتاحت للعاملين بالمنظمة العودة للوطن وتقلدوا اعلى المناصب، بينما بقت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تراوح مكانها، ثم تلاها الانسحاب الاسرائيلي من غزه، وتلى ذلك الانتخابات التشريعية عام 2006 ، ثم انقلاب حركة حماس الذي حاولت شرعتنه بفوزها في الانتخابات التشريعية حينها بهدف الاستفراد بالسلطة المطلقة على القطاع، دخلنا في متاهات اكبر كثيرا حتى بات الفلسطيني في الداخل يحلم بالهجرة للخارج. كم تعقدت القضية اليوم.

اصبح اهل غزه معتقلون في سجن كبير معزولون عن العالم، وقد حرموا ابسط حقوقهم في التنقل، هذا ناهيك عن تردي الاوضاع الاقتصادية والبطالة. والغريبة ان الافراج عن هذا الوضع لا يتطلب اكثر من ان تعيد حركة حماس معبر رفح لحرس الرئيس لتفتحه مصر فيعود للمواطن الفلسطيني حقه في التنقل وتنتعش الاوضاع الاقتصادية. الا ان حركة حماس تابي ذلك وتطالب بمزيد من الانتصارات بان يتم اعتماد كافة موظفيها في القطاع من قبل السلطة، مما ابرز ان اهل القطاع محتلون من ابناء جلدتهم. اضف انه بفعل انقلابها قسم اهل القطاع الى درجات واستشرى الفساد والعنصرية وبات لا وجود للرقابة والعدالة الاجتماعية. فأبناء حماس والجهاد لهم الدرجات العليا في التوظيف والترقية والسفر، اما باقي الشعب فيعامل معامله دنيا ويهمش في المجتمع ويحرم ابسط حقوقه مهما بلغت كفاءته.

اما السلطة في الضفة وان كانت تحاول تلبيه المتطلبات المعيشية لا هل الضفة وانعاش الضفة اقتصاديا وتسهيل تنقلهم حول العالم، الا انها عاجزه عن حمايه اهل الضفة من بطش الاحتلال، وفي نفس الوقت تخشى ان تفتح الباب للمقاومة فتتعرض لانقلاب كما حدث في غزه. لذا نجد الاحتلال يصول ويجول بدون مقاومه في كل مكان في الضفة يعتقل ويغتال ويهدم ويقيم الحواجز كما يشاء. وكلما فاض الكيل في اهل الضفة من ممارسات الاحتلال ، خرج احدهم ناقما بعمليه طعن تنتهي بإعدام ميداني.

اما اسرانا الذين فقدوا الامل للخلاص من سجون الاحتلال وسط عجز كافة الجهات عن حل قضيتهم، فلم يعد لديهم من امل للخلاص الا الاضراب عن الطعام الذي يعرض حياتهم للموت. والاغرب ان نجد شيوخ الدين يحلون ذلك بما انه السبيل الوحيد للخلاص من السجان.

اما اللاجئون في الشتات، فبعد ان راوا مأساة غزه والضفة، فقدوا الرغبة للعودة واصبحوا يبحثون عن الهجرة والتوطين في دول الغرب حيث تتعامل الدول العربية معهم بعنصريه وباتت تسلب منهم ابسط حقوقهم في العمل او الإقامة.

هذا هو قدرنا ومصيرنا ان نعذب في كل مكان، في الداخل والشتات، من اسرائيل، وابناء جلدتنا ومن الدول العربية والغربية. اننا فقط الفلسطينيون من يمكن تعريفهم بالبؤساء في الارض.

سهيله عمر
[email protected]