ثمّة امرأةٌ أطلقت ضفائرها في رئة الليل
أطلقت مواكب صاهلةٌ بالنشيد
دثرت أوجاعها في ملذات العشق
في جنات الحبق العالية
في صلصال المسرّة
عانقت شمس الصباح دون مراسم أو أجنحة .
ثمّة امرأةٌ ترعى الأيائل في براري الهديل
في نشيد الجبال
في ممرات النخيل
في الغيمة البكر
من شرفة الحديقة
في الطعنة البيضاء
في مسك المسافة
امرأةٌ تناجيها غابات اللوز بمرود البياض
تلتفت السماء لوقع خطاها
مزنرةً بالعاصفة
كأنها قمرٌ يطرز الضوء وشاحاً للمساء القريب
كأنها ابنة السماء
تتطاير في مهد الريح
كأنها السّندباد يكشف قسوة الغياب
ويسيل شعاعاً
شعراً بين يديْ القصيدة .
ثمّة امرأةٌ أطلقت ضفائرها
وما زالت تنتظر فارسها العائد من موجه العنيد
تنتظر زنابق البوح المؤجل
تنتظر الولادة .
محمد علوش *
· شاعر من فلسطين