أشهر ثلاثة قد مضت على آخر لقاء عقد بين حماس وفتح في العاصمة القطرية الدوحة ، بهدف دفع المصالحة بينهما نحو الأمام ، وبرعاية أميرية من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر . واليوم وعلى لسان الناطق الرسمي لحركة فتح أسامه القواسمي أكد " على وجود مساعي جديدة من قبل قطر لعقد لقاء مصالحة بين الحركتين وبالرعاية ذاتها " ، مضيفاً " إنه يجري الإعداد للقاء يجمع حركتي فتح وحماس في العاصمة القطرية ، وأن السلطات القطرية والقيادة الفلسطينية تجريان الاتصالات بينهما لاستئناف جلسات المصالحة الفلسطينية المعطلة منذ ثلاثة أشهر . وبأن اللقاءات تأتي بناء على دعوة وجهتها قطر للأطراف الفلسطينية " .
ما الذي استجد من تطورات دفعت الأمير القطري أن يجدد دعوته لكل من حماس وفتح لعقد لقاءات المصالحة المتعطلة منذ سنوات . الواضح أن هناك تطوران يقفان وراء الدعوة المتجددة ، التطور الأول على صلة بخطة " الرباعية العربية " والمقدمة لرئيس السلطة السيد أبو مازن ، وهو غير راضٍ عنها ، لأنها تطالبه بعودة دحلان والمفصلين إلى حركة فتح . وفي سياق عمل " الرباعية العربية " تم استبعاد قطر عنها وهي المكونة من السعودية ومصر والأردن والإمارات ، الأمر الذي تعتبره قطر استهداف لدورها وهي أحد اللاعبين والمؤثرين فيما تشهده المنطقة منذ ما سمي ب" الربيع العربي " ، وحضورها أيضاً بقوة في الملف الفلسطيني من خلال حماس ، ووجودها في قطاع غزة ممثلة بسفيرها محمد العمادي النشط والمشرف على الكثير من الملفات . وعند هذا التطور تتقاطع مصالح كل من أبو مازن والأمير القطري تميم بن حمد ، وحماس تأخذ على خاطر الأخير . أما في التطور الثاني ، قد يتعلق بالزيارة المفاجئة لرئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر إلى قطر ، ولقائه قيادات من حماس برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق .
وإن كان إنهاء الانقسام يمثل إحدى التطلعات التي ينشدها شعبنا ، ولكن المبادرات واللقاءات السابقة أثببت عدم جدواها في ظل التجاذبات الإقليمية أولاً ، وتعارض المصالح ثانياً . وتبقى العبرة بما سينتج عن استدارة فتح وحماس نحو الدوحة در !!!
رامز مصطفى