الخيال... رؤية مسبقة لجاذبيات الحياة المستقبيلة

بقلم: حنا عيسى

"الحدود موجودة فقط في دماغنا، لو أعملنا خيالنا لأصبح لدينا إمكانيات لا حدود لها"

(جيمي باولينيتي)

يمكن تعريف الخيال على انه عبارة عن نشاط نفسي لدى الإنسان تتولد أثناءه عبر تحوير ما لديه من تجربة صور حسية وذهنية جديدة  .وبفضل الخيال لا يتمكن الإنسان من تصور ما هو موجود فعليا فحسب بل وحتى ما يستحيل وجوده على أرضية الواقع ولكن في كل الحالات يعرف الإنسان مادة الخيال في العالم المحيط به.

والخيال يظهر ويتطور في مجرى ممارسة الإنسان الاجتماعية.  فالنشاط البشري يتميز بان الإنسان إذ يضع أدوات جديدة في مجرى العمل يترتب عليه أن يتصورها مسبقا وان يضع خطة أو دورا طريقة ذهنية يسيرعليها في عمله . ويلعب خيال الإنسان دورا هائلا ليس  في النشاط العملي فحسب بل وفي النشاط النظري وهو يتطور مع التفكير فيساعد على التعمق في معرفة الواقع ويشارك خيال العالم في وضع الفرضيات والموديلات والتجارب الذهنية. ويشكل الخيال عنصرا ضروريا وهاما في الإبداع الفني.إن الخيال المرتبط بالنشاط الفعال لدى الإنسان يتميز بتكوين الصور تكوينا واعيا وهادفا وبتحويرها وفقا لأهداف ومهمات معينة وعن هذا الخيال الواعي ينبغي تمييز الخيال التلقائي كالرؤى وغيرها.

إن هذا اللون من الخيال يتسم بتشابك الصور تشابكا غريبا غير مقصود وغير متوقع, بل وهذا يأتي أحيانا. أما الخيال الواعي فيتسم بدوره إلى استحضار يعيد الصور إلى الأذهان والأخلاق ويبدع صورا جديدة كما هو الحال لدى العلماء والفنانين ومهندسي التصميم... الخ. والحلم لون خاص من الخيال الخلاق يرتبط بالنشاط المستقبلي لدى الإنسان ويشكل حافزا قويا له ويدل على هدف وآفاق هذا النشاط ولكن ينبغي التمييز بين الحلم الهادف وبين التخيلات الوهمية العميقة و التي تصرف المرء عن الواقع وتشل فعاليته . ان ارتباط الحلم باحتياجات المجتمع بالممارسة الاجتماعية التاريخية هو الذي يحدد قيمة الحلم ودرجة فعاليته.

"الخيال أهم من المعرفة، فهو رؤية مسبقة لجاذبيات الحياة المستقبيلة"

(ألبرت أينشتين)

بقلم/ د. حنا عيسى