هو من المتزمتين، الذين يحافظون دوما ،على نظافة الجدران ،استيقظ ذات يوم ٍ ،ولما خرج من بيته متوجها إلى عمله، لفت نظره ، دعاية مكتوبة، بالخط العريض لأحدى الشركات التجارية ،على الجدران ..فاغتاظ بشدة ،وغلى الدم في عروقه ..كيف يفعلون ذلك ، أولئك الحمقى ،رجع بسرعة وأمسك بفرشاة ،ودلو صغير به بقايا من الدهان ،ثم كتب على عجالة ..أيها الأغبياء ..من أذن لكم بالكتابة على جدران بيتي ..؟! لقد شوهتم الجدار ، قاتلكم الله .!
وفي صباح اليوم التالي ،وجد كتابة أخرى جديدة تحت الدعاية الأولى حيث كُتب ..نعتذر أخي الفاضل ،سيتم محو الكتابة غدا، أو..عندما نستقر على مكان النقل الجديد ..! تعجب ،وازداد استفزازا ،فرد عليهم على نفس الحائط ..سأبلغ عنكم الشرطة يا أوغاد ..وهكذا صار الجدار عبارة عن منشورات كما الفيس بوك ..مر أحد الرجال الحكماء ،وقرأ تلك الكتابات ،حيث أصابته حالة من الضحك الهستيري،وقال في قرارة نفسه.. أما كان من الأفضل من كل تلك الخزعبلات ،أن يكتفي صاحب البيت بإزالة الكتابة بالدهان الأبيض..؟!!
بقلم: حامد أبو عمرة