صور.. لوحة فنية من كاسات القهوة تُجسد الراحل "زويل"

تمكنت فنانتان تشكيلتان من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، من رسم لوحة تزيد عن "ثلاثة أمتار"، باستخدام كاسات مشروب القهوة الساخن، جسدت صورة بورتريه للعالم المصري الراحل أحمد زويل.

لم يكُن من قبيل الصدفة مبادرة الفنانتان مرام أبو تيم وإلهام الأسطل وكليهما يبلغ من العمر "24عامًا"، بل بعد تفكير مُعمق منذ نحو عام، لإدخال طريقة جديدة في العمل الفني، الذي تٌجيدانه من نعومة أظافرهما.

تخرجت الأسطل وصديقتها أبو تيم من جامعة الأقصى "كلية فنون جميلة" ويربطهما علاقة قوية، تعدت خطوط الزمالة والصداقة؛ لحد الأعمال الفردية والمُشتركة، حتى وصل التفكير لعمل فني ممُيز لم يسبق تنفيذه.

من هنا كان توجه الفنانتان نحو استخدام كاسات احتساء القهوة الكرتونية الصغيرة؛ لكن الأمر لم يكُن سهلاً، كونه يُطبق للمرة الأولى، فبدأ التفكير في حجم اللوحة، والشخصية المراد رسمها، هنا وقع الاختيار على شخصية الراجل "زويل" لمصادفة وفاته بعد بدء تطبيق العمل.

وأدخلت الفنانتان أبو تيم والأسطل صورة البورتريه لبرنامج الفوتوشوب ومن ثم للبكسل الذي أعطاه شكل مربعات صغيرة، ومن ثم نقلاه عبر هاتف، وبدأتا بتطبيقه على نحو "3ألاف" كاسة قهوة كرتونية صغيرة، قامتا بشرائها.

كان التفكير بوضع القهوة بألوان مُتدرجة داخل الأكواب، لكن ذلك سيُكلف صعوبة في نقل الأكواب، خلال عرض اللوحة، ومنها كان التوجه لتلوين الأكواب "ببخاخات تحتوي على ألوان سوداء ورمادية"، ونجح ذلك، بوضع كل نوع من الكاسات يحمل لون مُعين بجوار بعضها البعض تدريجيًا وتدرُجًا.

كما لم تغفلان وضع الأكواب التي يتم تجهيزها بوضعها وإلصاقها بمادة "الغراء" اللاصقة، على لوحات كرتونية مُقطعة، بحيث تُشكل لوحة البورتريه كاملاً عند تجميعها بجوار بعضها البعض، ونجحتا في ذلك، من خلال اتقان ضبط تدرج الألوان "ظل ونور"، عبر الألوان الثلاث "أسود، أبيض، رمادي".

لم يكُن سهلاً العمل في تلك اللوحة، حسب الفنانات أبو تيم والأسطل اللتان تتحدثان لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، بل واجههم صعوبات كبيرة، أبرزها الخوف من فشل العمل، كذلك مشكلة التيار الكهربائي الذي جعل العمل يستغرق أسبوعين تقريبًا، لأن آلة المادة اللاصقة تعمل على التيار.

ولاقت الفنانتان تشجيعًا من ذويهما لإتمام العمل الفريد والأول من نوعه على مستوى فلسطين، وتوفير كل ما يحتاجونه، رغم أن الناظر له يستخف به، لكن عندما اكتمل حقق نجاحًا كبيرًا، ونال إعجاب الكثيرين الذين أتوا لالتقاط صورًا له، وإعداد تقارير إعلامية.

وبعد نجاح العمل تقول الفنانة مرام أبو تيم لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "أنا سعيدة جدًا، أن جهدنا لم يذهب هباءً منثوراً، وتوج بالنجاح، ونال إعجاب الجميع، رغم الصعاب التي واجهتنا، وتكاليف العمل التي كانت على نفقتهم الخاصة، دون دعم من أحد".

كم شاركتها زميلتها الأسطل ذات المشاعر؛ مُشددة على أن نجاح العمل منحها حافز للاستمرار مع زميلتها في تنفيذ أعمال أخرى أكبر، بنفس الطريقة، بل ومحاولة استخدام ذات الكاسات عبر تفكيكها ورسم شخصيات جديدة، وطنية وغيرها.

المصدر: خان يونس – تقرير| وكالة قدس نت للأنباء -