خطاب نتنياهو في الجمعية العامه للأمم المتحدة تهريج وتسويق لبضاعة فاسدة

بقلم: علي ابوحبله

استهل خطابه نتنياهو في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة بشن هجوم على المنظمة الدولية واصفا المنظمة الدولية بالمسرحية الهزيلة والمسخرة حيث قال "بدأت الأمم المتحدة كقوة أخلاقية وانتهت بمسرحية هزلية ومسخرة وما سأقوله لكم سيدهشكم لأنني سأخبركم أن مستقبل إسرائيل في الأمم المتحدة زاهر ووردي، وأنا اعلم أن سماعكم لهذا الكلام مني أمرا مستغربا، وذلك لأنني واضبت عاما اثر آخر على مهاجمة الأمم المتحدة لانحيازها ضد إسرائيل الديمقراطية وحينها استحقت الأمم المتحدة كل انتقاد وكل كلمة قلتها". وقال : أصدرت الجمعية العمومية خلال العام الماضي 20 قرارا معاديا لإسرائيل فيما خصّت بقية العالم بثلاثة قرارات فقط وماذا يفعل مجلس حقوق الإنسان انه يستنكر ويدين إسرائيل أكثر من أي دولة في العالم أو أكثر من كل دول العالم مجتمعة، وحين يتم اغتصاب النساء وبيعهن في سوق النخاسة تعرفون من الدولة التي تدينها الأمم المتحدة، نعم لم عرفتم أنها إسرائيل" قال نتنياهو مستهزءا بالأمم المتحدة وجمعيتها العمومية ومجلس حقوق إنسانها.وانتقل نتنياهو سريعا لمهاجمة الفلسطينيين والخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأشد الأوصاف والكلمات.

"مطالبة ومقاضاة بريطانيا على أمر وقع قبل 100 عام؟ ماذا يمكن أن نصف ذلك مسخرة أم مدعاة للضحك هل تنظرون إلى هذه الأقوال هنا بجدية؟ لقد دعمت الأمم المتحدة إقامة دولة يهودية عام 1947 لكن الفلسطينيين لا زالوا يرفضون الاعتراف بنا حتى بعد 70 عاما، وهذا هو أساس الصراع انه مواصلة الفلسطينيين رفضهم الاعتراف بدولة إسرائيل ضمن أي حدود مهما كانت فالصراع لم يبدأ مع المستوطنات أو عليها ولم يكن كذلك مطلقا لأنه مندلع ومتفجر قبلها بعشرات السنين" قال نتنياهو

هذا الخطاب لرئيس حكومة الاحتلال الصهيوني وهو يستهزئ بالمنظمة الدولية التي منحت شرعية لكيان إسرائيل المقام على ارض فلسطين وهي حق تاريخي ووطني للشعب الفلسطيني ، وان وعد بلفور الذي بموجبه اغتصبت فلسطين لا يعطي الحق للكيان الإسرائيلي بشرعية اغتصابهم لفلسطين

وتكرار نتنياهو لادعاءاته واتهامه للرئيس محمود عباس بدعم حماس وأعمال المقاومة ، فالمقاومة حق مشروع شرعته كافة القوانين والمواثيق الدولية بحق الإقليم المحتل في مقاومة الاحتلال .

وان مطالبة الرئيس محمود عباس الأمم المتحدة بوقف الاستيطان وتامين الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من ممارسات المحتل العدوانية حق مشروع نصت عليه قرارات الأمم المتحدة

الاستهزاء وهزلية مضمون خطاب نتنياهو ممل ومكرر وهو تسويق لبضاعة فاسدة ، لان إسرائيل كيان عدواني غاصب وهي تخرق الاتفاقات الدولية وتنتهك حقوق الإنسان وان الأمم المتحدة من وفرت الغطاء لهذا الكيان الغاصب لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وهي حقا " أن الأمم المتحدة " تحولت لمهزلة بهذه الحماية والتغاضي عن جرائم إسرائيل وخرقها الفاضح لقرارات الأمم المتحدة واستمرار احتلالها لفلسطين .

إن تبجح نتنياهو في خطابه وإشارته إلى تطور علاقات إسرائيل بالدول العربية، مؤكدا أن هذه الدول لم تعد ترى في إسرائيل عدو بل حليف. وتكمن الغرابة فيما يسوقه من تلاعب في الألفاظ والمصطلحات حيث قال "" الآن ستندهشون مما سأقوله أكثر من أي مرة أن التغيير الكبير في النظرة إلى إسرائيل يحدث في مكان آخر هناك في العالم العربي والسلام المبرم بيننا وبين الأردن ومصر أدى إلى الاستقرار في شرق أوسط غير مستقر لكنني أريد أن أقول لكم شيئا ولأول مرة في حياتي هناك دولا كثيرة أخرى في المنطقة لا ترى في إسرائيل عدو وتدرك أن إسرائيل هي حليف، وان لنا ولهم عدو مشترك هو إيران وداعش وان هدفنا هو الأمن والازدهار والأمن هنا هدف مشترك وسنعمل خلال السنوات القادمة سويا وبشكل علني ومنفتح حتى نحقق هذه الأهداف إن علاقاتنا الدبلوماسية تمر بثورة وليس اقل من ثورة لكننا لا ننسى في خضم هذه الثورة أن علاقاتنا الأهم والأعمق هي مع الولايات المتحدة الأمريكية " قال نتنياهو.

ووجه نتنياهو نداء للحضور قائلا "سيداتي سادتي ممثلي كافة الدول بودي أن انقل عبركم رسالة واحدة تقول " القوا أسلحتكم لقد انتهت الحرب ضد إسرائيل في الأمم المتحدة ربما هناك بعضكم لا يعرف ذلك حتى الآن لكنني على ثقة أنكم ستحصلون قريبا على هذه الرسالة من قادتكم ورؤساء حكوماتكم الذين سيقولون لكم لقد انتهت الحرب ضد إسرائيل في الأمم المتحدة ، ويستدرك بالقول

"اعلم انه ربما تكون هناك عاصفة ما قبل الهدوء واعلم أنهم يتحدثون عن خطوة ضد إسرائيل في الأمم المتحدة هل هناك من يعتقد حقا أن إسرائيل ستسمح للأمم المتحدة أن تحدد أمنها ومصالحها القومية؟ لن نقبل أي محاولة من الأمم المتحدة للإملاء علينا أية شروط فالسلام يمر من القدس ورام الله وليس من نيويورك ".

هذا التبجح ل نتنياهو حول علاقة حكومته مع انظمه وليس شعوب حيث أن نتنياهو تجاهل حقيقة أن الشعوب العربية ترفض التطبيع مع إسرائيل وترفض إقامة علاقات معها والدليل الهجمة للشعب السعودي ضد زيارة أنور عشقي والشعب المصري والأردني يرفض الاعتراف والتطبيع مع إسرائيل وهذا يكفي ????????

نتنياهو الذي يحاول أن يضفي شرعيه على الاستيطان ويهاجم مجلس حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة للتنديد بجرائم إسرائيل والاستيطان وهو ما نصت عليه مواثيق الأمم المتحدة ويتناسى نتنياهو أن وجود إسرائيل كان بقرار الأمم المتحدة التي قبلت بقرار التقسيم لسنة 1947 وان الأمم المتحدة تقر وتعترف بشرعيه الحقوق الوطنية الفلسطينية بموجب قرار التقسيم الذي اعترف بإسرائيل

ربط نتنياهو لرؤيا الدولتين بالاعتراف بيهودية ألدوله هو أمر مرفوض ولن يكون ......

خطاب ضد إيران وحزب الله لإسالة لعاب بعض الانظمه العربية وهو يعلم علم اليقين أن هناك انظمه يفتقد وجودها لشرعية شعوبها وترفض أصلا التطبيع والاعتراف في إسرائيل

لقد سوق نتنياهو عبر مضمون خطابه في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة بضاعة فاسدة وهي مرفوضة وغير مقبولة ولم يأتي بأي جديد تجاه عملية السلام والاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني

نتنياهو الذي حاول مرارا وتكرارا ربط داعش بحركة حماس وكان نتنياهو نسي أو تناسى علاقات بلاده وحكومته بالتحديد في داعش والنصرة ومعالجة الإرهابيين في مستشفيات الاحتلال وتناسى أن الاحتلال إرهاب وان العنصرية التي تمارسها حكومته ضد الشعب الفلسطيني هو الإرهاب

كان الأجدر في نتنياهو أن يصارح شعبه بحقيقة الإرهاب الذي تمارسه حكومته بحق الشعب الفلسطيني وان يعلم علم اليقين أن مفتاح الأمن لإسرائيل بوابته القضية الفلسطينية وإنهاء احتلاله للقدس والتخلي عن الاستيطان ووقف مصادرة الأراضي والاعتقالات والتخلي عن ممارسات حكومته ضد الأقصى

ليعلم نتنياهو علم اليقين أن فلسطين تحتل أهمية كبرى لدى المسلمين وان كان نتنياهو يدعي غير ذلك فهو مخطئ لان القدس والأرض ألمقدسه هي جزء من عقيدة المسلم ولن يتخلى عنها المسلمون لأنهم أصحاب عقيدة إيمانيه

وهنا تكمن أهمية مراجعة التاريخ وقراءة التوراة ليعلم من خلال قراءته ومراجعته للتاريخ أن مفتاح امن اليهود وسلامهم هو التخلي عن القدس والاحتلال ومفتاحه الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في فلسطين

رسالتنا للسيد نتنياهو أن ما عرضته في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة عبر خطابك المكرر الممل هو بضاعة فاسدة وهو برأي الإسرائيليين الذي يعلمون علم اليقين أن تحقيق السلام والأمن لن يمر دون الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الذي هو مفتاح الأمن والسلام الذي لن يتحقق بدونه.

بقلم/ علي ابوحبله