كيري ينتقد سياسة اسرائيل ازاء الفلسطينيين ويحذر: "الجانبان يمضيان نحو حل الدولة الواحدة والحرب"
تكشف "هآرتس" الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى سياسة إسرائيل ازاء الفلسطينيين، خلال جلسة مغلقة للدول المانحة للسلطة الفلسطينية. وتكتب نقلا عن جهات شاركت في الجلسة التي انعقدت يوم الاثنين الماضي في نيويورك، ان كان كيري غاضبا واكثر من رفع صوته، وصرح بأن اسرائيل والفلسطينيين يتحركون باتجاه واقع الدولة الواحدة والحرب، واذا كان المجتمع الدولي معنيا بصد هذا التوجه "علينا عمل شيء الآن او بكل بساطة كم الأفواه".
وقال دبلوماسيون غربيون ان كيري انتقد، ايضا، الفلسطينيين على خلفية ازدياد عدد العمليات والتحريض ضد اسرائيل، لكنه ركز حديثه على البناء في المستوطنات وسياسة الحكومة في القدس عامة. وتساءل: "كيف يمكن لزيادة عدد المستوطنين ان يظهر كمحاولة لدفع اقامة دولة فلسطينية؟" واتهم اسرائيل بخرق وعودها بشأن التسهيل على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقال بغضب: "قالوا لي ان جسر اللنبي سيبقى مفتوحا 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع، لكن هذا لم يحدث ابدا. قالوا لي ان اتفاق الاتصالات الخليوية بين اسرائيل والفلسطينيين، الذي تم توقيعه قبل سنة، سيدخل حيز النفاذ خلال عدة أشهر، لكنه لم يتم تطبيقه بحذافيره حتى اليوم".
وقال الدبلوماسيون الغربيون ان تصريحات كيري عكست يأسه من اسرائيل والفلسطينيين، الى جانب الفهم الذي يتبلور لديه ولدى مسؤولي الادارة بضرورة فحص امكانية القيام بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية بدفع قرار في مجلس الامن الدولي او في منتدى دولي آخر، في الموضوع الاسرائيلي-الفلسطيني، والحفاظ على تطبيق حل الدولتين في المستقبل.
الى ذلك قال السفير الامريكي لدى اسرائيل، دان شبيرو، يوم الخميس الماضي، للقناة العاشرة، ان الادارة الامريكية تفحص عدة امكانيات، من بينها دفع قرار في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، لكنه لم يتم اتخاذ قرار بعد. كما قال مستشار الامن القومي في البيت الابيض، بن رودس للصحفيين ان الرئيس براك اوباما، لا يستبعد خطوة كهذه، لكنه لم يتم بعد عرض أي خطة مبلورة امامه.
وتطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الموضوع خلال لقاءاته التي بثتها قنوات التلفزيون، امس، وقال: "حتى اليوم لم يفعل (اوباما) هذا الأمر. الفيتو الوحيد الذي فرضه كان على قرار ضد اسرائيل في مجلس الأمن. اتوقع وآمل ان تواصل الولايات المتحدة سياستها هذه".
وكان نتنياهو قد اجتمع بكيري يوم الجمعة، وناقش معه الموضوع الفلسطيني، وجرت الجلسة التي تم تنظيمها بتسرع، بعد ساعة من اجتماع وزراء خارجية الرباعي الدولي في بناية الأمم المتحدة في نيويورك. وشارك في اللقاء وزيرا خارجية مصر وفرنسا. وفي ختام الجلسة شجب وزراء الرباعي الدولي تسريع البناء في المستوطنات وهدم بيوت الفلسطينيين وتشريع البؤر الاستيطانية خلال الأشهر الأخيرة. وجاء في بيان الرباعي الدولي ان كل هذه الأمور تسحق بشكل متواصل القدرة على تطبيق حل الدولتين. هناك حاجة ملحة الى اتخاد خطوات تغير التوجه الحالي من اجل منع تولد واقع الدولة الواحدة والاحتلال والصراع الابديين".
واكد كيري خلال اجتماع الدول المانحة انه بعد قرابة اربع سنوات من المحادثات مع نتنياهو وعباس استنتج بأن ما يقومان به من عمل – وما يرفضان عمله خاصة – يعمق الجمود السياسي. وقال: "كل عمل عنيف وكل اعلان عن مستوطنة جديدة يقربنا من حل الدولة الواحدة. هذا ليس حلا بتاتا، وانما دعوة لصراع ابدي، وكما قال شمعون بيرس في الماضي، الى حرب. لا ترتبكوا، اعتقد ان هذا هو الخطر الذي يواجهنا اذا واصلنا التوجه الحالي".
وقال كيري انه منذ نشر تقرير الرباعي الدولي في تموز والذي شمل تحذيرا حادا بشأن الاتجاه الذي يمضي الاسرائيليون والفلسطينيون نحوه، فان ما حدث هو ارتفاع نسبة العنف واستمرار التحريض الفلسطيني، ومن الجهة الاخرى تم نشر بيانات حول بناء 2400 وحدة اسكان جديدة في المستوطنات، وطرأ ارتفاع دراماتيكي في هدم بيوت الفلسطينيين بأيدي اسرائيل. وعرض كيري معطيات تشير الى انه منذ دخول اوباما الى البيت الابيض في 2008 وحتى اليوم، ازداد عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بـ 95 الف نسمة، من بينهم 15 الف مستوطن خلال السنة الاخيرة. واوضح: "لا يمكن استمرار الوضع القائم، اما ان نقف وراء هذه المقولة ونفعل شيئا في الموضوع او بكل بساطة ان نكم افواهنا".
ولدى تطرقه الى اللفتات الاسرائيلية ازاء الفلسطينيين، قال كيري: "اذا اردنا ان نتصرف بجدية ازاء حل الدولتين، يجب عمل اكثر من التحسينات لمرة واحدة. يجب تغيير كل الدينامية على الأرض والتحرك باتجاه تسليم المسؤوليات المدنية بشكل اكبر للفلسطينيين في المناطق (C) في الضفة الغربية، كما تم الاتفاق سابقا".
ولخص كيري خطابه قائلا ان الاسرائيليين والفلسطينيين يتواجدون على مفترق طرق. "اما ان نغير التوجه ونقوم بخطوات جديدة نحو حل الدولتين او ان التوقيت الحالي سيحملنا بعيدا نحو واقع الدولة الواحدة غير القابل للتحول، والذي لا يريده احد ولا يفكر احد حقا بأنه يمكنه النجاح". وواصل محذرا: "اثار مثل هذا الوضع ستكون اوسع من الضرر الفوري والهدم الذي سيحدث. ما يحدث الان يدمر الامل ويعزز المتطرفين".
نتنياهو يأمل من اوباما عدم طرح أي قرار
الى ذلك، تكتب الصحيفة ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، منح امس، لقاءات لقنوات التلفزة الاسرائيلية، لأول مرة منذ الانتخابات قبل سنة ونصف. وتطرق في اللقاءات التي جرت في نيويورك، الى امكانية قيام الرئيس الامريكي براك اوباما بدفع قرار يتعلق باسرائيل في مجلس الامن الدولي بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية، في تشرين الثاني، وقبل انتهاء ولايته في كانون الثاني القادم، وقال انه لم يتحدث عن ذلك مع اوباما ولكنه يأمل بأن يتواصل سلوك الرئيس الامريكي الحالي حتى نهاية ولايته. وقال: "لقد اقتبست خلال خطابي في الأمم المتحدة، قوله بأن اتفاق السلام لا يتم تحقيقه بواسطة قرارات في الأمم المتحدة. وهذا صحيح لأنه يتم عمل ذلك من خلال المفاوضات الصعبة ولكن الحيوية بين الطرفين".
وقال نتنياهو انه سيعمل لإيجاد حل خلاق للإبقاء على بؤرة عمونة في مكانها، وليس من خلال سن قانون الترتيب الخاص في الكنيست. واضاف: "يمكنني النظر الى السكان في عيونهم والقول اننا نبذل جهدا خاصا لمحاولة حل مسألة عمونة ومشاكل عمونة اخرى. الحل الخلاق هو دائما الحل الذي لا تفكر فيه. هذه ليست مسألة بسيطة، نحن دولة قانون".
وتطرق نتنياهو خلال اللقاء مع القناة الثانية الى المحادثة الهاتفية التي اجراها مع والد الجندي اليؤور ازاريا، (بعد قيامه بقتل الفلسطيني الجريح في الخليل)، وقال انه ليس نادما على الاتصال به: "اتصلت الى كثير من الاباء في محنتهم، بعد سقوط اولادهم او فقدانهم، وهنا توجد ضائقة كبيرة لمواطن اسرائيلي. هناك اهالي يرون اولادهم، الجنود والجنديات، الذين يواجهون اوضاع تكاد تكون غير ممكنة، حيث يجب عليهم الدفاع عن انفسهم من جهة، ومن جهة ثانية عدم الضغط بخفة على الزناد".
نتنياهو يجتمع بترامب وكلينتون اليوم
تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، سيلتقي في نيويورك، اليوم الاحد، مع المرشحين للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، كل على حدة، وذلك على هامش زيارته الى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع انه تم ترتيب اللقاء بين نتنياهو وترامب، يوم الجمعة، في اعقاب محادثة هاتفية بين رجاله ومستشار رئيس الحكومة. وبعد ان كان واضحا وجود استعداد للقاء مع ترامب، بادر مكتب نتنياهو الى الاتصال بمقر كلينتون وطلب الالتقاء بها، من اجل الحفاظ على التوازن في الاتصالات مع الاثنين.
وكان مسؤول اسرائيلي رفيع في حاشية نتنياهو الى نيويورك قد صرح، يوم الخميس، بانه لم تجر حتى الان أي اتصالات مع طاقم نتنياهو لتنظيم لقاء بينه وبين احد مرشحي الرئاسة الامريكية او كلاهما، لكنه اوضح بأنه اذا تم التوجه الى نتنياهو بهذا الشأن، فانه سيوافق على الاجتماع بهما.
ويشار الى ان نتنياهو حدد قبل عدة اشهر سياسة تقضي بحفاظ اسرائيل على التوازن المطلق في اتصالاتها مع ممثلي المرشحين للرئاسة الامريكية، وذلك بعد اتهامه في انتخابات 2012 بالوقوف الى جانب مرشح الحزب الجمهوري في حينه، ميت روماني. وقال المسؤول الاسرائيلي ان "توجيهات نتنياهو واضحة – اذا التقينا مع احد المرشحين فيجب التقاء المرشح الثاني. كما اننا نتعقب عدد اللقاءات من اجل ضمان عدم تفوق احد الجانبين على الآخر".
اصابة فتى فلسطيني بادعاء محاولته طعن جنود ومستوطنين
ذكرت "هآرتس" ان جنود الاحتلال اطلقوا النار على فتى فلسطيني (15 عاما)، بادعاء محاولته، امس الاول، طعن مدنيين وجنود اثناء وقوفهم في محطة للركاب قرب مفترق كريات اربع. وحسب الجيش، لم يتم اصابة أي اسرائيلي بينما تم اطلاق النار على الفتي الفلسطيني في ساقه من قبل قوة عسكرية كانت تحرس المكان.
وقالت مصادر فلسطينية ان الفتى هو اسامة مراد من الخليل وانه اصيب بجراح بالغة. وقام الجيش بنقله الى مستشفى شعاري تصيدق في القدس، فيما قامت قوات الجيش بتمشيط المنطقة في اعقاب سماع دوي اطلاق للنيران.
بينت يهاجم الليكود في مسألة بؤرة عمونة
كتبت "هآرتس" ان زعيم البيت اليهودي، وزير التعليم نفتالي بيت، هاجم امس الاول، وزراء الليكود ورئيس الحكومة نتنياهو، على خلفية سلوكهم في قضية بؤرة عمونة، وقال: "الان في الدقيقة التسعين، استيقظ فجأة الليكوديون الذين وقعوا على امر الهدم". ووصف في رسالة وزعها على نشطاء البيت اليهودي ان سلوك الليكود كان فاشلا وضعيفا. والى جانب ذلك كتب انه يعمل على دفع اصلاحات للترتيب الشامل وتشريع كل المباني اليهودية في الضفة الغربية.
وتطرق بينت الى العريضة التي وقعها 25 نائبا ووزيرا من الليكود تأييدا لسن قانون الترتيب والابقاء على عمونة مكانها، وقال: "بعد صدور قرار قاطع من المحكمة العليا بالهدم، ما الذي فعله الليكوديون؟ وقعوا على عريضة. يصرخون "المحكمة العليا رهيبة"، يصبحون يمينيين (رغم ان الكثير منهم، بما في ذلك رئيس الحكومة صوتوا للانفصال عن غوش قطيف".
وصرح بينت بأنه يعد في هذه الأيام "اصلاحات للترتيب الشامل" في الضفة، وقال: "لن تكون بعد الان حلول تكتيكية موضعية، وانما اصلاحات شاملة تشرع كل البناء في يهودا والسامرة، وتمنع المزيد من الاخلاء. نحن لسنا مثل موقعي العرائض، نطلق شعارات. خلال فترة قصيرة سننجز العمل القانوني والدولي وعندها سنطالب بتطبيقه في الحكومة.. سيسرني رؤية رجال الليكود الى جانبنا في هذا الاجراء الحقيقي، وعلى رأسهم نتنياهو".
وقال بينت ان رجاله يدفعون موضوع "املاك الغائبين" بشأن عمونة، رغم ان الجهاز السياسي يعتقد بأنه يصعب تطبيقه. وينص هذا الاقتراح على نقل عمونة الى اراضي مجاورة تعود، حسب الادعاء، الى فلسطينيين تركوا البلاد في 1967. لكن فلسطينيين من البلدات المجاورة قدموا اعتراضات وادعوا ملكيتهم لغالبية هذه الأرض.
نتنياهو للزعماء الأفريقيين: "التكنولوجيا الاسرائيلية في الطريق الى بلدانكم"
تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اجتمع في نهاية الأسبوع، بـ15 زعيما افريقيا وصلوا الى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وقال لهم ان "التكنولوجيا الاسرائيلية في الطريق الى بلدانكم". وشارك في اللقاء الذي نظمه سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة، داني دانون، رؤساء تونغو، اوغندا، بنين، غانا، ساحل العاج، رواندا، جمهورية افريقيا الوسطى، ورؤساء حكومات لسوتو، سويزلاند، ووزراء كبار من جنوب السودان والكاميرون واريتريا وكينيا وبروندي واثيوبيا وغيرهم.
وقال نتنياهو: "اؤمن انه يمكن لإسرائيل ان تكون شريكة رائعة لدولكم. التكنولوجيا تغير كل شيء، وهي ليست فقط اتصالات، وانما طب وزراعة وتعليم. نحن نريد اشراككم في التكنولوجيا لدينا".
وشارك في اللقاء من الجانب الاسرائيلي ممثلو شركات تكنولوجية وهايتك اسرائيلية والذين عرضوا الاختراعات الاخيرة كالدفيئات الزراعية المتنقلة، وجهاز لتحويل الهواء الى ماء، وجهاز لاكتشاف المياه الملوثة وتكنولوجيا خليوية متقدمة لانتاج الكهرباء وضخ المياه، وجهاز لاكتشاف السرطان وجهاز طبي بسيط لمنع الامراض.
"رئيس الشاباك كذب على نتنياهو في موضوع انفاق المبكى"
تكتب "يسرائيل هيوم" ان نائب رئيس الشاباك سابقا، يسرائيل حسون، الذي كان رئيسا لمنطقة القدس في الشاباك خلال فتح انفاق حائط المبكى، ادعى بان رئيس الشاباك في حينه، عامي ايالون، لم يقل الحقيقة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ولا لزملائه في الشاباك، قبل افتتاح الانفاق. وجاء تصريح حسون في اطار برنامج "استوديو الجمعة" في القناة الثانية.
وكانت حكومة نتنياهو قد قررت عشية يوم الغفران في عام 1996، فتح انفاق حائط المبكى امام السياح، وقاد ذلك الى مواجهات قتل خلالها 17 جنديا من الجيش الاسرائيلي و100 فلسطيني. وتمتد هذه الانفاق التاريخية تحت بيوت الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس.
وقال حسون انه اعتقد بأن الشاباك اوصى بعدم فتح الانفاق في حينه، وان القيادة السياسية قررت عمل ذلك رغم التوصية، لكنه علم مع مرور السنوات، من السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، آنذاك، زئيف ليفني، بأن ايالون تحدث مع نتنياهو ونصحه بفتح الانفاق، رغم التوقيت الحساس. فمثلا، قبل اسبوعين من فتح الانفاق قال ايالون لنتنياهو، حسب جهات في ديوان رئيس الحكومة: "لا توجد أي مشكلة، يجب الاسراع، انا اقول منذ زمن انه يجب عمل ذلك".. وحسب حسون "لقد اعتمد ذلك على تقييم متناقض لرئيس الشاباك، الذي لم يقل لي ذلك بصفتي قائد المنطقة الوسطى في الشاباك، ولم يطرح ذلك للنقاش العلني على طاولة الشاباك، وقام بطرحه على عتبة رئيس الحكومة".
وعقب ايالون على تصريح حسون قائلا: "موقفي كان انه يمكن فتح انفاق حائط المبكى فقط في ظروف معينة".
بلاغ عسكري كاذب حول اختطاف اسرائيلي في نابلس
تكتب "يسرائيل هيوم" انه تم ليلة السبت ارسال قوات كبيرة من الجنود الى منطقة نابلس بعد قيام جنود بالتبليغ عن تخوفهم من اختطاف مواطن اسرائيلي، الا انه بعد ساعات من التفتيش تبين عدم صحة المعلومات، فتمت اعادة القوات الى قاعدتها. ويستدل من التفاصيل ان قوة عسكرية كانت تحرس في منطقة نابلس، ابلغت عن تخوفها من اختطاف مواطن اسرائيلي في نابلس بعد سماعها لصراخ في المنطقة. وتقرر على الفور ارسال قوات كبيرة لاغلاق مفارق الطرق وتفعيل الجهود الاستخبارية للتأكد من الادعاء. وصباح يوم امس السبت فقط، تم التأكد من عدم صحته بعد القيام بكل العمليات المطلوبة، حسب الناطق العسكري.
وفد من الجنرالات الاردنيين يزور اسرائيل سراً
تكشف "يديعوت احرونوت" ان وفدا ضم 12 جنرالا اردنيا، من الموالين للملك، انهى امس الاول، زيارة سرية الى اسرائيل استغرقت ثلاثة ايام. وقام اعضاء الوفد بجولة في البلاد، التقوا خلالها بمسؤولين اسرائيليين كبار وبضباط كبار في الجيش الاسرائيلي. وبناء على طلبهم تم التكتم على الزيارة التي وصلت الى قمتها بمشاركة الوفد في المؤتمر الدولي الذي عقد في الكلية الاكاديمية في نتانيا حول الحفاظ على قيم الطبيعة والبيئة الخضراء لجيوش المنطقة.
ومن بين المشاركين في المؤتمر السفير الاردني في اسرائيل، سفيرة اسرائيل في الأردن، رئيس الاركان السابق للجيش السويسري، وضباط كبار من الجيش الاسرائيلي. وتحدث امام المؤتمر رئيس الموساد الاسبق، افرايم هليفي، فقال ان السلام بين اسرائيل والاردن بالغ الاهمية للشرق الاوسط، ويجب الحفاظ عليه من اجل اجيال المستقبل.
مشعل يعلن عدم منافسته على قيادة حماس مستقبلا
تكتب "يديعوت احرونوت" ان زعيم حماس، خالد مشعل، اعلن لأول مرة على الملأ، انه لا ينوي المنافسة على قيادة الحركة في الانتخابات الداخلية التي ستجري في السنة القادمة. وجاء تصريح مشعل هذا في خطاب القاه في الدوحة، عاصمة قطر. وكانت جهات مقربة منه قد كشفت قبل عدة اشهر لوسائل اعلام عربية بأنه لا ينوي المنافسة على قيادة حماس، لكنه شخصيا حافظ على صمته حتى يوم امس.
ويشار الى ان المرشح الأقوى لخلافة مشعل، هو نائبه اسماعيل هنية، لكن موسى ابو مرزوق، ايضا، الذي ترأس الدائرة السياسية لفترة قصيرة في التسعينيات، يعتبر منافسا قويا.
لكنه يجب التعامل بضمان محدود مع تصريح مشعل، لأنه اعلن قبل الانتخابات السابقة، ايضا، بأنه لن ينافس على قيادة الحركة لفترة اخرى، الا انه تراجع قبل الانتخابات، "في اعقاب ممارسة ضغوط عليه". الا انه من جهة اخرى يبدو ان قراره هذه المرة هو حقيقي ولا يهدف الى ممارسة الضغط الداخلي في التنظيم.
ويعني فوز اسماعيل هنية برئاسة الحركة، تحويل ثقل الحركة من القيادة الخارجية الى القيادة الداخلية في قطاع غزة، الأمر الذي من شأنه تعزيز الذراع السياسي لحماس وقوة تأثيرها على الذراع العسكري.
مقالات وتقارير
محاكمة ازاريا: النيابة تجس النبض لعقد صفقة ادعاء، وفي المقابل تمهد للاستئناف
يكتب عاموس هرئيل وغيلي كوهين في "هآرتس" انه عشية بدء اسبوع الافادات الأخير في محاكمة الجندي اليؤور ازاريا، تتضح مرة اخرى قوة تأثير قضية الجندي على المجتمع الاسرائيلي، حين سئل رئيس الحكومة، أيضا، عن موقفه من المحاكمة. لقد شرح نتنياهو خلال لقاءات للتلفزة بأنه اتصل بعائلة الجندي كما يتصل بعائلات الجنود القتلى او المفقودين، وأضاف: "نحن نقدم الدعم لجنودنا".
هذا التصريح مفاجئ في شقيه. من الغريب ان رئيس الحكومة يساوي بين عائلة ازاريا وعائلة هدار غولدين، كجزء من الجهود المبذولة لإعادة جثة ابنها من ايدي حماس. ومستهجن ان نتنياهو يتماشى مع خط وزير الامن افيغدور ليبرمان، في الاعلان عن تقديم الدعم الجارف للجنود، دون أي علاقة بخطورة العمل المنسوب اليهم.
نتنياهو يقف علانية الى جانب موقف غالبية الجمهور الاسرائيلي، حسب استطلاعات الرأي. انه يبدي تفهما وتأييدا لعائلة الجندي، حتى وان كان يمكن تفسير الامور كتحدي للجهاز القضائي العسكري. لقد تذمروا في اليمين من "تلويث" يعلون وقادة الجيش للإجراء القضائي، عندما سارعوا الى التحديد بعد التحقيق العسكري، بأن ازاريا خرق اوامر فتح النيران. ولكن، ألا يؤثر دعم رئيس الحكومة ووزير الامن العلني للمتهم على الاجواء العامة، ان لم يكن على الاجراء القضائي نفسه؟
كجزء من هذه الأجواء، تنشر حاليا توصيات في وسائل الاعلام للنائب العسكري الرئيسي، شارون اوفك، وللنيابة العسكرية، بالتوصل الى صفقة ادعاء مع ازاريا. الادعاء المتكرر هو ان استمرار المحاكمة يضر بالجيش، لأنه يجر القادة والجنود الى الاتهامات المتبادلة والروايات المتناقضة. استمرار هذا السيرك، كما يدعون، يعمق التمزق بين القيادة العليا للجيش والمجتمع الاسرائيلي، ويخلق ازمة خطيرة في صفوف الجنود والقيادة الصغيرة ايضا.
عمليا، قام الدفاع بجس النبض لدى المدعي العسكري العام حول امكانية عقد صفقة ادعاء، منذ بداية المحكمة. كما تم اجراء محادثات بهذا الشأن، من قبل المقربين من أزاريا، خلال الأسابيع الأخيرة.
لكنه يبدو في هذه المرحلة ان الافكار التي طرحت لا قيمة لها بالنسبة للنيابة. وكما يبدو يسعى الدفاع الى تحقيق هدفين: تخفيف التهمة من القتل الى استخدام السلاح بشكل غير قانوني، ومنع فرض عقوبة بالسجن الفعلي على الجندي. لكنه يسود الاعتقاد بأن المدعين سيجدون صعوبة في التراجع عن بند القتل الذي يدل على نوع من معرفة ازاريا لقراره وتعمد تنفيذه.
نقاط انطلاق الدفاع في محاكمة ازاريا ليست سهلة. الادعاء المتكرر يركز على الـ11 دقيقة التي مرت بين اول اصابة للمخربين (احباطهما)، وبين قيام ازاريا بإطلاق النار على المخرب. كما تعتمد على اللامبالاة الواضحة التي يظهرها القادة والجنود والمدنيين كما ظهر في الصور التي التقطت في ساحة الحدث، والتي تدل على انهم لم يشعروا بالخطر من المخرب الجريح. وتكثر النيابة من تركيز الافادات على الرواية الاولى للجندي، بأن "المخرب يستحق الموت"، مقارنة بالروايات التي عرضها بعد ذلك، وهي انه شاهد المخرب يتحرك وتخوف من حزام ناسف.
كادعاء مضاد كان يمكن للدفاع ان يرسخ خطا يقول ان ازاريا، الجندي الشاب نسبيا والذي اصطدم لأول مرة في حياته بحادث عسكري استثنائي، دخل في حالة ضغط وربما اخطأ في تقدير الخطر. لكنها، بدلا من ذلك، اختارت اظهاره وكأنه الصالح الوحيد في سدوم، ومهاجمة الجهاز العسكري كله كمجموعة فاشلة من الكذابين والهواة، الذين يلصقون التهمة بأزاريا من اجل تمويه اخفاقاتهم.
الان، حين تقترب المحاكمة من نهايتها، تطرح الأوساط المقربة من الجندي ادعاءات اخرى – من بينها التذمر ازاء رفض النيابة مناقشة التسوية، وهي اتهامات تعني ان الاجراء العسكري السريع لا يسمح بإجراء نقاش معمق في حقائق الحادث، بل تشمل تلميحا الى انحياز القضاة ضد المتهم. هذا كله يبدو كتمهيد لإمكانية قيام المحكمة بإدانة أزاريا، واستئناف الدفاع الذي سيأتي بعد ذلك بالتأكيد.
لكن، قبل ذلك، سيدلي بإفادته امام المحكمة، من قبل الدفاع، العميد (احتياط) شموئيل زكاي، والذي يحدد في وجهة النظر التي قدمها الى المحكمة بأن سلوك القادة الكبار في قضية ازاريا، يعتبر "فضيحة مهنية واخلاقية"، ويدعي ان تصريحات يعلون وايزنكوت "مزعزعة" لأنهما "قضيا على أي امكانية لإجراء قضائي طاهر". من جهته لا يطلق ايزنكوت حاليا أي تصريحات علنية في الموضوع. يمكن الافتراض بأنه ينتظر انتهاء المحاكمة. ولكن على الرغم من تصريحي نتنياهو وليبرمان، ورغم ادعاءات الدفاع، يجب عدم الوقوع في الخطأ: رئيس الأركان مقتنع بأن الجيش والنيابة العسكرية تصرفوا كما يجب في القضية، ولم يكن أي مفر من محاكمة الجندي.
بين نيويورك واشدود. تحت هذا العنوان تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان رئيس الحكومة، نتنياهو، يدأب على التذمر من انهم لا يصدقون جدية نواياه بشأن تحقيق السلام مع الفلسطينيين. لقد كرس خطابه في الأمم المتحدة هذه المرة لإقناع المتشككين: "لا زلت ملتزما برؤية السلام القائم على دولتين للشعبين". ولتعزيز هذا الانطباع دعا نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القاء خطاب في الكنيست في القدس، ودعا نفسه لإلقاء خطاب في البرلمان الفلسطيني في رام الله.
الفكرة مثيرة للتحمس: اعلام فلسطين ترفرف في ساحة الكنيست، الأوركسترا العسكرية تعزف النشيد الوطني الفلسطيني "فدائي"، اوفير اوكونيس واييلت شكيد يصفقان لعباس، وعندها يتم رد الزيارة، عزف "هتكفا" في المقاطعة، نتنياهو يتدرب على فقرة او فقرتين باللغة العربية، جبريل الرجوب يطلب منه توقيعا للأولاد، والقادة يظهرون في عرض ثنائي يقرؤون فيه مقاطع من صلاة اشعيا وآيات من القرآن.
هذا اللحن الريفي افضل من لعبة تبادل الاتهامات والنبش في الماضي، التي تميز نتنياهو وعباس. وربما يقوم نتنياهو بحياكة خطوة سياسية دراماتيكية في الخفاء، تشرح لقاءاته مع مئات الصحفيين في الأسابيع الأخيرة، واجواء الانتخابات في الجهاز السياسي. اذا صدقناه سنستنتج بأن وزير الامن افيغدور ليبرمان، الذي يعرض عباس كعدو، وعشرات الوزراء والنواب من الليكود الذين يعارضون إخلاء عمونة، غير مطلعين بتاتا على التطورات.
ولكن، اذا كان نتنياهو يريد فعلا ان يتم التعامل معه بجدية، وعدم التطرق الى خطابه كألعوبة اخرى ستتبخر، عليه بدء السلام في البيت واستيعاب وجود حركة قومية فلسطينية ذات اسطورة وطموحات مشروعة، حتى وان كانت تتصادم مع اسطورة وطموحات غالبية الاسرائيليين. في الوقت الذي خطب فيه نتنياهو في نيويورك، تم في اشدود توزيع جوائز اوفير، اوسكار السينما الاسرائيلية. لقد احتجت وزيرة الثقافة ميري ريغف هناك على اداء قصيدة محمود درويش "سجل انا عربي" وغادرت القاعة واعلنت انها "لن تكون من الجمهور المستمع لقصائده".
درويش يعتبر الشاعر القومي الفلسطيني، وقصائده تعبر عن مأساة وتطلعات شعبه. انها راسخة في الصراع تماما مثل السيرة الذاتية العسكرية لريغف وخطابات نتنياهو التوبيخية. ولكن لكي تتحقق رؤية رئيس الحكومة، ويندلع السلام وتقوم فلسطين، سيكون على الاسرائيليين النظر في المرآة التي وضعها امامهم درويش، ابن الجليل. لا يوجد هنا اختصار للطريق والتفاف. مغادرة وزيرة الثقافة، التي دعمها نتنياهو امس، لا تعبر فقط عن قلة الأدب: من يسد اذنيه امام مشاعر الجانب الثاني، لن يتمكن فعلا من مد يده للمصالحة – وخطاب السلام الذي القاه نتنياهو سيتم نسيانه كحيلة فارغة المضمون.
حوار جانبي: لا لقاءات ولا مؤتمر
يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان بنيامين نتنياهو ومحمود عباس ظهرا امام الهيئة العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس الاخير، كمصارعين مخضرمين يعرفان بعضهما البعض جيدا، ويعرفان ما الذي يمكن لاحدهما توقعه من الآخر. لقد وصل عباس حاملا الكثير من الشكاوى، بعضها مبرر، وبعضها أقل. ونتنياهو، الفصيح كعادته، طرح مطالب، بعضها مبرر، وبعضها اقل، وكرس غالبية خطابه للمنافسة، وكانت سخريته من جهود عباس في موضوع وعد بلفور، مطلوبة.
رغم دعوته لعباس لإلقاء خطاب في الكنيست والاعراب عن استعداده لإلقاء خطاب في البرلمان الفلسطيني – الا انه لن يحدث أي شيء من هذا. ونتنياهو يعرف ذلك جيدا. فالمجلس التشريعي الفلسطيني الذي انتخب لآخر مرة قبل عشر سنوات، لا يجتمع بتاتا، والسلطة الفلسطينية تدار منذ سنوات بواسطة اوامر رئاسية. ويتضح ان هذا الوضع مريح للقيادة الفلسطينية والقيادة الاسرائيلية والجهات المعنية في العالم، رغم الضريبة الشفوية التي يتم دفعها من حين لآخر، حول المس بالديموقراطية.
وبالنسبة لعباس، حتى ان قرر استغلال الدعوة الاسرائيلية للظهور في الكنيست، فانه سيضطر الى الظهور مع خطاب قومي اكثر حدة من الخطاب الذي القاه خلال ظهوره الاخير في الأمم المتحدة، والا فانه سيتعرض لانتقاد داخلي لا يمكن تحمله من ناحيته. ومثل هذا الخطاب لن يجسر الفجوات وانما سيوسعها.
كما يبدو، سنتمكن في المستقبل، ايضا، من الاعتماد على الولايات المتحدة في موضوع المساعدات الأمنية والسياسية، ولكن ليس في مسألة تمكن العلاقات الخاصة فعلا بينها وبين اسرائيل، من تقريب اتفاق سلام يمكننا التعايش معه. صدور قرار عن مجلس الامن بشأن مبادئ حل الصراع (القرار الذي لن تحبه لا اسرائيل ولا الفلسطينيين) يمكن ان يشكل مساهمة هامة نحو الحل المستقبلي (مثل قرار 242 التاريخي لعام 1967)، ولكن خطوة كهذه ايضا تبدو معقدة من ناحية اوباما. اللقاء بين عباس ونتنياهو، سواء مع شروط مسبقة ام من دونها، لن يوفر أي حل اذا لم يتم الاتفاق على جدول العمل.
وبالنسبة للمؤتمر الدولي: مؤتمر مدريد الذي عقد قبل 25 سنة، تم الاتفاق على جدوله في الدعوة الى انعقاده، ولذلك قاد الى نتائج هامة. يمكن لعقد مؤتمر جديد (عالمي او اقليمي) ان ينجح فقط اذا كان واضحا منذ البداية الى اين سيقود، ومن جهتي يمكن التخلي عنه بتاتا. لا توجد أي حاجة الى مظلة دبلوماسية من اجل تنظيم لقاء بين الزعيمين المتواجدين على مسافة عدة كيلومترات ودقائق معدودة من بعضهما البعض، ويقومان في بعض الاحيان بتبادل الاتصال الهاتفي.
هدف اسرائيل هو منع التدهور نحو الدولة المشتركة التي سيتحول فيها اليهود الى اقلية خلال فترة قصيرة. من اجل الامتناع عن فكرة الانسحاب من جانب واحد الى الجدار الامني، يجب بذل جهود كبيرة للتوصل الى اتفاق. وقد سبق الاتفاق على ذلك من قبل حكومة الليكود برئاسة شارون، ومنظمة التحرير برئاسة عرفات، قبل 13 سنة: اقامة الدولة الفلسطينية فورا، داخل حدود مؤقتة، على طريق الاتفاق الدائم الذي سيتحقق بعد عدة سنوات.
كلهم يمارسون الاستفزاز
يكتب دان مرجليت، في "يسرائيل هيوم" ان قراءة مقطع من قصيدة محمود درويش، الذي يتمنى قتل اليهود، في حفل الاوسكار الاسرائيلي، حتى من دون قراءة السطور الرهيبة – هو استفزاز معروف مسبقا.
الفنانون اصحاب النوايا الحسنة كانوا سيصغون الى طلب الامتناع عن ذلك. لكن الاستفزاز، كما يتضح، طالما كان خلافا كلاميا شديدا فقط، يسمح به في دولة ديموقراطية.
كان يمكن للوزيرة ميري ريغف التي تواجدت في الحفل، العض على شفتيها وتجاوز ذلك، ومن ثم القاء خطابها والتطرق الى درويش ايضا، او مغادرة المكان. لكن مساهمتها في الاستفزاز تمثل في صورة مغادرتها المؤقتة للحفل، والتي اضافت لها شعبية في مركز الليكود. ريغف ايضا، اختارت خطوة غير موصى بها لكنها مسموحة. لقد تعلمت ذات مرة من شولميت الوني ان الحرب الثقافية تشمل الحق بالنهوض في خضم عرض مسرحي والصراخ: "بوز"، ومن ثم الخروج بهدوء.
الجانب المقلق في سلوك ريغف هو ليس الحفل وانما نيتها الواضحة للتدخل في برامج الثقافة الاسرائيلية بواسطة السيطرة على ميزانياتها. انها تسمي ذلك "الحكم"، لكن ذلك ليس الا دلائل تبشر بالسوء.
ليس هناك ما يمكنه ان يسبب الضرر للثقافة الاسرائيلية، ولسمعتها الجيدة في البلاد والخارج، اكثر من تدخل وزيرة تفتقر الى الدقة والحذر في السينما والمسرح والأدب.
بنيامين نتنياهو عين الشخصية غير المناسبة لمنصب وزيرة الثقافة. اذا استمرت في منصبها لفترة طويلة، فان من قالت بفخر انها لم تقرأ انتاج الاديب الروسي انطون تشيخوف، ستثير الاهتمام الشائع والشعبي بكلمة روسية اخرى – الاصدار الذاتي. نتان شيرانسكي يعرف هذه الكلمة جيدا. انها تعني الادب السري الذي منعته السلطات من التعبير بحرية.
ابو مازن، فاجئنا
تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" موجهة حديثها الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس: هل اعطيناك فرصة؟ امسك بها بكلتا يداك واحضر لإلقاء خطاب حياتك في جلسة خاصة ستعقدها الكنيست في القدس. المنصة ستكون لك يا أبا مازن، وستكون النجم. عيون العالم الكبير، كما يقولون، ستنظر اليك فقط. تحلى بالشجاعة، استل النص وقل تماما ما تريد، ما الذي تقترحه، كيف يمكن التقدم.
حتى وان كان الناطق المخلص لك، احمد الطيبي، قد اجاد وصف دعوة نتنياهو اليك قبل اربعة ايام في الجمعية العامة، بأنها خطوة مسرحية، وليست مبادرة سياسية حقيقية، تبقى الدعوة دعوة. تعال ومزق القناع عن وجه نتنياهو. بعد ان صورته الكاميرات، وسجلته الميكروفونات، ولم تبق أي وسلة اعلام في العالم تقريبا، الا واقتبست دعوته لك (وهو القائل "لا يوجد لدي شريك") لكي تحضر الى ملعبنا. امسك عليه كلمته. لقد تعهد نتنياهو بالحضور الى البرلمان الفلسطيني. لا تقلق يا ابا مازن، نتنياهو لن يحضر، انه لا يقصد ذلك، والشاباك لن يسمح له بذلك.
لقد كان خطاب نتنياهو، كما يتفق خصومه ايضا، خطابا لامعا، اكثر من دعوتك المهووسة للحكومة البريطانية بالاعتذار عن وعد بلفور. لماذا تلتصق بوعد بلفور؟ ربما هذا هو تأثير الجيل، او ربما مستشاروك الذين انسوك الرفض العربي للاعتراف بخطة التقسيم. انتبه الى حرص نتنياهو على النظر الى الأمام، بينما تصر انت على محاسبة الماضي. بيبي يعرف كيف يسوق حلم الدولتين، وانت تتحدث عن السلام ولكنك تُسمع كمن لا يعترف حقا بحق الوجود لدولة اسرائيل.
الوقت ليس متأخرا. حاول تخيل ما الذي سيحدث اذا قام احد مساعديك بالاتصال بيولي ادلشتين وتبليغه: "الرئيس سيصل لإلقاء خطاب في الكنيست. نحن نعرف الذريعة: انت تتخوف من الخروج بأيدي فارغة. انت تتكهن بأن بيبي سيخدعك، انت تتخوف من الشارع الفلسطيني. انت تذكر ايضا ما الذي حدث للرئيس السادات.
انا مستعدة للموافقة معك على ان نتنياهو لم يقصد حقا ما قاله، وانه ممثل كما وصفه المقرب منك الطيبي. سنوافق ايضا على انه ما كان سيدعوك للحضور الى الكنيست لو لم يعرف بالتأكيد بأنك لن تحضر. وماذا في ذلك؟ فاجئنا. أعد له خدعة مضادة. اعد خطابا حماسيا، اعرض الخطوط الحمراء للفلسطينيين وتعال وتحدث الى ابناء شعبك والينا من فوق رأسه.
ليس من الحكمة الجلوس مع رجالك والتذمر من نتنياهو. "اصفعه في الداخل"، كما يقولون لدينا. تحدث عن تقسيم القدس، اقترح قرارا منطقيا في موضوع المستوطنات. تحدث عن التعاون الاقتصادي وعن وقف التحريض والارهاب. يد على القلب؟ ليس مهما ما الذي ستقوله. حضورك سيحرك خطوة.
اخرج الى شارعنا. اطلب ان ينظموا لك لقاء مع الجامعيين، اثبت لهم انك تعيش في الحاضر ولا تهتم بما لم يحدث. تفويت الفرص لم يكن من جانبنا فقط. تذكر ان العالم الكبير لم يعد يهتم بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. لن يتطوع احد للغرق في مستنقع النقاشات اللامتناهية. لقد كنا هناك. اسأل صائب عريقات في هذا الشأن.
لدينا ينشغلون في منع المواجهة القادمة مع حماس. انت تعرف ايضا، ان هذه المواجهة ستكون اشد عنفا من "الجرف الصامد"، وستكون لها ابعاد اخطر على اقليمك ايضا. لا تعتمد علينا. كما تصر انت على انتظار الرئيس القادم في واشنطن، فانهم لدينا باتوا يحددون من سيجلس مكانك على الكرسي في المقاطعة.