ياسر حمدونه اسير جديد ترتقي روحه الطاهرة وجسده خلف اسوار سجون الاحتلال ، وضحية جديدة من ضحايا الاهمال الصحي ، بل لا ابالغ ان قلت انه ياسر حمدونه اعدمته ادارة سجون الاحتلال من خلال المماطلة بالعلاج والقهر والضغط النفسي .
لن اتحدث عن وجع 14 عام بالاسر والشوق للحرية ، ولن اكتب عن شوق ام لابنها بان تحتضنه حرا بعد سني الاسر ، لن اكتب لاني لن استطيع ان اعبر عن لحظة الم او حتى لحظة وجع ، لكن اريد ان اكتب عن ماذا بعد؟؟ ماذا بعد ارتقاء حمدونه ؟؟ الى متى سنبقى ننتظر جثث اسرانا ومعتقلينا؟؟
بعد استشهاد حمدونه افاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الاسرى والمحررين ان 1800 حالة مرضية في صفوف الاسرى منها 120 حالة خطيرة من الجرحى والمصابين والمعاقين والمشلولين والمصابين بامراض خبيثة ومستعصية تقبع في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
120 حالة خطرة من 1800 حالة مرضيه من اكثر من 7000 اسير ، ارقام ليست بالبسيطه وليست بالسهلة ، ارقام نتناقلها لكنها في حقيقة الامر ارواح وقصص حكايات وأحلام وامال ، يعاني الأسرى من أمراض ومشاكل صحية مختلفة، نتيجة الظروف المأساوية التي يعيشونها في المعتقلات،فسوء الطعام المقدم للأسرى من حيث الكمية والنوعية، وعدم مراعاة نظافته ، وتدني قيمته الغذائية، كما لا تراعى الشروط الغذائية للأسرى المرضى والمصابين بالضغط، أو القلب، أو السكري.
وتتقاعس مصلحة السجون عن تأمين مستلزمات العناية الشخصية، والنظافة، لدرجة أن بعض الأسرى المرضى، يمضون شهورا بملابسهم الملطخة بالدماء، نتيجة إصابتهم أثناء الاعتقال والتحقيق، ويشمل النقص في مستلزمات النظافة الأشياء اليومية الأساسية، كالصابون مثلا، مما يضطر الأسرى مجددا إلى الاعتماد على الكانتين لشراء أدوات التظيف، وبالتالي زيادة استحقاق مادي إضافي على كاهل الأسرى وعائلاتهم , كما تتعمد مصلحة السجون حرمان الأسرى المرضى من العلاج، وتنتهج بحقهم سياسة الإهمال الطبي، وعدم توفير الأدوية، بل الاكتفاء بالمسكنات دائما (وغالبا ما يكون الاكمول)، على الرغم من أن بعض المعتقلين يعاني من إصابات تعرض لها خلال عملية الاعتقال، أو من أمراض مزمنة ، و تتعدى ممارسات سلطات الاحتلال، الإهمال الطبي المتعمد، لتصل إلى استخدام الأسرى كحقل تجارب طبية، لتجريب الأدوية الخطيرة وإجراء التدريبات الطبية عليهم، لصالح طلبة الطب "الإسرائيليين"، ما يخالف المواثيق والأعراف الدولية والقيم الإنسانية.
صمتنا يقتلهم :
بعد الاستعراض السريع لحال الاسرى عامة ، والمرضى خاصة ، ماهو المطلوب منا ؟!!
· لابد من ان تأخذ الحكومة الفلسطينية القرار وتطبقه الا وهو اللجوء للمؤسسات الدولية بشكل جدي وحقيقي وعدم الاكتفاء بالتهديد
· على هيئة الاسرى والمؤسسات القانونية والحقوقية ان تتابع الحالات المرضية وتضغط على الاحتلال بضرورة العلاج الحقيقي لهؤلاء الاسرى تحت اشراف فلسطيني
· مطلوب من الاعلاميين تفعيل موضوع الاسرى المرضى وطرق ابواب العالم وخاصة الغرب والشارع الغربي من اجل ايجاد جسم ضاغط لعلاج وانقاذ اسرانا
· الشارع الفلسطيني مكلف بعد الكلل والملل من نصرة اسرانا والوقوف معهم وهذا مطلوب ايضا من الشعوب العربية .
بقلم : ثامر سباعنه – فلسطين