تستوقفنا تصريحات الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، التي تأتي قبل أشهر قليله من انتهاء مدة ولايته لرئاسة الحركة حيث أعلن عدم ترشحه لفترة أخرى قادمة ويبدوا من اعترافاته انه قد وضع حركة حماس أمام مسؤولية تاريخيه لإعادة تقييم نهج حماس السياسي في الحكم ووضع رئيس وأعضاء المكتب السياسي القادم أمام مسؤولية تقييم الأخطاء وتصويب الاولويه لدى حركة حماس حيث أدى الاقتتال الفلسطيني في 2007 إلى الانقسام وتفرد حركة حماس في حكم غزه ومنذ ذلك التاريخ والشعب الفلسطيني لا زال يعاني من الانقسام والاختلاف انعكس على الواقع الفلسطيني بكل مكوناته ووضعت القضية الفلسطينية أمام مخاطر جسيمه هددت وتهدد القضية الفلسطينية حيث تنعكس الخلافات الاقليميه والصراعات الاقليميه سلبا على الفلسطينيين وتحول لغاية الآن دون تحقيق الوحدة الوطنية وتحقيق وحدة المؤسسات الفلسطينية رغم التوصل لاتفاق في 2014 لتشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله استنادا لاتفاق الشاطئ ، ورغم الاتفاق إلا أن المؤسسات الفلسطينية لم يتم توحيدها وبقيت على ما هي عليه قبل تشكيل حكومة الوفاق وهو الأمر الذي حال لغاية الآن من إجراء الانتخابات لحكم الهيئات المحلية بحكم قرار محكمة العدل العليا التي تنظر بالطعن المقدم إليها بعدم قانونية الإشراف في محاكم غزه والشرطة .
وكان من أهم النقاط التي تطرق لها مشعل في خطابه اعترافه "ضمنياً" بخطأ حركة "حماس" في السيطرة على قطاع غزة منتصف العام 2007، والتفرد بحكم القطاع، وما ترتب عليه من انقسام فلسطيني حاد لازال الفلسطينيون يتجرعون مرارته حتى هذا اليوم.
وقال مشعل خلال ندوة في العاصمة القطرية "الدوحة" حول الحركات الإسلامية إن "حماس أخطأت عندما استسهلت حكم قطاع غزة بمفردها بعد أحداث الانقسام الفلسطيني مع حركة فتح عقب فوزها بالانتخابات البرلمانية عام 2006 وظنت بأنه أمر ميسور ثم اكتشفت بأنه صعب".
إن اعتراف حركة حماس على لسان رئيس المكتب السياسي يلقي بمسؤولية مراجعة تلك الأخطاء وتصويب الأوضاع بحيث أن حركة حماس مطالبه البدء بخطوات عملية على الأرض، تعيد غزة لحضن السلطة والشرعية الفلسطينية، وتزيل كل الآثار السلبية التي ترتبت عن خطأها الأكبر..
نتمنى على حركة حماس أن تعيد تقييم سياستها وتبدأ بالإعلان عن موقف استراتيجي وطني يقود إلى مصالحه حقيقية مع حركة "فتح" وباقي الفصائل الفلسطينية الأخرى، تستند على قاعدة أن المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني هي فوق جميع الاعتبارات والمصالح الحزبية وان تتجاوب حركة حماس مع المطالب لتشكيل حكومة وحده وطنيه تقود إلى وحدة الجغرافية الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية واتخاذ خطوات فاعلة لتحقيق الوحدة الوطنية الغائبة منذ سيطرة "حماس" على القطاع.
تصريحات رئيس المكتب السياسي خالد مشعل والإقرار والاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته الحركة حين تفردت بحكم غزة قبل نحو عشر سنوات، مؤكدا على أن الإسلاميين تنقصهم الخبرة والقدرة على إقامة شراكات سياسية في المنطقة، مضيفاً خلال خطابه :" وأكد أيضا "أخطأنا عندما ظننا أن زمن فتح مضى وحل زمن حماس، وفتح أخطأت عندما أرادت إقصاءنا ،.
هذه الجرأة للسيد خالد مشعل هل تقود لتغير استراتيجي في نهج حماس يقود إلى بناء شراكه حقيقية مع كل القوى والفصائل الفلسطينية على قاعدة الاهتمام بالمصالح الوطنية الفلسطينية ضمن الأولويات التي تتطلبها مقتضيات المرحلة ، وهل تفك حماس ارتباطها بحركة الإخوان المسلمين الدولية وتنطلق في نهجها وإستراتجيتها وفق المصالح الوطنية الفلسطينية والرؤيا الوطنية الفلسطينية
هل بتنا على أبواب تغير في توجهات حماس بهذا النقد البناء الذاتي والجرئ وهل سنشهد تغير جوهري في مواقف حماس تجاه إنهاء ملف الانقسام ، وفق الثوابت السياسية الفلسطينية، واعتبار قضية فلسطين فوق كل الاعتبار فهي كانت وستبقى قضيه فلسطين في أولى أولويات القضايا واهتمام الشعوب العربية والاسلاميه.
بقلم/ علي ابوحبله