مقدمة .....
بداية ما سأطرحه هو رأيي الشخصي مع آراء كثيرة من نبض شعبنا العظيم الذي يستحق الافضل مما هو عليه الان
عرضت الأفكار ...نعم عرضت على نخبة من الكادر الفتحاوي القديم و الحديث أيضا .. وسألت وتيقنت واستقر الرأي على هذا التوجه بعد التوكل على الله .!
فالحمد لله الذي جعلني مستقلاً حراً أبياً " ولست من طلاب المناصب والكراسي "
ولو كنت كذلك لرضيت ووافقت على العروض التي قدمت لي مع بداية السلطة "
ويعرف بعض القادة هذه العروض " لا بل منهم من شارك في الضغط علي ترغيبا وترهيباً مع الإسرائيلين في أريحا بداية ومن ثم في بيت لحم "
نعم... كنت موظفا معينا في السلطة ولكني كنت أشعر أني ما زلت إمتداداً لثورة لم تنتهي بعد " ولهذا لم أكن منفذاً أعمى بل كنت صاحب بصر وبصيره , مقرراً في أكثر الأمور تعقيداً مما أدهش زملائي, فمن يعرفني لم يستغرب ,ومن لم يكن يعرفني تعجب .!
رضيت بأن أكون مع أوسلو على اعتبار أنها خطوة على الطريق....
حاولت أن أسخر طاقاتي لأعمل ما يعزز صمود شعبنا وتثبيته وتحصينه حتى يكون قادراً على التقدم من خلال البناء السليم بداية بأساس قوي متين, ينطلق من خلاله بأعمدة صلبة تهيئه لمستقبل مشرق , وكنت مصمما وأنا في أريحا مع بداية السلطة أن أصنع نموذجاً يحتدى وينتقل إلى باقي الوطن ولكن قوى الشد العكسي حالت دون ذلك...فأقصيت وطوردت وطردت شر طردة من جميع مواقعي التي عينني أبو عمار بها ...
ولو أغراني المنصب والمال والجاه .. لما عاندت ورفضت الأوامر التي كانت تأتيني في أكثر من موقع شغلته ...
لم أعمل إلا ضمن قناعاتي وما يرضي ضميري وربي....
كنت صاحب رأي وربما كنت الوحيد في السلطة الذي يكتب في الصحف وأنتقد كل ما أجد أنه يستحق النقد ... مقالات كثيرة كتبتها عبر القدس والحياة الجديدة وإنذارات تأتيني
تباعاً حتى المرحوم ابو عمار قال لي...ايه حكايتك "
أما صحفي واعلامي أو موظف .. إختار ..!
قلت له.. الإثنتين ...وأقنعته بكلام منطقي قلت فيه ...
دع الشعب يرى ديمقراطيتك بأروع تجلياتها
رغم أني كنت موظفاً رسمياً , ولم يثنيني لا التهديد ولا الوعيد عن كتابة مقالي في جريدة القدس الذي فضحت الفساد والفاسدين في حينه " وكان المقال الذي جاب آخرتي وقلت بالحرف الواحد.. كيف يا سيادة الرئيس تريد بناء دولة وحولك من يهدمون كل طوبة نبنيها..وهل بالجزم كما تقول.. بعد أن نعدي المستنقع .. هل سنتقدم ونتنصر ..!؟
هكذا أنا منذ بداية حياتي وطيلة مسيرتي في فتح ,أتخذ قراري وأنفذه حتى لو غضب العالم علي وحتى لو رأيت الموت أمامي ..وقد حصل (محاولات لقتلي ) .
ولوأني فقط سكت ووافقت كغيري ولو سرت مع إغرائات مندوبي أمريكا في القدس بداية بذات الشعر الأبيض (كاندي بوتنام ) وليس نهاية بالحسناء ...(.راشيل بيير) التي أصرت على إعادتي إلى بيت لحم ...! ( هذه لوحدها حكاية )
لكنت الان أحد أهم قيادات فتح والسلطة ......وعندي ما يثبت
رسالتي هذه لشعبنا العظيم وكل مناضل حر أولا ...وأخيراً لكل من يهمهم الأمر...
كفى مهاترات كفى مراوغات ..فالتوضع النقاط على الحروف ويعرف شعبنا الأبيض من الأسود ... فلان حرامي عميل جاسوس قاتل ... ماشي ..
فالنعرف وبالحقائق والثبوتات القطعية ,,وليس بالنكايات و الكيديات والمصالح الشخصية .....!
أما تصنيف الأشخاص فلان فاسد...وفلان قديس .. فنجد أن بعض المُصنِفين هم أفسد خلق الله , وما عاد شعبنا يميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود
فمن هو صاحب الحقيقة الخالصة لوجه الله..وليس لوجه سلطانه وسلطاته ومصالحه ..!
هنا نكون كمن يوزع الألقاب والتهم وصكوك الغفران حسب الأهواء, وعلى شعبنا أن يبصم كقطيع من الغنم , وكأنه شعب متخلف لم يوزع العلم والثقافة والنهضة في أقطار المعمورة ناهيك عن نضاله من أجل الحرية والاستقلال .
ما عاد مجال للتسويف ولا للتأويل فالنتعرف على حقيقة الأمر بكل تفاصيلها
أطرح كل ما أطرحه متحملاً تبعاته متوكلا على الله العظيم القادر المقتدر"صاحب الأمرمن قبل ومن بعد"
أقصى أمنياتي... أن ألاقي وجه ربي وهو راض ٍ عني ......
( الخلافات في فتح أسبابها ونتائجها)
مرة أخرى يعود الخلاف بين الرئيس أبو مازن ووزير داخليته السابق محمد دحلان إلى واجهة الأحداث، والتي قسمت فتح بين مؤيد ومعارض ليس لنهج وإنما لشخص هنا وشخص هناك .. وأضعنا الوقت والجهد في تراشقات وإتهامات ومحاور ...وإشاعات وكيديات وقطع رواتب وتخوين وأمور كثيرة ما زال يعاني منها أبناء الحركة
والعناوين العريضة لهذا الخلاف هي التخوين والفساد، لكن التفاصيل ظلت طي الكتمان بعيدا عن معرفة الشعب الفلسطيني بها وبحقيقتها في إطار سعي كل منهما لإستمالة الرأي العام لوجهة نظره واقناع الناس بصحتها
ويعتقد البعض أن لا حاجة لطرح هذا الموضوع وعرضه مرة أخرى بعد أن اتخذت اللجنة المركزية لحركة فتح قرارا بهذا الشأن وأن قراراتها ملزمة ...ونقطة أول السطر
لكن الشعب لم يسلم بعد في صحة تلك القرارات ولم يعلن عن دعمها بالمطلق ، لذلك علينا التنقيب عن الحقيقة لجلائها أمام الرأي العام.
هذه القضية الجدلية التي طال أمدها لا بد من وضع حد لها كي ننئى بحركة "فتح" عن مردودات الخلافات الشخصية ونتمسك بالأسس واللوائح التي فيها قوانين ملزمة
في حركة قضى الاف الشهداء وأكثر منهم في الأسر تستحق أن نحترم على الأقل أرواح شهدائها الأبرار
كلنا يعلم أن أطرافا خارجية قد تدخلت لإنهاء الخلاف بين أبو مازن ودحلان فزادت الأمور تعقيدا، فتدخل الدول العربية والإقليمية وربما الغربية ...والمطالبة بإعادة دحلان إلى الحركة تحت عنوان توحيد الحركة...والأهداف معروفة
إذا كان الغريب يتدخل أليس من حقنا كفتحاويين وفلسطينيين أن نسأل ونتسائل وندقق وأن نقف عند حدود المعرفه الحقيقية، وهل حلال على الغرباء وحرام على الأبناء ..!؟
والحقيقة تقول أن فتح اليوم ليس كسابق عهدها ..ونعترف بذلك فالظروف تغيرت
وليعلم الفتحاويين سواءً منهم الأصيلين أو الطارئين أن فتح ما كانت ولا استمرت ولم يكن للطارئين منهم أن يحصلوا على مناصبهم وإمتيازاتهم لولا آلاف الشهداء الذين دفعوا أغلى ثمن من أجل الوطن " ولو كانوا يعرفون أن تضحياتهم ستؤول إلى مكاسب لدى بعض الطفيليين لما ضحوا بحياتهم مطلقاً.
الرئيس عباس هو رئيس منتخب رغم إنتهاء المدة القانونية وكل شيء معطل في الوطن والأسباب معروفه.
بدون أدنى شك أن الرئيس عباس كان حظي بتأييد من قبل أبناء فتح ونسبة لا بأس بها من الشعب الفلسطيني ..
أما محمد دحلان والذي أصبح في عداد "الخارجين" عن الصف الفتحاوي حسب القرارات التي تم إتخاذها بحقه بأمر من الرئيس نفسه وبتأييد من معظم أعضاء اللجنة المركزية.
فلا الشعب الفلسطيني ولا أبناء حركة فتح إطلعوا على حيثيات التهم الموجهة لدحلان اللهم إلا من خلال تصريحات واضحة صدرت في أكثر من مناسبة، دون عقد محاكمة فعلية وفقا للأصول القانونية كالمثول الشخصي أمام المحكمة ولا حتى محاكمته غيابيا وفقا للقانون.. الذي فيه إدعاء عام ومحامي دفاع
في بداية الأمر وبالرغم من الإتهامات المتبادلة، وحملات التحريض القاسية التي شنت من قبل حركة "حماس" بداية جعلت الفتحاويين يتعاطفون مع دحلان أثناء وجوده في غزة.
وكلنا يعرف أن حماس كانت توزع الإتهامات على الكثيرين وحتى أنها كانت تعتبر أي فتحاوي هو "خائن" انطلاقا من موقف سياسي.
فدحلان كان العدو الأبرز لـ "حماس" لما كان له من مواقف متشددة وحتى معادية مُعلنه .
ولكن كيف تحول هذا التعاطف تدريجيا إلى عكسه مع نهاية الفتنة المأساوية والحرب الداخلية في قطاع غزة التي سيطرت "حماس" خلالها على القطاع
لست هنا مدافعاً عن دحلان بل على العكس تماما، فأنا من أشد المنتقدين له وقد إتخذت موقفا مشابها للكثيرين من أبناء فتح خاصة لما كان في أحداث غزة وما نشر حولها من مئاسي " وما تم نشره عن الأموال التي حصل عليها دون وجه حق وأهم من ذلك ما إتهم به بخصوص إغتيالات لشخصيات فتحاوية وغيرها ....
( المحاكمة أو المماحكة ..!)
فأنا لست هنا بصدد محاكمة ومقاضاة أحد ولا تبرئة أحد بل بصدد كشف الأوراق
اليوم فتح تشهد جدلاً واسعا بسبب الخلاف بين أبو مازن ودحلان وما سببه هذا الخلاف من تداعيات بعد قرار فصل الأخير من الحركة، وشهدنا المصطلحات التي ظهرت من خلال تأييد عدد من الكوادر الفتحاويين له وأهم هذه المصطلحات (المتجنحين) الذين فصل عددا منهم من الحركة وأصبح كل من يؤيد دحلان (مشبوها) يتم قطع راتبه
والكل يتلمس وكأنه عامل عملة أوفضيحة .. قلبه مع دحلان وعقله مع الراتب عند أبو مازن ..ولولا الراتب لشهدنا فيضاً من التحالفات هنا وهناك ...!
وهؤلاء الإخوة معروفين وهم موزعين في قطاع غزة والضفة الغربية ومنهم من يعيش في الشتات.
البعض يقول أنهم عدد قليل بعدد أصابع اليد، وهذا غير صحيح بل هو تسخيف وهروب من الواقع ، فهناك الكثيرون من المؤيدين لدحلان سواء تأييدا بالمطلق أو تأيديا للمصلحة، وهم منتشرون ليس في فلسطين المحتلة فحسب وإنما في المخيمات اللبنانية وفي الشتات.
أما المعارضون فهم الأكثرية منهم المؤيدين للرئيس والمؤيدين لبعض القادة في اللجنة المركزية خاصة الأمنيين وأكثرهم والموظفين الذين لا هَم َلهم سوى الراتب"
وطز بفلان وبعلان مش فارقة معهم مين ما كان ....
ربما لا يكون توصيفي هذا دقيقا ً ولكني أجتهد .. أصيب أو أخطيء ..وجل من لا يخطيء .
الان .. وبعد مرور خمس سنوات إبتعد خلالها دحلان عن المشهد، ورغم ذلك فإننا نسمع إسمه يتردد في كل مناسبة سواءً في وسائل الإعلام أو في المجالس السياسية خاصة في اللقائات الفتحاوية.
ودليل ذلك المشهد الذي شهده الناس من خلال خطاب الرئيس عباس أمام المجلس الثوري قبل ستة أشهر وقد قال كلاماً كبيراً خطيراً بحق دحلان مما أعاد سيرته إلى الواجهة من جديد , مما دفع دحلان الظهور على الفضائية المصرية ورد على عباس بشكل قاسٍ مفندا ما جاء على لسانه وبشكل أكثر قساوة .. وتوالت ردود الفعل عبر وسائل الإعلام وشهدنا أسبوعا حافلا بالهجوم والصراخ سواءً من اعلام فلسطين الرسمي أوإعلام دحلان ومواقع التواصل " كلٌ يشهرون سيوفهم وهات يا ضرب من تحت الحزام ... إتهامات شتم تخوين .. وقلة حيلة ..جعلتنا مسخرة بين الناس ..
وأصبح لا قضية لنا سوى دحلان قال ..عمل ,, سرق ..قتل...تئامر ..الخ
ربما لم أنتبه أنا وغيري لحجم جرائم الرجل إلا بعد أن كررها الرئيس أبو مازن قال فيها ... دحلان ارتكب جرائم عظيمة أقلها نهب المال العام وأخطرها القتل....
وأقول ...وهل جزاء القتل الطرد فقط من الحركة...!
وهنا نسأل هل دحلان هو الفاسد الوحيد ...والمجرم الخطيروالأخطر ..!؟
إذا كان كذلك وكل مصائبنا منه فلماذا لا نعمل جميعا ً على مطاردته من خلال القانون الدولي وجلبه كمجرم وإعدامه " وتنتهي قصتنا مع الفساد ,ونبدأ بتحرير فلسطين ..!
سلم غزة لحماس... تامر على أبو عمار... ارتكب جرائم قتل .. نهب المال العام ....
سؤال .. أتريدون وطنا نظيفاً من الفساد ...!؟
فالنبدأ بالظلم ...والظلم إذا عم فهو عدل ... ولنحضر الفاسدين والمجرمين جميعهم ممن تاجروا من خلال مواقعهم ..وساعدوا ببناء المستوطنات بالباطون .. ومن تاجروا بال YIP والمعابر والتصاريح ومن شارك الناس بأموالهم وشركاتهم ..ومن تامر على إخوانه .ومن قتل القائد الفتحاوي كمال مدحت ....ومن تاجر بأموال المناضلين والقوائم الوهمية وسرقة الملايين..ومن ساعد العدو في كذا وكذا ومن وشى للعدو عن الناس..والذين باعوا العقارات المملوكة بأسمائهم هنا هناك والإستثمارات في العالم وأمور لا داعي لذكرها الان و الخ ..ونضعهم جميعهم في محرقة وننتهي منهم ....( محاكمة كل من هو فاسد )
نعود لدحلان ..كما قال أبو مازن "فبناءً عليه إستحق الفصل من فتح، ولا مجال لعودته"، وأكد من جديد أنه ما دام رئيسا ً .. لن يعود دحلان إلى الحركة....
يتبع ......
وثيقة أبو اللطف .. من قتل ابو عمار ...المؤتمر السادس ..وسام الإستقلال
بقلم:#منذرارشيد