بين راوية الشوا وعمر شعبان وخالد مشعل والمصالحة

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

بعد سماعي وتحليلي لخطاب السيد خالد مشعل الاخير ، واعترافه الشجاع برزمة الأخطاء التي وقعت بها حركته ورسالته الداعية الى ضرورة تبنى المراجعات المثمرة والمفيدة للقضية الفلسطينية وغزة بالذات ، عاد الى ذاكرتي ونحن في شهر سبتمبر ذلك اللقاء الذى عقدته مؤسسة بال ثنك للتفكير الاستراتيجي في 8سبتمبر من عام 2012م في قاعة مطعم الروتس بمدينة غزة ، والذى اداره الخبير والمفكر الاستراتيجي عمر شعبان رئيس مؤسسة بال ثنك وبحضور غالبية اعضاء المكتب السياسي لحركة حماس ، كان لهذا اللقاء آنذاك دلالات كبيرة ، وانتظرت النخبة الغزية مخرجات الزيارة واللقاء ، وكذلك الشارع عاش بين آمال وأحلام شعر انها باتت قريبة ، ولكنه الآن توقف عنها لكثرة ما تكررت السيناريوهات في مدن وعواصم العالم العربي ..
اصيب الشارع بملل ، بل ولم يعد يتجرع أسطوانة المصالحة المشروخة والوعود الرنانة التي يتشدق بها اطراف الانقسام ، سنوات عجاف مرت على القضية الفلسطينية وخسرنا بها ما خسرنا ، ولكن كان ولازال لدينا الموازنة بين الاهم فالأكثر اهمية ، بين ان نستسلم لمنظومة الانقسام وماكنته الإعلامية التي تتفن في احتقار عقولنا وقدراتنا على قراءة الاشياء والمتغيرات ت بوضوح ، او تصديق ما يقوله زعماء الفصائل والاحزاب بشكل قريب من القسم الوطني المقدس واقناعك ان ما يقوله يوازي بصدقه ترانيم سياسية اجتماعية دينية كتبت كمتون الاهرامات ..
في بداية اللقاء وبعد مقدمة وطنية بامتياز من السيد عمر شعبان ، وتأكيده على ضرورة صياغة مشروع وطني قائم على فلسفة المشاركة ، استحسن فكرتها الاستاذ خالد مشعل ، وعقب بشكل متزن على ما طرحة الاستاذ عمر ، وغالبية المتداخلين ، الا ان الاجابات من السيد مشعل لم تكن شافيه للنائب روايه الشوا التي وقفت امام الحضور بقوة ، وطرحت امام خالد مشعل تساؤل واضح دون مقدمات وديباجات قائلة ( هل نحن ذاهبين حقا لمصالحة وطنية شاملة ، ام امام وعودات واستهلاك اعلامي، اريد اجابة واضحة وصريحة ولا اريد ان اسمع امنيات) ، وبلهجة الواثق اجاب مشعل نعم نحن ذاهبون الى مصالحة حقيقة وقريبة ..
هذه المطارحة والمصارحة الفكرية مر عليها اليوم اربع سنوات ، اعقبها ازمات وحرب واستنزاف وحوارات ورزمة من اتفاقات ووعود ولقاءات ت وتصريحات وجولات وتأجيل جولات ومناكفات اعلامية وتصريحات وردود ، ولازالت راوية الشوا تنتظر الاجابة ، ولازال عمر شعبان يعقد لقاءات وورشات عمل بين شطري الوطن ، عسى ان يحرك الماء الساكن ...
والمخرجات لازالت كما هي حوارات وتوقيع اتفاق كأن السيد المخرج يعيد تصوير نفس المشهد ولكن باختلاف الزمان والمكان. في كل الندوات والورش التي عقدت خلال فترة ما بعد التوقيع كانت التساؤلات عن مدى جدية الأطراف هذه المرة وعن الضمانات التي يمكن الوثوق بها بعد أن فقدت فصائل الانقسام مصداقيتها لدى المواطن ، لازال الشعب هو المضغوط تحت تأثيرات الضغوطات الخارجية على المشهد الفلسطيني ، فهل سيموت جيل بأكمله وهو ينتظر تحقيق الاجابات الصحيحة ؟ ام نحن بحاجة الى سبتمبر 2020م عسى ان يزور غزة زعيم جديد ويؤكد على مأ أكده الزعيم السابق ، لازال الشعب ينتظر!


بقلم د ناصر اسماعيل اليافاوي