أضواء على الصحافة الاسرائيلية 28 أيلول 2016

نتنياهو يستطلع اراء قادة الائتلاف حول امكانية ضم هرتسوغ

كتبت صحيفة "هآرتس" انه حدث أمر استثنائي خلال اجتماع قادة احزاب الائتلاف الحكومي، امس الثلاثاء، في ديوان رئيس الحكومة. فقد توجه بنيامين نتنياهو الى كل واحد من قادة الأحزاب وسأله عما اذا كان يؤيد او يعارض ضم يتسحاق هرتسوغ، زعيم المعسكر الصهيوني، الى الائتلاف الحكومي.

وذكّر هذا الأمر الحضور بما حدث قبل اربعة اشهر، حين توجه اليهم نتنياهو سائلاً عن رأيهم بضم افيغدور ليبرمان الى الحكومة، وبعد ثلاثة أيام من ذلك، بدأ حزب الليكود بإجراء مفاوضات ائتلافية مع حزب ليبرمان "اسرائيل بيتنا"، انتهت بتعين ليبرمان وزيرا للأمن، واستقالة موشيه يعلون من مناصبه.

وقال المصدر ان الجلسة عقدت بمشاركة رئيس حزب "كلنا"، موشيه كحلون، ورئيس حزب "شاس"، ارييه درعي، ورئيس "اغودات يسرائيل" يعقوب ليتسمان، ورئيس "ديغل هتوراه" موشيه غافني (الاخيران يمثلان كتلة "يهدوت هتوراة"). ولم يعارض أي واحد منهم هذه المسألة.

وجاء طرح هذا الموضوع اثر نقاش بين نتنياهو وكحلون حول التصريحات التي صدرت عن نواب في الليكود ضد نية وزير المالية كحلون فرض ضريبة على كل من يملك منزلا ثالثا. فقد دعم نتنياهو كحلون وقال: " الائتلاف ينبغي ان يقوم على أساس الولاء والزمالة". وعندها قال له ليتسمان: "ما دمت تطلب منا الولاء والزمالة، فهل تطلعنا على ما يحدث بينك وبين هرتسوغ".

وقال ليتسمان ذلك على خلفية شائعات انتشرت امس في الجهاز السياسي، حول اقتراب التوصل الى اتفاق بين الليكود والمعسكر الصهيوني على ضم الاخير الى الحكومة. وقد نفى مكتب هرتسوغ الموضوع، لكن "هآرتس" علمت انه قبل سفر نتنياهو الى نيويورك، جرت اتصالات مع هرتسوغ ورجاله، لكن المحادثات لم تستأنف منذ عودة نتنياهو الى البلاد.

وعلى الرغم من توجه نتنياهو الى شركائه في الائتلاف امس، الا ان التقييم السائد في الحلبة السياسية يرى انه من دون تحقيق اختراق سياسي – عقد مؤتمر اقليمي مثلا، سيكون من الصعب على هرتسوغ احضار على الاقل ثلث نواب حزبه معه الى الحكومة. وادعت اوساط مطلعة على الاتصالات بين الجانبين ان نتنياهو وهرتسوغ معنيان بهذا "الزواج" لكن الظروف لم تنضج بعد.

ويمكن طرح ثلاثة اسباب تفسر مصلحة نتنياهو بتوسيع الائتلاف: الهزة التي يمكن ان تصيب الائتلاف كنتيجة لهدم بؤرة عمونة واخلاء العائلات المقيمة فيها، ورغبته بنقل رسالة الى المجتمع الدولي والدول العربية تؤكد جدية نواياه بشأن دفع العملية السياسية، والاستعداد لإمكانية انتخاب هيلاري كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة، التي يتضح بعد اول مواجهة تلفزيونية بينها وبين ترامب، الليلة قبل الماضية، انها ليست الخيار الثاني.

"الفيفا" قد تصوت على مطالبة اسرائيل باخراج فرق المستوطنات من الدوري

تكتب "هآرتس" انه يسود التخوف الكبير في اسرائيل من قيام اتحاد كرة القدم العالمي (فيفا) خلال جلسته القريبة في 13 تشرين الاول المقبل، باقتراح التصويت خلال المؤتمر العام في ايار 2017 على دعوة اسرائيل الى اخراج فرق كرة القدم التابعة للمستوطنات في الضفة الغربية من اتحاد كرة القدم الاسرائيلي. وفي حال صدور قرار كهذا وعدم استجابة اسرائيل له، يمكن ان يتم اخراجها من الاتحاد الدولي. وقال مسؤولون كبار في القدس ان اسرائيل تحاول صد خطوة كهذه، وتجري اتصالات دبلوماسية هادئة في هذا الموضوع مع سلسلة من الدول.

وقال احد المسؤولين انه يستدل من المعلومات المتوفرة لدى اسرائيل انه يتوقع خلال الاجتماع القريب لفيفا طرح توصية اعدتها لجنة شؤون اسرائيل – فلسطين، التي يترأسها الوزير السابق طوكيو سكسوالا، من جنوب افريقيا. ومن المتوقع ان تعقد اللجنة اجتماعا خلال الأيام القريبة لتلخيص توصياتها. وتتخوف اسرائيل من امكانية تجاهل سكسوالا لمطلب تحقيق اجماع في اللجنة وقيامه باتخاذ قرار مستقل يقضي بعرض توصيات في موضوع فرق كرة القدم التابعة للمستوطنات.

وقال المسؤول الرفيع ان وزارة الرياضة بعثت برسالة الى سكسوالا تدعوه فيها لإجراء لقاءات في اسرائيل قبل عرض توصياته امام اجتماع مجلس فيفا في 13 تشرين الاول. وتأمل اسرائيل ان تتمكن من اقناع سكسوالا بتخفيف حدة توصياته. وفي المقابل تعمل اسرائيل من خلال قنوات اخرى، للتأثير على ممثلي الاتحادات المختلفة لكرة القدم، الاعضاء في فيفا.

ويتولى مجلس الامن القومي الاسرائيلي معالجة الخطوة التي بادر اليها اتحاد كرة القدم الفلسطيني. وتشارك في النقاش وزارة الخارجية، ووزارة الرياضة واتحاد كرة القدم. وفي اعقاب اجتماع موسع عقد الأسبوع الماضي، بعثت وزارة الخارجية بتوجيهات الى سفاراتها في العالم تتضمن جمع معلومات حول الخطوة التي يجري العمل عليها في فيفا والعمل على صدها.

وجاء في البرقية انه "لا توجد لدى اتحاد كرة القدم حاليا، معلومات حول جدول عمل مجلس فيفا، وما اذا تم اعداده من وراء الكواليس. ونفهم من المعلومات المتوفرة لدينا ان رئيس اللجنة سكسوالا يفكر بطرح الموضوع وقد يوصي بطريقة لحل الخلاف. وفي أسوأ الحالات قد يوصي بإقصاء الفرق المتواجدة خلف الخط الاخضر، من الدوري الاسرائيلي. مجلس فيفا يملك صلاحية التوصية بمناقشة الموضوع في مؤتمر فيفا في ايار 2017، بل وتعليق عضوية الفرق او الاتحادات حتى صدور قرار عن المؤتمر".

وكان الفلسطينيون قد حاولوا في مؤتمر فيفا 2015، دفع قرار بتعليق عضوية اسرائيل في الاتحاد العالمي لكرة القدم. وفي اعقاب جهود دبلوماسية مكثفة تم التوصل الى تسوية تم في اطارها تشكيل لجنة سكسوالا لمعالجة عدة مسائل – الغاء القيود التي تفرضها اسرائيل على تحركات فرق كرة القدم الفلسطينية في قطاع غزة والضفة، وفحص مكانة ست فرق اسرائيلية من المستوطنات تلعب في الدوري الاسرائيلي.

وقد عثر رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب على بند في دستور فيفا يمنع الدولة من تشكيل فرق كرة القدم في الاراضي المحتلة التابعة لكيان سياسي اخر، واشراكها في الدوري من دون موافقة الكيان السياسي القائم في الأراضي المحتلة. وتوجد في الدوري الاسرائيلي ست فرق ينطبق عليها هذا البند، وتتبع لمستوطنات معاليه ادوميم واريئيل وكريات اربع وغبعات زئيف وغور الاردن واورانيت. وتلعب هذه الفرق كلها في الدوري الاسرائيلي المنخفض. لكن الفلسطينيين يطالبون بتطبيق هذا البند عليها، واخراج اسرائيل من الفيفا اذا رفضت ذلك.

وبينما تم تحقيق تقدم في مسألة تحركات الرياضيين الفلسطينيين الا انه لم يطرأ أي تقدم في قضية فرق المستوطنات. وقبل ثلاثة اشهر وصل سكسوالا الى اسرائيل لمناقشة الموضوع مع وزيرة الرياضة ميري ريغف، لكنه تأخر عن موعد الاجتماع فألغته ريغف.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع انه في الأسابيع الأخيرة، لاحظت وزارة الخارجية وجهات حكومية اخرى ازدياد الحملة الفلسطينية في هذا الشأن، بهدف الضغط على سكسوالا لدفع معالجة الموضوع خلال مجلس الفيفا بعد اسبوعين، ومن ثم في المؤتمر العام في ايار القادم.

وقال المسؤول انه انضمت الى الحملة الفلسطينية خلال الأشهر الاخيرة عدة تنظيمات من المجتمع المدني وشخصيات سياسية اوروبية. وعلى سبيل المثال قام عشرات اعضاء البرلمان الاوروبي مؤخرا بتحويل رسالة الى رئيس فيفا وطالبوه بإقصاء فرق المستوطنين من الاتحاد الاسرائيلي. وقبل عدة ايام نشرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" تقريرا شديد اللهجة في الموضوع، حدد بأن نشاط فرق المستوطنات في الدوري الاسرائيلي يخرق دستور فيفا ويتعارض مع التزامات فيفا في موضوع حقوق الإنسان.

ويسود التقدير في اسرائيل بان نشاط السياسيين الاوروبيين وتنظيمات المجتمع المدني منسقة مع الرجوب، الذي زار زيوريخ قبل عدة اسابيع واجتمع مع قادة فيفا في هذا الشأن. وقال مسؤول اسرائيلي ان الرجوب اجتمع مع الامينة العامة لفيفا، فاطمة سمورا، التي تعتبر الشخصية الثانية في التنظيم الدولي. وتعاملت اسرائيل مع هذا اللقاء كانذار سياسي ملموس. وحسب المعلومات فقد طلب الرجوب من سمورا "ابراز بطاقة حمراء لإسرائيل" خلال اجتماع مجلس فيفا بعد اسبوعين، بسبب نشاط فرق المستوطنات في الدوري الاسرائيلي.

وقال المسؤول الاسرائيلي ان رد سمورا على الرجوب كان مثيرا للقلق لأنها وافقت معه، وقالت، حسب المعلومات المتوفرة لإسرائيل، انه "في مرحلة معينة سيكون على فيفا اتخاذ قرار قاطع في ضوء استمرار خرق دستور فيفا بحق احد اعضائه".

وامرت وزارة الخارجية سفرائها في الدول الاعضاء في فيفا بالتوجه الى ممثلي هذه الدول في فيفا ومطالبتهم بمعارضة أي خطوة تتعلق بتعليق نشاط فرق المستوطنات، بادعاء انه يجب عدم اقحام السياسة في الرياضة.

وتطلب الوزارة من السفراء التأكيد بأن "فرق المستوطنات لا تقوم على أراضي فلسطينية" كما يدعي الرجوب وانما في المناطق (C) في الضفة الغربية التي تخضع حسب اتفاقيات اوسلو للسيطرة الاسرائيلية الكاملة. وطلب الى السفراء التأكيد بأن الخطوة الفلسطينية في فيفا هي جزء من الاستراتيجية الفلسطينية "لتدويل" الصراع بدلا من المفاوضات المباشرة، ولذلك يجب رفضها.

السفارة في لندن ضد وزارة الشؤون الاستراتيجية في موضوع مكافحة BDS

كتبت "هآرتس" ان السفارة الاسرائيلية لدى بريطانيا، بعثت الاسبوع الماضي، برسالة سرية الى مقر وزارة الخارجية في القدس، تشتكي فيها سلوك وزارة الشؤون الاستراتيجية المسؤولة عن تنسيق النشاط الحكومي ضد حركة المقاطعة BDS. وتدعي السفارة ان مكتب الوزير غلعاد اردان يقوم بتفعيل تنظيمات يهودية بريطانية، من وراء ظهر السفارة، وبشكل يعرض هذه التنظيمات لمخالفة القانون البريطاني وبالتالي التخريب على العلاقات بين اسرائيل وبريطانيا.

وجاء في الرسالة التي وصل مضمونها الى صحيفة "هآرتس" انه خلال زيارة الوزير اردان الى لندن، قبل اسبوعين، جرت عدة لقاءات بين رجال السفارة ومسؤولين كبار من وزارة الشؤون الاستراتيجية، من اجل تنسيق العمل ضد تنظيمات BDS في بريطانيا، التي تقوم بتفعيل المقاطعة والعقوبات وحرف الاستثمارات عن اسرائيل. وحسب الاتفاق بين وزارتي الخارجية والشؤون الاستراتيجية فان الخارجية هي التي تتولى العمل امام التنظيمات في الخارج. وخلال الاجتماع في لندن سعى رجال السفارة الى تحديد هذا الموضوع مع رجال اردان وطالبوهم بعدم "التنكر كسفارة"، ووعد رجال اردان بالعمل وفقا لذلك.

ولكن بعد عدة ايام وقع حادث تم خلاله خرق هذه التفاهمات وتسبب بغضب السفارة ووزارة الخارجية. وحسب التفصيل الذي تضمنته الرسالة فقد توجه مسؤول الاتصال مع الجاليات في وزارة الشؤون الاستراتيجية مباشرة الى مسؤول في الجالية اليهودية البريطانية وطالبه بالعمل لإحباط حملة فلسطينية معادية لإسرائيل. وتم هذا التوجه من دون معرفة السفارة، لكن الشخص الذي تم التوجه اليه فوجئ بالاتصال المباشر به وسارع الى تبليغ السفارة في لندن، وتبليغ قادة الجالية اليهودية الاخرين للإعراب عن تحفظهم من هذه الخطوة، لأن من شأنها توريط الجالية اليهودية.

وكتبت السفارة ان "تفعيل الجالية اليهودية مباشرة من القدس ومن دون التنسيق معنا ولا التشاور من شأنه ان يكون خطيرا. فمثل هذا التفعيل سيواجه بمعارضة التنظيمات اليهودية نفسها على خلفية مكانتها القانونية. بريطانيا هي ليست الولايات المتحدة! على وزارة الشؤون الاستراتيجية الفهم بأن تفعيل التنظيمات بواسطة البريد الالكتروني من القدس ليس صحيا. كما يبدو فان الوزارة لا تفهم القانون المحلي في كل ما يتعلق بعمل التنظيمات الخيرية."

ايزنكوت يقرر تولي الجيش لمسؤولية تثقيف ضباطه

كتبت "هآرتس" ان رئيس الأركان الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت، أمر بإلغاء مناقصة وزارة الامن الخاصة باختيار الجهات التي يسمح لها بادارة ابرز برنامجين لتثقيف ضباط الجيش. ويسعى الجيش الى استعادة المسؤولية عن مهمة التثقيف، بعد خصخصتها منذ عام 2007. وحسب ضابط رفيع في الجيش الاسرائيلي، لم يتم حتى الان تحديد الجهة العسكرية التي ستتولى المسؤولية عن تنظيم الدورات التثقيفية.

وجاء اتخاذ هذا القرار على خلفية ادعاءات اوساط يمينية بأن المعهدين المسؤولين عن تنظيم الدورات حاليا، يحصلان على تمويل من صندوق اسرائيل الجديد، والذي تعتبره هذه الاوساط يساريا. لكن الضابط الرفيع يدعي عدم وجود علاقة بين هذه الادعاءات وبين قرار ايزنكوت، ويدعي ان القرار ينبع عن الرغبة بتحمل المسؤولية عن القضايا التثقيفية.

الرقابة العسكرية شطبت حوالي 2000 تقرير صحفي خلال السنوات الست الاخيرة

ذكرت "هآرتس" انه يستدل من معطيات سلمتها الرقابة العسكرية للحركة من اجل حرية المعلومات وموقع "محادثة محلية"، ان الرقابة العسكرية رفضت خلال السنوات الست الاخيرة، السماح بنشر 1930 تقريرا اخباريا تم تقديمها اليها قبل النشر، ما يعني منع الجمهور من قراءة الاخبار والتقارير التي كتبها صحفيون، لأسباب امنية. وحسب المعطيات فقد شهدت السنة الحالية بالذات، انخفاضا في عدد التقارير التي تم منع نشرها – 156 حتى آب 2016، مقابل ضعفي هذا العدد في الحد المتوسط خلال السنوات الخمس السابقة.

كما تدخلت الرقابة، أي شطبت فقرات او اجزاء من اخبار في حوالي 14 الف خبر بين 2011 وحتى آب الماضي. ويستدل من المعطيات ان الرقابة الغت، بشكل كامل او جزئي، حوالي 20% من المواد التي تم تقديمها اليها. وحسب رد الجيش فان "تدخل الرقابة العسكرية يعتبر صغيرا  مقارنة بالحوار الامني الدائر في وسائل الاعلام المختلفة".

وقامت الرقابة بتحويل المعلومات حسب السنوات، الأمر الذي يبين من المعطيات مدى تدخل الرقابة بالذات خلال السنوات التي وقعت فيها مواجهات عسكرية، كالجرف الصامد في 2014. وفي المقابل يتضح ازدياد توجه الرقابة الى المواقع لشطب مواد تم نشرها بدون عرضها على الرقابة. وحسب الرقابة فقد تم سنويا تقديم 247 طلبا كهذا، في الحد المتوسط. ويبرز الأمر بشكل خاص في عام 2014، خلال فترة الحرب. وخلال السنة الحالية تم توجيه 256 طلبا الى وسائل الاعلام لإزالة منشورات تتعلق بمسائل امنية. وكانت "هآرتس" قد نشرت في بداية السنة بأن الرقابة توجهت ايضا الى اصحاب صفحات ومنتديات على الفيسبوك وطالبتهم بتقديم منشوراتهم اليها لمراقبتها قبل نشرها. وحسب الرقابة فان 40% من المواد المتعلقة بالقضايا الأمنية تنشر اليوم على الشبكات الاجتماعية، مقابل 60% في وسائل الاعلام التقليدية.

ضابط وعريف يخضعان للمحاكمة التأديبية بعد تنكيل جنودهما بفلسطيني

ذكرت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي قرر تقديم قائد وعريف فرقة جنود من لواء الناحل الى المحاكمة التأديبية، بعد تصوير الجنود اثناء تنكيلهم بفلسطيني في الخليل، فيما تقرر فتح تحقيق عسكري ضد جنديين من قطاع نابلس تم تصويرهما خلال قيامهما باحراق مخزن للخشب في المدينة

وتم تصوير مجموعة من جنود الكتيبة 50 في لواء الناحل اثناء قيامهم بضرب معتقل فلسطيني في الخليل. وادعى الجيش في حينه بأن الفلسطيني قاوم الاعتقال، لكنه بعد اجراء التحقيق داخل اللواء تبين بأن الجنود لم يتصرفوا كما يتوقع منهم، ولذلك يتوقع تقديمهم الى المحاكمة التأديبية امام قائد اللواء.

وعلمت "هآرتس" ان بين الجنود المعتدين على الفلسطيني في الخليل هناك ضباط صغار اشرفوا على القوة العسكرية. وقال الناطق العسكري ان الفحص يبين بأن القوة لم تتصرف بشكل مهني وخلافا للمتوقع منها، وسيتم دراسة الحادث واستخلاص العبر منه، وتقديم الضباط الى المحكمة التأديبية.

وفي الحادث الثاني في نابلس تم اقصاء جنديين من لواء ناحل بعد قيامهما باحراق مخزن للخشب في المدينة. وتم تصويرهما بواسطة كاميرات الحراسة اثناء اقترابهما من المخزن وقيام احدهما بإلقاء شعلة كان يحملها باتجاه المخزن، ووقوفهما هناك لعدة دقائق امام الحريق ثم انصرافهما من المكان. وقال الناطق العسكري ان التحقيق الذي اجراه القادة يبين وقوع حادث خطير لا يتفق مع قيم الجيش.

تدهور خطير في حالة بيرس الصحية وتوقع وفاته خلال ساعات

تكتب الصحف كافة انه خيمت اجواء التوتر والحزن في مستشفى تل هشومير، امس، حيث يخضع الرئيس الاسرائيلي السابق، شمعون بيرس للعلاج. ورغم ان ابناء عائلته يأملون حدوث تحسن، ولو كان صغيرا، في حالته الصحية، الا ان حالته تدهورت امس بشكل كبير، وكانت التقارير الطبية متشائمة. وحتى ساعات اغلاق صحف اليوم جرى الحديث عن اقتراب ساعته الأخيرة.

وقال مقربون من بيرس، امس، لصحيفة "يسرائيل هيوم" انه يحارب على حياته حتى اللحظة الأخيرة. وحسب تقارير مختلفة فقد تدهورت حالة التنفس لديه وانخفض مستوى اداء الكلى. وتخوف الاطباء امس من انهيار كلي في جسده، ما يعني تعرضه للخطر الملموس. والى جانب حقيقة وقف أي نشاط لإنقاذ حياته بات من الواضح عدم وجود مكان للتفاؤل.

وقامت العديد من الشخصيات ورجال الدين بزيارة المشفى، امس، للوقوف الى جانب العائلة، ومن بينها الوزير ارييه درعي ورئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، والحاخام الرئيسي لإسرائيل. كما قام عشرات المواطنين بالتجمع في الطابق السفلي للمستشفى والصلاة لإنقاذ حياة بيرس.

وتكتب "يديعوت احرونوت" ان العالم يتعقب بقلق كبير الانباء حول تدهور حالة بيرس، فيما بدأت من وراء الكواليس الاستعدادات لتشييع جثمانه ووصول قطار جوي من القادة الذي طلبوا الوصول لإلقاء النظرة الاخيرة عليه.

وحسب التوقعات سيصل الى البلاد قادة من مختلف انحاء العالم، بينهم الرئيس الأمريكي براك اوباما، الذي يعتبر وصوله الى البلاد بمثابة حملة حراسة معقدة تحتم القيام بترتيبات كثيرة، والتي بدأت عمليا. فقد ابلغ السفير الامريكي لدى اسرائيل دان شبيرو شخصيات اسرائيلية رفيعة بامكانية وصول اوباما.

وقد اثار نبأ استدعاء عائلة بيرس الى المستشفى امس، لإلقاء النظرة الاخيرة عليه، ردود فعل كثيرة في انحاء العالم. وتعقب رئيس الدولة رؤوبين ريفلين الذي يقوم بزيارة رسمية الى اوكرانيا، الانباء الواردة من البلاد، واستعد ديوانه لقطع الزيارة والعودة الى البلاد في حال وفاة بيرس.

المحكمة العليا تنشر اليوم قراراها بشأن ملفات اولمرت

تكتب "يسرائيل هيوم" انه من المقرر ان ينشر قضاة المحكمة العليا، اليوم، قرارهم بشأن ثلاث ملفات لرئيس الحكومة الأسبق ايهود اولمرت: في قضية تالينسكي، وريشون تورز ومركز الاستثمارات. ومن المحتمل بعد الانتهاء من قراءة القرار ان يجد اولمرت نفسه محكوما بالسجن لمدة ثمانية اشهر اخرى في قضية تالينسكي، اضافة الى السنة والنصف التي يقضيها حاليا في قضية هولي لاند.

وكان اولمرت قد التمس الى المحكمة في قضية تالينسكي ومغلفات الأموال، والتي ادين فيها بالخداع وخرق الثقة، وحوكم بالسجن لمدة ثمانية اشهر ودفع غرامة مقدارها 100 الف شيكل.

كما استأنف اولمرت مطالبا باحتساب الثمانية اشهر، اذا تم رفض طلبه في قضية تالينسكي، ضمن فترة السجن التي يقضيها حاليا، أي ان يكون المجموع الكلي لفترة السجن 18 شهرا، وليس 26 شهرا.

كما ستنشر المحكمة قرارها بشأن استئناف الدولة على الحكم المخفف الذي فرض على اولمرت في قضية مركز الاستثمارات، علما ان المحكمة فرضت عليه السجن لمدة سنة ودفع 75 الف شيكل غرامة. كما ستقرر المحكمة بشأن استئناف الدولة ضد تبرئة اولمرت في ملف ريشون تورز.

عميد في الجيش يبرر جريمة الجندي ازاريا

كتبت "يسرائيل هيوم" انه استؤنفت في المحكمة العسكرية في يافا، امس، محاكمة الجندي اليؤور ازاريا، (مطلق النار على الفلسطيني الجريح عبد الفتاح الشريف في الخليل) حيث استمعت الى افادة العميد (احتياط) شموئيل زكاي، الذي قال عن الحادث "ليس هكذا يطلق النار انسان يريد القتل".

وادعى زكاي ان النيران التي اطلقها ازاريا كانت مشروعة وهدفت الى ازالة الخطر، كما رآه الجندي. كما قال انه من خلال مشاهدته للشريط، يعتبر ان قرار اطلاق النار "كان موزونا ومنضبطا". وأضاف: "شاهدت اناس يطلقون النار من اجل القتل بهدف القتل. ولبالغ سروري ليسوا جميعا من جنود الجيش. وفي المقابل شاهدت في حياتي، وقمت بنفسي، بإطلاق النار من اجل ازالة الخطر. الشخص الذي يريد القتل، يطلق النار على مركز الهدف، واكثر من عيار واحد، وتظهر على وجهه الرغبة بإطلاق النار. هكذا يطلق النار الشخص الموزون، يوجه النار من اجل ازالة الخطر".

وحسب زكاي فان حقيقة تعيين الجنود لحراسة المكان والمخرب الممدد على الارض تظهر التخوف من ان يكون المخرب مفخخا، وليس بالنسبة لأزاريا فقط. وقال في ختام افادته: "انا اتحفظ من التهجم الشخصي على المدعي العسكري، فهو ضابط يؤدي مهمته بإخلاص، ولا مكان للتهجم عليه وعلى المحكمة".

العليا تقرر هدم منزل فلسطيني

ذكرت "يسرائيل هيوم" ان المحكمة العليا قررت ، امس، هدم بيت المخرب مجد عليوة، الذي جند الاموال ووسائل القتال التي استخدمت لتنفيذ العملية التي قتل خلالها ايتام ونعمى هانكين. لكن المحكمة رفضت هدم منزل بسام السايح الذي صادق على العملية وجند الاموال لها. وقال القضاة ان المقصود مخربان من الدائرة الثانية، لم ينفذا العملية شخصيا. وقد اعترف عليوة بالقتل وحكم عليه بالسجن المؤبد لفترتين.

وقد عارضت القاضية عنات بارون هدم بيت عليوة الذي تقيم فيه زوجته واولاده الثمانية واعتبرت الهدم مسألة غير متناسبة. الا ان القرار صدر بغالبية صوتي القاضيين يورام دنتسيغر وتسفي زلبرطال.

اصابة قائد دبابة بجراح خطيرة خلال تدريب عسكري

كتبت "يسرائيل هيوم" ان قائد دبابة في سلاح المدرعات، اصيب بجراح بالغة، امس الاول، خلال تدريب في قاعدة شيزافون، وتم نقله الى مستشفى سوروكا في بئر السبع. وقال الجيش انه يجري التحقيق في ظروف الحادث. وحسب التفاصيل الاولية، فقد كان قائد الدبابة يشارك في تدريب ليلي في القاعدة، ودخل الى دبابة "مركباه سيمان 4" لتفكيك الرشاش، لكن المدفع تحرك من مكانه فجأة ولسبب غير واضح، فاصيب القائد في رأسه.

وفور وقوع الحادث قرر قائد ذراع اليابسة الجنرال كوبي براك، وقف التدريبات في دبابات "مركباه سيمان 4" حتى استكمال التحقيق الأولي. وقام بتعيين طاقم خبراء للتحقيق في الحادث.

8.585 مليون نسمة في اسرائيل

تنشر "يديعوت احرونوت" معطيات نشرتها دائرة الاحصاء المركزية امس، بمناسبة حلول راس السنة العبرية الجديدة، والتي تشير الى ان عدد سكان اسرائيل يبلغ اليوم 8.585 مليون نسمة، من بينهم 6.42 مليون يهودي (74.8%)، 1.79 مليون عربي (20.8%)، والبقية ينتمون الى مجموعات اخرى. ويصل الحد المتوسط لعدد افراد الأسرة الى 3.32، بحيث تصل النسبة في الوسط اليهودي الى 3.12، وفي الوسط العربي الى 4.58 نسمة. وحسب المعطيات فقد تزوج حوالي 50.8 الف نسمة خلال عام 2014، وتطلق 14.400 زوج. ويصل الجيل المتوسط للمتزوجين الى 27.6 للرجال، و25 للنساء. ويصل عدد العائلات احادية الوالدين، مع ولد واحد على الاقل حتى جيل 17 عاما، الى 117 الف عائلة.

وحسب المعطيات يصل الحد المتوسط لجيل النساء الى 84.1 سنة، اي اكثر من الرجال بأربع سنوات. وفي عام 2015 بلغت نسبة الاولاد حتى جيل 14 سنة في اسرائيل 28.3%، ونسبة ابناء جيل 65 عاما وما فوق 11.1%. وتزايدت نسبة المواطنين من ابناء 75 عاما وما فوق، ووصلت الى 4.9% في عام 2015، مقابل 3.8% في مطلع التسعينيات.

وحسب المعطيات فان مرض السرطان كان السبب الرئيسي في وفاة 25.9% من الموتى في اسرائيل. وحسب 84% من السكان فان حالتهم الصحية "جيدة" او "جيدة جدا". وتصل نسبة المدخنين، فوق جيل 21 عاما الى 17%. ويعاني حوالي 18% من السكان من السمنة الزائدة.

ويبلغ عدد الطلاب في الجهاز التعليمي حوالي 2.2 مليون طالب. وتصل نسبة استحقاق البجروت الى 74%. اما عدد طلاب الجامعات والكليات فبلغ 266.7 طالبا، من بينهم 41.5% رجال. وقفز عدد الحاصلين على اللقب الاكاديمي في اسرائيل بنسبة 4.8 اضعاف منذ 1990، ووصل الى 73.5 الف اكاديمي.

وفي مجال الرياضة هناك حوالي 99 الف اسرائيلي مسجلين كرياضيين ناشطين. وتصل نسبة البيوت التي تشتري الصحف اليومية الى حوالي 12%. ويزور حوالي 6.7 مليون نسمة المتاحف المختلفة سنويا، بينما باعت دور السينما حوالي 16.1 مليون تذكرة في السنة الماضية. ووصل مدخول المواقع السياحية الى حوالي ملياري شيكل.

ويتبين ان حوالي نصف السياح الإسرائيليين داخل البلاد، زاروا ايلات. لكن النزول في الفنادق انخفض قليلا: 61% مقابل 63% في 2014. وسافر حوالي 5.9 مليون اسرائيلي في العام الماضي الى خارج البلاد.

في اسرائيل هناك حوالي اربعة ملايين نسمة يملكون رخص قيادة للسيارات، و3.1 مليون سيارة. اما عدد المسافرين في القطارات فبلغ حوالي 52.8 مليون نسمة.

في العام الماضي انتج الاسرائيليون حوالي 5.1 مليون طن من النفايات البلدية، تم ارسال خمسها فقط للتكرير. ويقوم حوالي 67% من الاسرائيليين بإرسال الزجاجات للتكرار، و52% يكررون الكرتون، و32% يكررون البطاريات، و11% يكررون الاجهزة الالكترونية والكهربائية.

وحسب المعطيات يشعر حوالي 89% من الاسرائيليين بالرضا او الرضا الشديد ازاء مستوى حياتهم. ويشعر حوالي 84% بالرضا العام عن مناطق سكناهم، بينما يشعر 24% بالضغط الدائم او في احيان متقاربة. وقال 36% انهم يجدون صعوبة في استكمال الشهر من حيث مدخولهم المادي.

مقالات

رؤية الدول المعتدلة

يقتبس تسفي برئيل في "هآرتس" مقولة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال خطابه في الامم المتحدة، قال فيها: "اؤمن بأن هذه الشراكة (مع الدول العربية) يمكن ان تحقق السلام مع الفلسطينيين. الكثيرون قدروا وتوقعوا بأن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيساعد على انهاء الصراع بين اسرائيل والدول العربية. الان يمكن عمل العكس، ولذلك لا يجب البحث عن الحل في القدس ورام الله، وانما في القاهرة وعمان والرياض". ويكتب برئيل بلهجة لاذعة: "واو. أي رؤية هذه، أي خطة عمل. الفك يسقط والنفس يتوقف. ولكن.. هذه هي تماما رؤية العظام الجافة لنتنياهو، كما بشرنا بها من على منبر الاجتماع العام للجمعية العامة – ليس هذا الأخير وانما قبل عامين. الا تذكرون؟ لا يهم، فهذا العرض سيعاد تقديمه بالتأكيد خلال الاجتماع العام القادم (او الذي سيليه). فغلاف السلوفان الفارغ الذي يسحر حتى خصومه السياسيين لن يذهب الى أي مكان.

المشاعر التي تصيب "الشعب" في كل مرة يلتقي خلالها مسؤول اسرائيلي مع مسؤول عربي "من دولة لا تقيم علاقات مع اسرائيل" ليس مفهوما. فهناك الكثير من العرب الذين يمكن الالتقاء بهم، في اسرائيل وفلسطين ومصر والأردن. عرب مستعدون للحديث عن السلام، لإجراء مفاوضات، للتوسط، لاقتراح حلول، ولكن مثل الجبن المستورد، العرب "من خارج البلاد" يثيرون المشاعر بشكل اكبر. لديهم طعم آخر – غريب، "معتدل". كنا سنفعل كل شيء فقط لو ابدى الملك السعودي استعداده لزيارة (متحف) "ياد فشيم" (متحف ذكرى الكارثة – المترجم)، او على الأقل زيارة مصنع لقطارات الماء. على الفور كان سيتحقق السلام. نتنياهو كان سيرسل الجرافات الى عمونة، ويقسم القدس، ويرفع الحصار عن غزة. يجب ان نؤمن فقط، وكل شيء سيحدث.

نتنياهو محق. لقد تغير شيء ما في الشرق الأوسط، وهذه المرة لم يكن هو اول من شخص ذلك. ولكن، وكأنهم يريدون اثارة الغضب فقط، يصر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله، وملك السعودية سلمان، على ان طريق السلام تمر بالذات في المسار الملغوم الممتد بين القدس ورام الله. التعاون العسكري بين اسرائيل والأردن ومصر لا يدل على استعداد هذه الدول للتنازل عن حل القضية الفلسطينية، ولسبب ما، فان الأصوات القادمة من السعودية او من دول اتحاد الامارات لا تشجع اسرائيل على مواصلة البناء في المستوطنات، وقتل الفلسطينيين وهدم البيوت والقرى. لم يتم شق أي طريق يلتف على السلطة الفلسطينية، بين القدس والرياض او عمان.

مضى عامان منذ ذلك الخطاب الفارغ في اجتماع الجمعية العامة، ولم يظهر أي زعيم من هؤلاء القادة أي اهتمام بزيارة القدس، او طلب القاء خطاب في الكنيست او حتى فحص امكانية دعوة نتنياهو الى بلاطه. حتى العلاقات بين اريئيل شارون وحسني مبارك كانت افضل من العلاقات بين نتنياهو والسيسي. وبالمناسبة، لقد كان مبارك اول من شخص بأنه "بعد شارون سيكون من الصعب جدا تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين". ويعرف السيسي، أيضا، السياسة الاسرائيلية جيدا، وامتنع حتى الان عن التهليل والثناء على رئيس الحكومة الإسرائيلية.

الأكذوبة الفظة لا تكمن فقط في مقولة ان هناك دول عربية مستعدة لإقامة علاقات مع اسرائيل، حتى من دون حل القضية الفلسطينية. انما يكمن جوهر حقارتها في تسويق الإيمان بأن اسرائيل ستكون مستعدة للانسحاب من المناطق مقابل سلام كهذا. هل هناك حقا من يصدق (باستثناء المعسكر الصهيوني) ان حكومة نتنياهو ستوافق على رسم الحدود الجديدة للدولة مقابل سلام مع تونس؟ او مع الكويت؟ او حتى مع السعودية؟

ولنفرض انه ستحدث اعجوبة وان قادة تلك الدول سيعلنون على الملأ، استعدادهم لعقد معاهدة سلام ابدية. ما هي فرص اكتفاء نتنياهو باعترافهم بإسرائيل، وعدم مسارعته الى اعادة تسليح لغم الاعتراف بـ"الدولة اليهودية"؟ اذا كان نتنياهو جديا، فليستل المبادرة العربية من سل النفايات الذي القاها فيه، ويعيد النظر فيها مجددا. انها تشمل تماما ما يسعى اليه. لقد حولت المستحيل الى ممكن، لكنها تطالب بالانسحاب الاسرائيلي. هل سيوقع احد على ذلك؟ نتنياهو؟ بينت؟ ليبرمان؟ احد ما؟

النمر المحظوظ

تكتب عميرة هس، في "هآرتس" انه تم في الشهر الأخير تحرير نمور وسلاحف ونعام وقرود وحيوانات اخرى من الاسر المضاعف في قطاع غزة، ونقلها الى حدائق حيوانات في دول أخرى وفي طولكرم. هذه هي الأنباء الوحيدة الجيدة الخارجة من معسكر الاعتقال الاكثر اكتظاظا في العالم، ولم نكتب هذا بدافع السخرية: فالحيوانات ولدت للحرية. واذا تم اسرها لإسعاد الاولاد، فلتحظ على الأقل بمجال ما ولا تموت جوعا بسبب قلة الغذاء ونقص الماء.

لقد امتاز سادة السجانين في مكتب منسق عمليات الحكومة في المناطق والتابع لوزارة الامن، كعادتهم، في تسويق الاخبار الجيدة للصحف، والصور وتنظيم اللقاءات. وجاء في بيان صدر عن المكتب في بداية الأسبوع انه "تم هذه المرة ايضا نقل القرود بسبب ظروف المعيشة المتدنية في القطاع والتي لا تسمح بتقديم العلاج المطلوب لاحتياجاتها الطبيعية". ولخص البيان، باسم موظفين اشرفا على نقل الحيوانات: "القلق على الحيوانات والفهم بأنها ستحظى خارج القطاع بالعلاج الطبي بشكل افضل، وكما تستحق، يجعلنا نعمل من اجل هذا الهدف في كل مرة".

القرود يسمح لها بالخروج، اما البشر فلا، قال الغزيون. انهم لم يفقدوا روح الفكاهة لديهم – كما لم يفقدوا الابداع. لكن غزة تواصل الغرق. خلال النصف سنة الأخيرة شددت اسرائيل حتى اوامر منع الخروج، القاسية أصلا، وهي تعرف ان شعار "حماس يستغل المغادرين" سيرضي الجمهور الاسرائيلي. تقارير جمعيات "اطباء لحقوق الإنسان" و"غيشاه" حول مرضى السرطان الذين لا يسمح لهم بالمغادرة من اجل تلقي العلاج، والتجار الذين يمنع خروجهم، تحظى لدينا باهتمام يقل بكثير عن الاهتمام بمفاخرة مكتب منسق عمليات الحكومة بشأن معاملته الانسانية للحيوانات.

سادة السجانين ابرياء، كما يبدو، من أي احساس ادبي. انهم لا يعرفون استعارات واصداء رواية "1984" لجورج اورويل، الكامنة في بياناتهم. كجهة تنفذ سياسة الحصار الحكومية، يتحمل مكتب منسق عمليات الحكومة المسؤولية والذنب عن خلق "ظروف الحياة المتدنية" وغياب "العلاج الطبي المناسب" لسكان غزة، الذين تحرص اسرائيل منذ 25 سنة على فصلهم عن الحل السياسي للدولة الفلسطينية وبقية ابناء شعبهم والعالم. انها تمنعهم من العمل لتحصيل الرزق (يمنع التصدير من غزة، لا يمكن الانتاج، لا يمكن اضافة اماكن عمل) وتسلبهم حرية الحركة.

غزة تغرق في مياه الصرف الصحي، لأن اسرائيل لا تسمح بإدخال مضخات ومواد البناء والمواد الخام المطلوبة لتوسيع منشآت قائمة وانشاء جديدة. مياه غزة ليست صالحة للشرب، لأن اسرائيل تفرض على غزة نظام الاكتفاء الذاتي (أي ان عليها الاكتفاء بمجمع مياهها الجوفية على امتداد الساحل، والذي يعاني منذ عقود من الضخ الزائد وتغلغل مياه الصرف الصحي)، بدل ضمها الى شبكة المياه القطرية وتزويد الماء لها بدل تلك التي تسرقها من الفلسطينيين في الضفة. ليس من الصعب التكهن بمدى سوء التغذية والطفيليات والأمراض الاخرى التي يولدها الفقر والبطالة والتلويث البيئي.

العلاج الطبي في غزة متدني – للبشر وليس للحيوانات فقط – لأنه لا يسمح للأطباء بالخروج لدورات استكمال، واسرائيل لا تسمح بدخول معدات طبية متطورة او صيانة المعدات القائمة. الحصار الاقتصادي والصراع بين رام الله وغزة يتحملون المسؤولية عن نقص المعدات الطبية والأدوية. ويجب ان نضيف الى جودة البيئة المتدنية، التأثير الخطير والمتراكم لعشرات الاف الأطنان من الذخيرة المتقدمة والحكيمة والغبية التي امطرتها اسرائيل على غزة خلال الـ15 سنة الاخيرة. انه التأثير الخفي، لكن المؤكد والمخيف، للمواد الخطيرة التي امتصتها الارض في غزة. ولم نصل بعد الى الصحة النفسية للبشر الذين يعرفون فقط انهم يعيشون على هامش الحياة، بدون أي أمل بحدوث تغيير في القريب، لأن العالم الذي يفاخر بالتنور يقف على الحياد.

الانظار تتجه الان الى المواجهة القادمة

يكتب البروفيسور ابراهام بن تسفي، في "يسرائيل هيوم" ان الاستنتاج الاولي الذي اسفرت عنه المواجهة الاولى بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، هو ان هذه المواجهة لم تكن الخط النهائي لأي منهما، والذي لا يمكن العودة منه. خلافا لحسم مصير الرئيس جيرالد فورد في 1976، والمرشح الديموقراطي مايكل دوكاكيس في 1988، خلال اول مواجهة تعيسة، فان ما حدث على مسرح جامعة هوبسترا في ولاية نيويورك، ربما منح كلينتون دعما للمدى القصير، لكنه لا يمكن بالتأكيد اعتباره بمثابة نقطة اللاعودة في المعركة الانتخابية كلها.

بعد عدة اسابيع من الانهيار الحثيث في الرأي العام، عادت كلينتون من الجمود واثبتت بأن الشائعات حول موتها السياسي القريب كانت مبكرة جدا. بعد افتتاحية مترددة وجامدة دخلت المرشحة الديموقراطية الى التلم، وسرعان ما دفعت قطب العقارات من نيويورك الى موقف الدفاع في غالبية مراحل المواجهة التي كانت عاصفة وشديدة في غالبيتها. لقد نجحت باظهار ثقة كبيرة بالنفس ودينامية كانت حيوية بالنسبة لها كالهواء للتنفس، في اعقاب مرضها وقلة ظهورها العلني مؤخرا. وفي المقابل بدا منافسها الجمهوري عصبيا وغاضبا امام الهجوم اللاذع الذي نزل عليه. الاحساس البديهي الرائع الذي تمتع به في تشخيص نقاط الضعف لدى المنافس والتركيز عليها بدون رحمة، والذي ساعده كثيرا خلال المنافسة الداخلية، تخلى عنه هذه المرة، على الأقل بشكل مؤقت.

رغم منحه عدة فرص لحرف الاضواء نحو نقاط الضعف الرئيسية لكلينتون، وهي مسألة استقامتها، واحراجها من خلال انتقاد ثاقب لا يعرف الرحمة في قضية بريدها الالكتروني الخاص (الذي كشف ظاهرا عدم الثقة الاساسي وميول الى التلاعب والخداع)، اكتفى ترامب بالتطرق العابر الى هذه المسألة الجوهرية. وهكذا سمح لمنافسته بأخذ زمام المبادرة والضغط عليه المرة تلو الأخرى في مجالات كانت اقل مريحة له، كرفضه النشر عن اموال الضرائب التي استرجعها ومحاولاته التشكيك بمكان ولادة اوباما. بكلمات اخرى، في هذه المواجهة، سيطرت كلينتون على "الرمز التفعيلي" الخاص بمنافسها الجمهوري ودفعته الى الزاوية، لكنها لم تحسم المعركة.

كما ان حقيقة تركيز ترامب المتزايد على الجهود لتوضيح بعض مواقفه الأصلية وتدعيمها (مثلا في مسألة الحرب العراقية وجذورها) لم تمنحه التفوق في المواجهة. بل على العكس، كان ذلك ينطوي على نوع من ادعاء البراءة الزائد، لأنه لم يكن ابدا، شريكا في صياغة السياسة التي تطرق اليها. اضف الى ذلك ان تصريحاته الدرامية جدا التي اسمعها في بداية النقاش، والتي تطرقت في غالبيتها الى دمار صناعة الانتاج الامريكي وتحويل مدن كاملة الى مدن اشباح، تم توجيهها الى الجمهور المستهدف (اصحاب الياقات الزرقاء) المتواجد اصلا في جيبه. وفي المقابل فان الرسائل التي هدفت الى توسيع تأثيره على الجمهور الذي لم يحدد موقفه بعد، خاصة اصحاب الياقات البيضاء، لم يتم ابرازها كما يجب.

مع ذلك، ورغم تفوق كلينتون بالنقاط، الا ان المرشح الجمهوري بقي راسخا على قدميه في حلبة المصارعة بعد انتهاء الجولة. ورغم ان ردوده كانت احيانا مثيرة للغضب وفظة، ورغم مقاطعته مرارا لحديث منافسته، الا ان اقواله لم تتضمن زلات لسان محرجة او تهجم يمس بقطاعات ومجموعات عرقية او دينية. بينما كانت منافسته الديموقراطية هي التي تعاملت معه باستهتار علني، خاصة عندما حرصت على التوجه اليه باسمه الشخصي.

في ملخص الأمر، بالنسبة لترامب، يتطلب الأمر، بعض التحسين طبعا، والذي سيستثمر فيه بلا شك، في كل ما يتعلق بتكتيك ادارة المواجهة. لكن المعركة على احتلال البيت الأبيض تبقى بعيدة عن الحسم. بعد تبخر اصداء المعركة الاولى التي جرت في جامعة هوبسترا، سينتقل مركز الاهتمام الى جامعة سانت لويس، ميزوري، حيث ستجري الجولة الثانية من المواجهة في التاسع من تشرين الاول.

انتصار في عالم الأمس

يكتب نداف أيال، في "يديعوت احرونوت" ان هيلاري كلينتون وصلت الى المواجهة مع ترامب يوم الاثنين ليلا، اكثر استعدادا من منافسها، ووجهت الضربات الى ترامب بشكل تكتيكي متعنت، فوقع في كل شراكها. لقد جرته الى محادثات زائدة ودفاعية حول تعامله مع النساء، ومواجهاته القضائية مع مزودي الخدمات الذين لم يدفع لهم مستحقاتهم المالية، ودعمه للحرب في العراق. وقاطع ترامب هيلاري كلينتون عشرات المرات، بينما لم تقاطعه هي تقريبا. وتمتعت كلينتون بعدد اكبر من العبارات التي سيتم تذكرها، وعلى رأسها عبارة "انا استعددت للرئاسة وهذا امر جيد". اما هو فقد لهث المرة تلو الأخرى. وقال انه "من الحكمة" عدم دفع ضرائب فدرالية – وبعد ساعة نفى قوله هذا. كما نفى قوله بأن ظاهرة الاحتباس الحراري هي مؤامرة صينية – هذا الاقتباس لا يزال منشورا على حسابه في تويتر وبلسانه.

في كل ما شاهدناه كانت المواجهة بمثابة انتصار لكلينتون. وبالمناسبة ليست خسارة لترامب. لأن النصف ساعة الأولى، المصيرية، اثبتت بأن ترامب المنضبط هو ترامب المنتصر والمسبب للضرر الكبير لكلينتون. هجومه عليها في موضوع اماكن عملها ودعمها لاتفاقيات التجارة كان شديد الفعالية، ولكن في نهاية المواجهة بدا ترامب سيء جدا، وتخلى عن "حفل الانتصار" الذي اعد له، وسافر الى البيت. وقال الجمهوريون انه ستكون مواجهات اخرى – باستثناء رود جولياني، المقرب من ترامب، والذي قال انه ينصحه بمقاطعة المواجهات القادمة. وهذا يقول كل شيء.

لكن العالم الذي عرفناه لم يعد قائما. في استطلاع سريع اجرته CNN، يتبين ان كلينتون حققت انتصارا لامعا، وهكذا ايضا في مجموعات التركيز (بما في ذلك استطلاعات الجمهوريين). ولكن في العالم الجديد هذا لا يهم: لقد تجندت منظومة ترامب، وبدأت مواقع الانترنت التي تدعمه بنشر قائمة من الاسئلة الالكترونية التي تتيح لكل واحد التصويت. اسئلة بسيطة جدا يسهل التأثير عليها بواسطة برنامج بسيط. انها ليست استطلاعات علمية، وليس فيها عينة تمثيلية، كما تتطلب الاستطلاعات. لكن هذا لا يهم لأن انصار ترامب هجموا على صفحة كل صحيفة سألت القراء عن رأيهم، وخلال فترة وجيزة اعلن مقر ترامب بأن مرشحه "انتصر في الاستطلاعات". هذه ليست استطلاعات وليست انتصارا، لكن المعركة اصبحت الان معركة روايات.

ولكن ماذا بشأن ما حدث فعلا في المواجهة. ما هو رأي الناس فعلا؟ في العالم الجديد هذا الأمر يهم بشكل اقل. الناس يبلورون افكارهم، ايضا حسب الصورة التي تولدت في اعقاب المواجهة. اذا قالت الصورة بأن كلينتون هي التي فازت، فسينضمون اليها حتى وان لم يشاهدوا المواجهة. واذا كانت الصورة معكوسة، فسيميلون الى ترامب. هذا هو عالم ما بعد بعد الحداثة، الذي لا تجري فيه الاستطلاعات الحقيقية بشكل سريع. ما هي اهمية ما سيقوله الناخب في اليوم التالي، بعد تحليل المعطيات وفحص العينات واسقاط الارتباك؟ المهم هو الكتابة خلال دورة الاخبار القريبة على مواقع الانترنت، خلال الساعة القريبة.

كلينتون فازت، ولكن يمكن جدا في العالم الذي خلق ترامب، في العالم الذي يخلقه ترامب، ان هذا لا يغير تماما. لقد عمل فاحصو الحقائق بجهد من اجل فحص تصريحات المنافسين خلال المواجهة: كلاهما لم يدققا في المعلومات، لكن واحدا فقط حظي بعلامة لامعة في عدم الثقة. هل هناك اهمية لذلك؟ لا. لأنه خلال الحملة كلها، يختار ترامب حقائق لنفسه، يغير رأيه، ولا يعترف بأنه غيره، ويكرر الأمر. "هذا كله مجرد كلمات، ساوند بايت" قال في الأيام الأخيرة.

الموضوع هو ان الحقائق تغير فعلا. لكنها تغير فقط عندما تكون في السلطة. وحتى ذلك الوقت، تصبح اللعبة أسوأ بكثير. ذات مرة قال السيناتور المخضرم دانئيل موينهان: "انت تستحق رأيا خاصا بك، لكنك لا تستحق حقائق خاصة بك". في عالمه كانت هذه حقيقة صافية، لأن السياسيين اهدروا عالمهم على الاكاذيب الفظة جدا، على الاختراعات. في عالم تويتر، ألعاب الواقع السياسي العالمي والدورات الاخبارية على الانترنت التي تقوم على أساس النقرات، تصبح الحقائق شفافة. نعم، لقد فازت كلينتون، لكن هذا لا يغير كثيرا من فرص ترامب بالفوز بالرئاسة.

 

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -