جامعة الدول العربية تفقد مبرر وجودها وتصريحات احمد أبو الغيط بشان سوريا تكريس لسياسة الاملاءات

بقلم: علي ابوحبله

منذ نشأة ألجامعه العربية ولغاية اليوم لم تحقق ألجامعه العربية أيا من أهداف وغايات وتطلعات ألامه العربية في تحقيق الوحدة العربية الاندماجية أو تحقيق التكامل الاقتصادي أو إيجاد عمله عربيه واحده أو فتح الحدود بين الدول العربية على غرار دول الاتحاد الأوروبي أو حتى إنشاء قوه عسكريه موحده لحماية الأمن القومي العربي .
جامعة الدول العربية تؤكد يوميا مبرر وجودها لأنها لم تساهم في حل المشاكل العربية وهي عاجزة عن إيجاد الحلول للصراعات العربية وأصبحت أداه من أدوات تكريس العدوان وتغذية الصراعات وفرض الهيمنة على مقدرات ألامه العربية وتشريع لسياسة العدوان بدلا من إيجاد حلول لمجمل القضايا العربية .
حيث ان العالم اليوم منقسم على نفسه بفعل سياسة التمحور وصراع النفوذ دون الأخذ بضرورة توحيد الجهود وحصر الأولويات في القضايا القومية والوطنية والتي تعد القضية الفلسطينية أولويتها .
الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط لم يغير من سياسة سلفه الدكتور نبيل العربي وان مواقفه وتصريحاته هي انعكاس لسياسة الهيمنة وفرض سياسات املائيه على ألجامعه العربية لا تمت بصله للمصالح القومية العربية أو تحقيق مصالحات عربيه تؤدي لإنهاء الصراعات ألقائمه
تصريحات الأمين العام للجامعة العربية بخصوص سوريا هي انعكاس للخلافات التي تعصف في دول أعضاء ألجامعه العربية من حقيقة الصراع على سوريا وهذه التصريحات سبقتها "تصريحات الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط ، الذي جاء فيه وضمنه “لا يمكن لسورية إعادة عضويتها في الجامعة العربية إلا بتوافق بين الحكومة والمعارضة، لان الوضع السوري بالغ التعقيد وشائك ولهذا لا يمكن أن تشارك في القمة العربية المقبلة في نواكشوط”.
وتعكس تصريحاته اليوم أن ألجامعه العربية التي شرعت لحلف الناتو قصف ليبيا وتدمير ليبيا وشرعت للحرب على اليمن وسبق أن شرعت للصراع في سوريا والتدخل الأجنبي اليوم تشرع للنظام الفيدرالي في سوريا
فقد جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، تأييده لإنشاء نظام فيدرالي في سوريا، إنقاذاً لوحدة البلاد ومؤسساتها وتمثيل كل السوريين فيها،”. حسب مضمون تصريحاته
حيث قال أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط أنه لا بد من الحفاظ على الدولة السورية وإقامة نظام فيدرالي في إطار ديمقراطي، وإعطاء بشار الأسد ضمانات بعدم محاكمته.
وجاءت تصريحات أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط في لقاء تلفزيوني مع اليوم، حيث أشار في بداية حديثه أن القضية السورية شديدة التعقيد نظراً لتدخل الكثير من الأطراف الدولية والإقليمية فضلاً عن التعدد الطائفي للسوريين وتدخل عدد من الدول المجاورة لسوريا في الأزمة.
ولفت أبو الغيط في حديثه إلى ضرورة التفاهم على مبدأ الحفاظ على الدولة السورية وإقامة على سبيل المثال نظام فيدرالي من خلال أقاليم لها حكم نفسها والمركز في دمشق في إطار ديمقراطي، وخروج بشار الأسد من الحكم وإعطائه ضمانات بعدم محاكمته في محكمة الجنايات الدولية.
وبيّن أن الوضع السوري أصبح مأساوياً بتشريد ما بين 13 – 15 مليون سوري، نتيجة التدخل الإيراني في الشأن السوري من منطلق دفع الثورة الإيرانية في الأراضي العربية وكذلك التدخل التركي فيها لمواجهة الشعب الكردي مما أسماه “خوفاً من تأسيسهم لدولة مستقلة”.
تصريحات احمد أبو الغيط تعد خروج عن ميثاق ألجامعه العربية وقد أنشئت من اجل توحيد المصالح العربية وتوحيد جهودها والدفاع عن أعضائها وقد نص على ذلك ميثاق ألجامعه العربية الذي يتألف من عشرين مادة، تتعلق بأغراض الجامعة، وأجهزتها، والعلاقات فيما بين الدول الأعضاء، وغير ذلك مــــــــن الشؤون.
ويتصف الميثاق بالشمولية والتنوع الواسع في تحديد مجالات العمل العربي المشترك، ويفتح الباب أمام الدول الراغبة فيما بينها، في تعاون أوثق، وروابط أقوى مما نص عليه الميثاق، أن تعقد بينها من الاتفاقات ما تشاء لتحقيق هذه الأغراض.
ويجوز تعديل الميثاق بموافقة ثلثي الدول الأعضاء، وذلك لجعل العلاقات فيما بين الدول الأعضاء أوثق وأمتــــن، ولإنشاء محكمة عدل عربية، ولتنظيم العلاقات بين الجامعة والمنظمات الدولية التي تسعـــى لصـــون السلم والأمــــن الدوليين.
ويردف الميثـــاق ويكمله وثيقتـــان رئيسيتان : معاهدة الدفاع العربي المشترك (إبريل 1950) وميثـــاق العمـــل الاقتصادي القومي (نوفمبر 1980).
لكن وللأسف في ظل ما نشهده من تغيرات إقليميه ودوليه في المنطقة والعالم تحولت ألجامعه العربية لتصبح أداة لتنفيذ مخططات تستهدف امن وسلامة أعضاء ألجامعه وأصبح هناك اليوم من التجمعات الاقليميه ما يهدد عقد ألجامعه العربية إذ أن مجلس التعاون الخليجي حاليا والذي يضم ستة أعضاء ويسعى لتوسيع أعضائه يسعى القائمون عليه ليكون بديلا عن ألجامعه العربية ،
ألجامعه العربية الآن تقف في صف فرقة ألامه العربية وتقسيم بلدان الدول العربية وتنفيذ سياسات لا تخدم العمل العربي المشترك ، بحيث بتنا نخشى فعلا على وحدة سوريا الجغرافية ووحدة اليمن الجغرافية ووحدة العراق
الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط يجهل ميثاق ومواد ونظام تأسيس ألجامعه العربية ،
المادة الثامنة من ميثاق ألجامعه التي جاء فيها تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمى إلى تغيير ذلك النظام فيها او تغيير جغرافيتها أو المس بوحدتها .
وللأسف فان الجامعة العربية خرجت من عباءتها العربية وأصبحت أداة لأجل تنفيذ أجندات خارجية ولا تصب في الصالح العربي وهناك من القضايا العربية الملحة وذات الاولويه والتي يقتضي أن يعالجها الأمين العام للجامعة احمد أبو الغيط وهو السياسي المخضرم وشغل منصب وزير خارجية مصر لسنوات وملم بالقضايا الملحة وفي أولويتها :-
أولا:- قضية فلسطين التي تتطلب اجتماع دائم لمجلس ألجامعه ودعم المطالب الفلسطينية الملحة وبعض من دول ألجامعه العربية أصبحت أداة للضغط على الفلسطينيين وتهرول للتطبيع مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية التي من المفروض أن تتصدر أولوية القضايا للامين العام الجديد للجامعة العربية احمد أبو الغيط
ثانيا:- إن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهويد للقدس وتواصل البناء الاستيطاني وتقطيع أواصل الضفة الغربية ومن محاولات مستمرة للمس بالمسجد الأقصى الأمر الذي يتطلب تحرك عربي واهتمام من قبل ألجامعه العربية خاصة وان سلطات الاحتلال تمارس سياسة القتل والقمع والحصار ثالثا:- قضية الأسرى والإضراب عن الطعام بحيث بتنا نجد تجاهل لهذه القضايا من قبل ألجامعه العربية
ثالثا :- إن ما يتعرض له الشعب الليبي من أباده جماعية بهذا القتل الدامي ما يتطلب من مجلس ألجامعه اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين الذي شرعت ألجامعه العربية لهذا الحلف الناتو بالتدخل وقصف ليبيا لتغيير نظام الحكم في هذا البلد العضو في ألجامعه العربية
رابعا :- ما يتعرض له العراق من فتنه طائفيه مذهبيه وبأيدي خارجية يستحق الأمر الاهتمام بحثه في ألجامعه العربية إن هذه ألجامعه العربية التي شرعت الحرب على العراق ووقفت موقف اللامبالي من احتلال العراق من قبل القوات الامريكيه والمتحالفة معها وهذه ألجامعه التي لم تستطع نصرة الشعب الفلسطيني ولم تتمكن من رفع الحصار عن قطاع غزه والضفة الغربية وهذه ألجامعه التي شرعت لحلف الناتو للتدخل في الشأن الليبي هي نفسها اليوم من تسعى لتدمير قوة سوريا وتقسيم سوريا لفدراليه وتقسيم اليمن بين شمال اليمن وجنوب اليمن بفعل الحرب على اليمن
تصريحات احمد أبو الغيط بشأن سوريا تجسد الواقع المرير للحالة العربية ولا أسف على ألجامعه العربية التي أمينها العام من المطبعين مع إسرائيل وهو الذي شغل منصب وزير للخارجية في عهد مبارك وكانت مواقفه وسياسته واضحة لا لبس فيها وهي تتناقض والمصالح القومية العربية ، والدعوة والتأييد للفدرالية السورية تجسد سياسة الهيمنة على قرارات ألجامعه وهي لا تصب في صالح وحدة البلدان العربية ووحدة ألامه العربية حيث المشروع الأمريكي الصهيوني تجسيد لهذا التقسيم ألاثني والديني والعرقي

المحامي علي ابوحبله