ان السياسة الضاغطة للولايات المتحدة الأمريكية مدفوعة بقوة اللوبي الصهيوني ومعها حلفائها الاستراتيجيين وأدواتها التنفيذيين من حلفاء عرب وإقليميين باتجاه تأجيج وتأزيم الأزمة السورية حتى استنزافها واستنزاف القوى المنضوية في الصراع وتحديدا الدولة السورية بجيشها وما تمثله من قوى إقليمية ومحورية في الشرق الأوسط وذات وزن سياسي عسكري لا يمكن تجاهلها في صياغة السياسات الدولية في المنطقة وقوى إقليمية يتمحور حولها محور المقاومة الممتد من لبنان سوريا فلسطين وإيران وما تمثله من شريان حياة لهذا المحور المناهض والمقاوم للمشروع الصهيو امريكي في الشرق الأوسط والمعروف بالشرق الأوسط الجديد , وما تمثله سوريا من تهديد استراتيجي على وجود الكيان الصهيوني وامتداداته ( او قوى إقليمية تعيق تمدد وهيمنة المشروع الصهيوني ) وتفتيتها الى دويلات وكنتونات طائفية وعرقية متناحرة
والنقطة الثانية وهي استنزاف حلفاء سوريا واستدراج روسيا وإيران وكل القوى الرديفة إلى حرب استنزاف طويلة الأمد تحرق الأخضر واليابس كما حصل بأفغانستان والشيشان والحرب العراقية الإيرانية والتكلفة البشرية والاقتصادية العالية لهذه الحرب على اعتبار ان الولايات المتحدة وحلفائها تخوض الحرب بقوات ليست أمريكية وإنما قوات تنوب عنها اقرب الى ( الشركات الأمنية او المرتزقة ) تأتمر بأوامرها وتتلقى الدعم العسكري والمادي واللوجستي وبعض الخبراء والغطاء الجوي
من هنا يأتي التهرب الأمريكي من الاتفاقيات والتعهدات التي قطعتها على نفسها ووقعت عليها مع الجانب الروسي على التهدئة ووقف القتال وإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة وفصل المعارضة ( المعتدلة ) عن جبهة النصرة وداعش لان الولايات المتحدة لا تستطيع فصل جبهة النصرة وداعش عن المعارضة المعتدلة وهي تشكل العمود الفقري للمعارضة والقوى الضاربة وهي من تمسك بالأرض وتتحكم بالتضاريس وهي الابن البكر للولايات المتحدة وتتلقي الدعم العسكري واللوجستي من التحالف وما الغارات الجوية الأمريكية على مواقع الجيش السوري في دير الزور بالتنسيق مع داعش والهجوم البري على مواقعه والذي أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 300 جندي سوري الا دليل على هذا التعاون والتنسيق الاستراتيجي بينهما
ان التحرك التركي في الشمال السوري في إطار ما يسمي درع الفرات والدخول الى الأراضي السورية والهادف الى إقامة منطقة عازلة وكأنها عملية متدحرجة المراحل تمتد وتتسع مع مرور الوقت والسيطرة على الشمال السوري بطول 100كم وعرض 45كم وهي قد تكون منطقة آمنة محظورة الطيران وحزام امني لإبعاد الأكراد من إقامة دولة كردية او كيان ومحاولة بناء وتأسيس جيش سوري معارض محمي تركيا وهذا تطور خطير أخذت تركيا الضوء الأخضر من المجتمع الدولي ، كما أخذت إسرائيل الضوء الأخضر من تدخلها المباشر في الصراع عبر دعم المجموعات المسلحة بالأسلحة ونقل الجرحى للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية وتقديم الدعم العسكري والمادي واللوجستي والتمهيد أمام المسلحين بالقصف المدفعي والطيران واعتقد ان السياسة الإسرائيلية الحذرة الآن لن تستمر طويلا وسوف يكون لهذه الجبهة الأثر والتهديد الأكبر لدمشق في المعارك القادمة سوف تحاول إسرائيل إقامة حزام امني بطول 20 كم وعرض 10كم بذريعة إقامة منطقة أمنة للاجئين وهذا ما يتم بحثه بشكل جدي إسرائيليا وعربيا وتحديدا قطر والسعودية وانه يمكن من القنيطرة قصف دمشق واعتقد ان معركة حلب هي من تحدد خيارات فتح غرفة عمليات القنيطرة ام لا
ان معركة حلب أصبحت معركة كسر العظم والإرادات بالنسبة للقوى المتصارعة على الأرض ومعركة تغيير ميزان القوى والسيطرة ومن يسيطر على الأرض وعلى حلب يستطيع ان يفرض شروطه على طاولة الحوار وعلى شكل وتفاصيل الطاولة وتحاول كل القوى الفاعلة على الأرض قلب الطاولة على الجميع وما تهديدات البيت الأبيض بأنها ستوقف مفاوضاتها والتنسيق مع الروس وانها ستتخذ مواقف أكثر جدية وهي دعم المعارضة بصواريخ غراد متطورة وصواريخ مضادة للطائرات وهذا اعتقد ما حصل على الأرض بالفعل حيث أكد احد قادة جبهة النصرة انهم تلقوا بالفعل صواريخ غراد متطورة
وهذا تطور خطير ونقلة نوعية في مجريات الصراع ورفع من وتيرة الصراع الدولي الذي قد ينتقل الى ساحات دولية جديدة ويدخل دول وقوى الى ساحة الصراع ويفتح المجال امام روسيا لاستجلاب أسلحة أكثر تطورا وتسليح بعض القوى بأسلحة أكثر تطورا مثل الأكراد وحزب الله ويمكن ان تدفع الغطرسة الأمريكية روسيا على إغلاق المجال الجوي السوري أمام التحالف الدولي وتغلق الحدود وتستهدف أي هدف متحرك لا ينسق معها اذا أخذت الأمور منحى التصعيد العسكري مع ان الأمور لا يمكن ان تصل مرحلة الصدام والمواجهة المباشرة بين العملاقين
زياد اللهاليه