لا احد يستطيع التخمين وتوقع نتائج المخاطر التي ستلحق بالفلسطينيين والقضية الفلسطينية جراء المشاركة في جنازة شمعون بيرس.
هذه المشاركة لوفد رسمي فلسطيني على رأسه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس اللجنة المركزية لحركة فتح وهي جميعها عناوين للتمثيل الفلسطيني ، حيث تكمن مخاطر المشاركة من عدمها دون الرجوع لهذه المرجعيات التي لها صفتها التمثيلية للشعب الفلسطيني وخاصة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بصفتهم أعضاء في الجسم التمثيلي للشعب الفلسطيني ، وهنا تكمن أهمية تقييم المشاركة من عدمها فيما لو تمت الاستشارة وتم تقييم المشاركة بايجابياتها وسلبياتها وقبل اتخاذ قرار المشاركة ، عدم الرجوع للمرجعيات الفلسطينية التمثيلية زاد في حدة الانقسامات وتداعيات الاختلاف في وجهات النظر والتقييم في مشاركة وفد السلطة الوطنية الفلسطينية وزاد حدة الانقسام في الشارع الفلسطيني ومما زاد في حدة الانقسام الفلسطيني وتعبير غالبية الفلسطينيين عن رفضهم للمشاركة الفلسطينية هو - رفض رئيس القائمة العربية في الكنيست أيمن عودة، المشاركة في الجنازة. وكان من المفروض أن يلعب هذا الرفض للفلسطينيين في الداخل دورا هاما في تقييم المشاركة من عدمها دعما للفلسطينيين في داخل الكيان الإسرائيلي الذين عبروا عن موقفهم الرافض للمشاركة في جنازة شمعون بيرس لما ارتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين ودوره في الهاجاناه وتهجير الفلسطينيين عن ارض فلسطين قسرا وبالقوة وبارتكاب الجرائم بحقهم ، أضف إلى ذلك دوره في الاستيطان وهو الأب الروحي للحركة الاستيطانية في الأراضي المحتلة وهو من شارك في قرارات ضم القدس وعمل على قتل الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزه ودوره في جريمة قانا وحرب غزه 2008 وسجل حافل في الجرائم ضد الشعب الفلسطيني .
كما أن أعضاء الكنيست والقيادات العربية داخل الخط الأخضر والمقربين من السلطة الوطنية الفلسطينية مثل محمد بركة والدكتور احمد ألطيبي اتخذا موقف عدم المشاركة بالجنازة دون الإعلان عن ذلك تجنبا لإحراج احد .
إعلان الرئيس محمود عباس المفاجئ للمشاركة في جنازة شمعون بيرس كان له وقع المفاجاه على أعضاء المجلس الثوري وأمناء سر الأقاليم المجتمعين في رام الله ، وهي مفاجئه تعيدنا للتاريخ وتذكرنا بمفاجأة أنور السادات بعد حرب 73 حين أعلن عن انه على استعداد لزيارة الكنيست وإلقاء خطاب عن السلام .
لا احد ينكر أن مشاركة الرئيس محمود عباس على رأس وفد السلطة الوطنية الفلسطينية بجنازة شمعون بيرس عكست حالة من الاستياء والغضب الشديد اجتاحت الشارع الفلسطيني والعربي عقب مشاركة رئيس السلطة عباس في جنازة رئيس الكيان السابق، " شيمون بيريز"،
- حكومة نتانياهو لم تدعو الرئيس أبو مازن للجنازة، بل على العكس من ذلك الصحف الاسرائيليه تصدرت عناوينها أن رئيس الحكومة يدرس الموافقة على طلب الرئيس محمود عباس للمشاركة في جنازة شمون بيرس ، وبحسب تقارير ألصحافه الاسرائيليه أن السلطات الاسرائيليه طلبت أسماء المشاركين لدراسة ملفاتهم الامنيه
، وهذا الموقف لحكومة الاحتلال كان مبرر للتحلل من الإعلان عن الرغبة للمشاركة في جنازة شمون بيرس، علما أن الموقف الإسرائيلي استفز القيادة الفلسطينية واستفز عائلة بيريس
ضج الإعلام العربي والإعلام جميعا بانتقاد قرار المشاركة في جنازة شمعون بيرس ،ومشاركة الرئيس محمود عباس في الجنازة كانت ماده دسمه للمعارضين للرئيس محمود عباس
حكومات إسرائيل المتعاقبة تنكرت لبنود اتفاقية أوسلو التي وقعها شمون بيرس وكان ممثلا في بعض الحكومات بعد أوسلو وشن الحرب على لبنان وغزه بعد أوسلو ،
إسرائيل تنكرت لاتفاق أوسلو وقتلت رابين وشارون اغتال الرئيس محمود عباس وها نحن نسعى بسلام تحاربه إسرائيل لأنها ترى في القدس عاصمة لها وترفض قيام دوله فلسطينيه، فهل المشاركة في جنازة شمعون بيرس تعيد لاتفاق أوسلو اهتمام العالم ليتحقق السلام.
كلمة الرئيس الأمريكي اوباما عن السلام وعن سلام الجيران استفزت حكومة إسرائيل، وحوّلت الكاميرات نحو أبو مازن. فقد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الجمعة في كلمة تأبين شمون بيرس إن حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيرس تذكير "بمهمة السلام التي لم تنجز" في الشرق الأوسط.وتذكير بان العمل من اجل السلام لم ينته بعد".
فأي سلام هذا الذي يتحدث عنه الرئيس الأمريكي اوباما وعن أي وعود يتحدث عنها اوباما وهو نفسه قد تخلى عن هذه الوعود حيث وعد في خطابه بجامعة القاهرة في 2009 بوعد قطعه عن تحقيق رؤيا الدولتين بنهاية عهد ولايته الأولى التي انتهت في 2012 وها هو يغادر البيت الأبيض ويغدق على إسرائيل 38 مليار دولار مساعدات عسكريه لإسرائيل عدا عن الدعم الأمريكي لإسرائيل في عدوانيتها ضد الشعب الفلسطيني واعتباره دفاعا عن النفس وتعهد كلا من رامب وكلينتون المرشحان للرئاسة الامريكيه للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
لنكن موضوعيين وعقلانيين فان المشاركة الرسمية الفلسطينية في جنازة شمعون بيرس هي خطأ تاريخي في مفصل القضية الفلسطينية وستترك انعكاساتها على الساحة الداخلية الفلسطينية وفي العالم العربي والإسلامي وان ايجابيات المشاركة في جنازة شمون بيرس لا تذكر أمام المخاطر والضرر الذي سيلحق بالفلسطينيين وبالمخاطر المحدقة والتي تهدد القضية الفلسطينية برمتها ويكفي أن المشاركة في الجنازة تترك انعكاساتها وتفاعلها في الشارع الفلسطيني والعربي وهنا مكمن الخطر في هذه المشاركة.
بقلم/ علي ابوحبله