اعتدنا أن تبقى قضايانا - ومهما عظمت ومهما كانت درجة أهميتها- اعتدنا ان تبقى موسمية، تبداء بحدث أو ذكرى تفرض علينا التحرك، وتنتهي بمجرد دخول ذكرى جديدة أو انتهاء الموسم.
تُنهب الأرض ليقام عليها ألاف المنازل لمستوطنين قدموا من خارج الوطن ليسرقوا التاريخ وليشوهوا الأرض الجميلة بمستوطناتهم التى يسكن فيها الظلم ويعشعش الخراب في زواياها، خراب دمر أحلام أصحاب الأرضى ألأصليين ومع ذلك تغيب عن اذهاننا لايام وشهور وسنين وعندنا نقف ونذكر الموضوع فأننا نجد أرضنا تحولت لمستوطنات كبيرة، فتحول الموسم إلى موسم الحديث عن المستوطنات ويستمر الموسم لبضع أشهر ثم ينتهي الموسم ولكن للأسف لا ينتهي بناء المستوطنات.
الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال جرح متواصل لا ينتهي ولا يتوقف فكل صباح نكون على موعد مع دفعة جديدة من الفلسطينيين الذين يزجون في سجون المحتل، لنضموا إلى بقية الأسرى، من هؤلاء الأسرى من أمضى أكثر من ربع قرن ومنهم من يحمل جسده الأمراض ، وهناك عشرات النساء أسيرات بظروف لا يقبلها بشر.
الاطفال الذين فقدوا طفولتهم خلف قضبان السجون،و أسرى إداريين يدفعون حريتهم داخل جدران زنازين الاحتلال دون أن يملكوا موعداً لحريتهم ومع ذلك يغيب الأسرى عن كل محفل ولقاء مما يضطر الأسرى الذيين لا يملكون إلا أجسادهم وكرامتهم، يضطرهم الحال والتجاهل إلى أخذ زمام المبادرة فيفعلون ثورتهم بأمعائهم الخاوية،وبجوعهم يواجهون السجان، وهنا يقف الشارع الفلسطيني والعربي ليرفع راية الأسرى وتتحرك الجموع البسيطة المتواضعة لنعلن بداء مواسم الأسرى ولكن للأسف ينتهي المواسم وبعد قليل من الزمن .
أما موسم القدس فهو موسم مرتبط بنشاط الإعداد، فكلما اقتحم الجيش أو المستوطنين للأقصى بداء موسم القدس وتثور النفوس قليلا، وتتنافس وسائل والإعلام لنقل أخبار القدس وإبراز مكانتها ودورها وقيمتها، ثم مع الايام ينتهي الموسم وتخبو الأصوات وكأن القدس والأقصى وقد عادوا لا صحابهم وكأن الخطر قد زال وانتهى.
ثم يجيء موسم اللاجئ الفلسطيني، فمع أرتفاع شهداء من مخيم اليرموك في سوريا يتذكر العالم أن هنالك لاجيء فلسطيني قد هجر عن أرضه ووطنه وسكن الخيمة وانتظر لحظة العودة التى طالت، فتتحرك الأقلام ويبرع الكاتب في الحديث والكاتبه عن حق اللاجيء الفلسطيني وعن قانون العودة ودور العالم في إحقاق الحق، وتنتقل كاميرات الفضائيات بين خيم وبيوت اللاجئين والمخيمات حتى إذا ما انتهى الموسم غاب اللاجيء عن الصفحة الأولى من الصحف وبقيت الخيمة.
أقيم جدار الفصل أو العزل وعلت الأصوات ضده وتحرك المواطنين في بعض القرى والمناطق ضد الجدار، وبدأ الحديث عن تحرك عبر المؤسسات الدولية وبالفعل كان هنالك قرارات دولية تندد بالجدار، لكن أعمال الجدار تواصلت وسرقت الأراضي الفلسطينية بحجة طريق للجدار وأنتهت الأصوات الفلسطينية المطالبة بوقف الجدار أو هدمه وصار امرا واقعاً، وأنتهى الموسم.
لا أنكر أن قضايانا كثيرة ولا تنتهي حتى روزنامة الأحداث الفلسطينية تكاد تطال كل يوم من أيام السنة، فهنا ذكرى شهيد وهنا ذكرى مجزرة وهنك ذكرى إحراق أو اقتحام ولكن ذلك لا يمنع أن يجتهد الفلسطيني في ابقاء كل قضاياه حاضرة وموجودة على كل ساحة البحث العرض لا أن تنتهي مع المواسم ولهذا لا بد من :
1- أن تكون فلسطين هي العنوان بكل تفاصيله وبحث تشمل كل ما يتعلق بفلسطين وقضيتنا من القدس والأسرى واللاجئين والأرض لكل ماتعنيه فلسطين، وأن يكون هدف العمل فلسطين.
2- لابد من الإبقاء على قضايانا حية في نفوسنا نحن أولا ، كي نستطيع نقلها بصدق وآمنة للآخرين، و كي نكون أقوى بطرحنا ودفاعنا عن هذه القضايا .
3- لنسخر كل الطاقات والكفاءات من أجل طرح ومتابعة القضايا المتعلقة فينا و نوزع هذه الطاقات على القضايا بحيث تم إحياء كل القضايا من خلال مجموعة نشطة يقظة تبقي قضايانا حية متواصلة مشتعلة مع الأيام.
4- ابقاء قضايانا حية في نفوس أطفالنا من خلال المنهاج الدراسي والتعليم التربية بالإضافة لإعداد برامج تلفزيونية للأطفال تعمل على إحياء قضايانا عند الأطفال
بقلم : ثامر سباعنه - فلسطين