أهمية توظيف العمل السياسي لتحقيق الهدف الاستراتيجي للتحرير والتحرر من الاحتلال الصهيوني

بقلم: علي ابوحبله

لا احد ينكر أهمية توظيف العمل السياسي والدبلوماسي في الحالة الفلسطينية لخلق حاله من التوازن مع الاحتلال الصهيوني الذي يملك القوه ألاستراتجيه ويوظف القوه العسكرية لتحقيق الهدف السياسي

في حالنا نحن الفلسطينيين العكس هو توظيف العمل السياسي والدبلوماسي لدرء الخطر للقوه الغاشمة الاسرائيليه ضد الشعب الفلسطيني ،

فالإستراتيجية: هي تحديد الأهداف وتحديد القوة الضاربة وتحديد الاتجاه الرئيسي لحركة التغيير نحو تحقيق الأفضل الذي يقود للتحرر والتحرير من الاحتلال الصهيوني ، وتختلف الإستراتيجية السياسية باختلاف المراحل التاريخية للتغيير الحاصل في العالم وفق التغيرات الدولية والاقليميه وضرورة توظيف العمل السياسي والدبلوماسي الذي يكتسب أهمية في تغير وتغيير مواقف الدول للأولويات وأهمية هذا التغير

وهنا تكمن أهمية توظيف ألاستراتجيه السياسية في جلب الانتباه للقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال

إن أي عمل سياسي منظم يهدف إلى إجراء تغيير في الواقع الاجتماعي القائم وبناء علاقات جديدة لا بد أن تكون له إستراتيجية واضحة لتحقيق أهدافه بعيدة المدى على أن تغطي هذه الإستراتيجية مرحلة تاريخية كاملة، وان يكون له تكتيك لتحقيق تلك الإستراتيجية على شكل مراحل ضمن خطه وطنيه ، وبعكسه سوف لا يكتب لذلك العمل السياسي النجاح، يبعضهما البعض.

لا تختلف الإستراتيجية السياسية عن الإستراتجية العسكرية من حيث آليات العمل ولكنها تختلف من حيث الأهداف وأدواتها وفي كيفية استغلالها بالاستغلال الأمثل وتوظيفها لتحقيق الأهداف . فالإستراتيجية السياسية تتعلق عادة بمرحلة تاريخية كاملة، ولهذا تختلف الاستراتيجيات باختلاف المرحلة التاريخية لكل ثورة ،

فإستراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية تهدف إلى تحرير الوطن من الاستعمار الأجنبي أو الاحتلال ، وهي تختلف عن إستراتيجية الثورة ألاقتصاديه التي تهدف للإصلاح الداخلي والبناء الداخلي. وكذلك تختلف إستراتيجية كل ثورة اجتماعية باختلاف الظروف الخاصة لكل بلد من البلدان.

أهمية كل إستراتيجية سياسية هو أن تحدد الأهداف العامة لها، مثل القضاء على الاستعمار الأجنبي والاحتلال وإستراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية لها أهداف تهدف لبناء أسس ألدوله المدنية الديموقراطيه ، أو القضاء على الاحتكار والاستغلال... وكذلك من الضروري تحديد القوى الاجتماعية والتي لها المصلحة الكبرى في تحقيق الأهداف التي تتطلبها إستراتيجية الثورة التي تهدف للتحرر من الاحتلال ، وكذلك ترتيب هذه القوى بحسب مدى فعاليتها وثوريتها وكفاءتها وقدرتها على الحركة في إحداث التغيير المطلوب.

مثلا في حالة إستراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية التحررية يمكن تحرك قوى اجتماعية عديدة مادامت تلك القوى تلتقي جميعا في معاداتها للاستعمار الأجنبي والاحتلال ، ولكن في نفس الوقت من الضروري جدا التمييز بين القوى الأساسية والقوى الاحتياطية والقوى الطليعية القائدة للثورة الاجتماعية والقوى المتحالفة والقوى المترددة، فضلا عن تحديد القوى المعادية للثورة بمراتبها المختلفة كذلك، كقوى معادية أساسا وقوى تابعة وأخرى قوى يمكن تحييدها أو شلها عن الحركة في التصدي للثورة.. وستختلف طبيعة هذه القوى الثورية منها والمعادية للثورة باختلاف أهداف الثورة وباختلاف طبيعة المرحلة التاريخية..

وهنا تستوقفنا أهمية التكتيك السياسي والدبلوماسي : وهو أسلوب وأشكال ومناهج النضال لأي تنظيم سياسي لتحقيق مهام معينة في لحظة محددة وفق رؤيا استراتجيه سياسيه قد تخضع لمده معينه أو تتخذ في لحظه انيه محدده وفق أهداف تقوم لخدمة ألاستراتجيه السياسية والنهج السياسي في مواجهة القوه الغاشمة ..

فالتكتيك السياسي لا يختلف عن التكتيك العسكري حاله حال الإستراتيجية، حيث أن التكتيك بحد ذاته جزء من الإستراتيجية ومرحلة من مراحلها وانه ينبع منها ويهدف إلى تحقيق عملياتها الجزئية في خدمة الهدف الاستراتيجي العام.. فإذن التكتيك يتعلق أساسا بأساليب النضال وأشكاله ومناهجه ووسائله المختلفة، ولهذا فان شكل الحركة وطبيعتها وتوقيتها عناصر أساسية في كل تكتيك ولهذا نجد في التكتيك مصطلحات ومفاهيم مثل المبادرة والمباغتة، كما نجد نظريات متعددة للاشتباك وأشكالا متنوعة للهجوم والانسحاب، وأساليب مختلفة لاستعمال الأسلحة. فحرب العصابات مثلا هي شكل تكتيكي من أشكال النضال السياسي لتحقيق أهداف الخطة الإستراتيجية في حرب التحرر الوطني من الاستعمار الأجنبي والاحتلال ، وقد تكون حرب العصابات مرحلة داخل حرب ثورية شاملة للتحرر الوطني، وقد تكون طابعا شاملا لهذه الحرب.

ولعل اخطر مسألتين في التكتيك هي الحلقة الرئيسية في التكتيك والتوقيت للعملية.. ولهذا فالتوقيت السليم عامل حاسم في نجاح أي تكتيك وبالتالي نجاح الإستراتيجية. وعليه فالتكتيك هو جزء من أجزاء الإستراتيجية والذي يحقق مرحلة من مراحلها ويخضع لأهدافها ولا يتناقض مع مسارها العام. هكذا نجد أن العلاقة بين الإستراتيجية والتكتيك في العمل السياسي مهما كانت طبيعة هذا العمل هي علاقة جدلية لا انفصام فيها وان احدهما يكمل الآخر.

بقلم/ علي ابوحبله