من يتحمل المسئولية؟

بقلم: هاني زهير مصبح

رسالتنا إلي العالم نحن في غزة لسنا بحاجة إلي قوافلكم الفارغة من المضمون والمحتوى الحقيقي ،نحن بحاجة إلي حلول جذرية لكثير من المشكلات أهمها مشكلة الكهرباء ومشكلة البطالة ومشكلة فك الحصار وفتح المعابر وأيضا نحن في غزة بحاجة إلي طواقم طبية كبيرة جدا جدا متخصصة بالعلاج النفسي لأنه لا يوجد أحد سليم في غزة بسبب ما يعانيه الناس وخاصة فئة الشباب الذي يشعر بالضياع.
جيل بأكمله يشعر بالضياع نتيجة انقسام بغيض بين الأخوة الأشقاء فيا للأسف نتقاتل فيما بيننا علي شيء سراب علي سلطة وهمية واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي البغيض ، نحن نخدم الاحتلال بقصد أو دون قصد من خلال تعميق الجراح بذلك الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بين شطري الوطن في رام الله وغزة بين فتح وحماس ،متى تقفون عند مسئولياتكم وتلتزمون بواجباتكم ،فهل أصابكم العمى أو مرض اللامبالاة أو ماذا ؟
كثير من المشكلات في قطاع غزة تتفاقم وتزداد تعقيدا يوم بعد يوم وإلي متى ؟ ومن يتحمل مسئولية ذلك ؟ ولا تحاولوا أن تعلقوا كل النتائج علي شماعة المحتل الإسرائيلي فكثيرا من المشكلات تتحملون مسئوليتها أنتم .
أخبرونا أين مكمن الخلل في مشكلة الكهرباء ؟ فهل المشكلة نقص الوقود أو المشكلة نقص في كفاءة المحولات وإن كانت تلك المشكلة اتركوا الشعب يخرج إلي الشارع العام ويخاطب المجتمع الدولي بحل المشكلة .
ومشكلة البطالة لخريجي الجامعات وغيرهم من العمال من يتحمل مسئولية توفير حياة كريمة لهم ، فالشباب في غزة يشعرون بالضياع نتيجة واقع الحياة الذي يعيشونه وأصبح حلمهم الحصول علي وظيفة وأنتم تكافئوهم بدورة بطالة لمدة شهرين او ستة أشهر كل اربع سنوات .
ومشكلة المعابر وبناء ميناء ومطار واعادة الإعمار من يتحمل مسئولية ذلك وإلي متى يستمر ذلك الحال وأين هي نتائج انتصاراتكم الوهمية ولماذا أنتم ملتزمون بالتهدئة والجانب الإسرائيلي غير ملتزم بالاتفاق الموقع برعاية مصرية ودولية وهل سيستمر الالتزام أو عند استهداف قائد كبير منكم حينها سيكون الرد مزلزل ويدفع الشعب الثمن مجددا وتسجلون انتصارا جديدا .
رسالتي لكل العالم الخارجي الذي يرسل القوافل ويضن نفسة أنه يقف عند مسئولياته تجاه شعب فلسطين في غزة من منطلق الواجب الديني والأخلاقي والإنساني وواجب العروبة أقول لكم أن تلك القوافل لا تخدم الشعب في شيء لأنها لم تغير من واقع الحال شيئا فالحصار مازال مستمر والمشكلات ما زالت تتفاقم وتزداد ،ومازلنا نعيش في سجن كبير ونعيش مع الظلام بشكل يومي لأكثر من 12 ساعة يوميا منذ 10 سنوات ،فلا تعطني السمكة بل علمني كيف أصطاد ولو أن قلوبكم علينا في فلسطين فيمكنكم أن تأخذوا المهارات العلمية والأيدي العاملة من البطالة الرهيبة في غزة وتشغيلها في بلدانكم بدل من استقطاب مهارات علمية وايدي عاملة من بلاد أخري مستقرة اقتصاديا وسياسيا والأجدر بكم الوقوف بجانبنا فتشغيل فرد واحد في بلادكم يعني رسم حياة جيدة لأسرة من خمسة أفراد .
بقلم الكاتب الفلسطيني / هاني مصبح