قبل تاريخ 25 ديسمبر "1989" استدعى "نيكولاي شاوشيسكو" رئيس المخابرات وطلب منه تقييمه للوضع الداخلي في رومانيا.
صارحه رئيس المخابرات وقال له: الشعب اقترب من الانفجار ويريد الحرية، لم يعلق "شاوشسيكو" على كلام رئيس مخابراته،واصطحبه معه ليرافقه الى مطار "بوخارست"
حيث كان "شاوشيسكو" في طريقه الى "ايران".
على جانبي الطريق من "بوخارست الى مطارها يوجد اشجار باسقة من شجر "الحور" غير المثمر طبعا،ومن خلال زجاج السيارة المتواضعة ل"شاوشيسكو" كان يرى تلك الاشجار ،التفت "شاوشيسكو" الى رئيس مخابراته وقال له "إن اثمر شجر "الحور" سأمنح الشعب حريته.
تناهى الى اسماع الشعب الروماني كلام "شاوشيسكو" فذهب نخب من "المثقفين ، والفنانين ورجال الفكر" انتبهوا هنا مثقفين، وفنانين، ورجال فكر، الى السوق الحرة واشتروا على نفقتهم الخاصة ثمار " الأجاص" وعلقوها بخيوط قوية على شجر " الحور".
عاد "شاويشسكو" بعد ثلاثة ايام فرأى من خلال زجاج سيارته ثمار "الاجاص" معلقة على شجر "الحور" ففهم الرسالة .
لم تمضِ الا ايام قليلة حتى خرج الشعب بمئات الآلاف واسقط "شاوشيسكو" واعدم بعد محاكمة صورية وسريعة "اسرع اعدام لديكتاتور" في القرن العشرين.
هكذا هي الشعب عندما تنوي العزم وتمتلك الارادة... فأين نحن من ذلك؟
بقلم/ يوسف شرقاوي