أصدرت إحدى المحاكم في قطاع غزة حكمًا بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق مواطنة أدينت بتهمة قتل زوجها عمداً مع سبق الإصرار.
هذا الحكم الصادر عن محكمة قانونية بعد جلسات مطولة، تم خلالها سماع بينات الإثبات، لم يرق لبعض منظمات حقوق الإنسان، فهاجمت حكم الإعدام، وادعت أنه يأتي في الوقت الذي يستعد فيه العالم للاحتفاء بالذكرى السنوية لليوم العالمي المناهض لعقوبة الإعدام، ونسيت تلك المنظمة الحقوقية أن الإعدام والقتل والتصفية والذبح والحرق ينفذ ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية بلا محاكمات، ولا نسمع من منظمات حقوق الإنسان العالمية التي تحتقل باليوم العالمي صوتاً معترضاً، ولم نر منها مظاهرة منددة بالصهاينة قتلة الشعب الفلسطيني، ولم نشاهد منها موقفاً رافضاً لإعدام الفلسطينيين وهم في طريقهم إلى المدرسة
حكم الإعدام في فلسطين يتوافق مع واقع الحياة في فلسطين نفسها قبل أن ينسجم مع مواد القانون الفلسطيني، لأن الهدف من الإعدام ليس قتل النفس ظلماً وعدواناً من خلال الرصاص الطائش، أو من خلال القصف الصاروخي والمدفعي، الهدف من حكم الإعدام الصادر عن المحاكم في قطاع غزة هو محاربة الجريمة التي تمزق النسيج المجتمعي، وتشجع الفاحشة، ومن يجهد في الاطلاع على تفاصيل بعض قضايا القتل، يندهش من دافع الجريمة، ويصيبه الدوار من الممارسة القذرة التي سبقت الجريمة، ومن يطلع على جرائم عملاء إسرائيل ضد الوطن والوطنيين لا يمكنه السكوت، أو الإصغاء لصوت منظمات حقوق الإنسان.
إن المجتمع الفلسطيني الواقع تحت سياط الجلاد لا يرتضي لنفسه حياة المجتمع الفرنسي الذي بارك سيرة الفيلسوف الفرنسي "جون بول سارتر" مع عشيقته "سيمون دي بفوار"؟ لأن المجتمع الذي يفقد أخلاقه يفقد مقومات وجوده، ويفقد وطنه، ومن يفقد وطنه بحاجة إلى استرداد كرامته الوطنية أكثر من حاجته إلى احترام مطالبة المركز الحقوقي من محمود عباس بعدم التصديق على أحكام الإعدام. وإلى ضرورة استخدام صلاحياته الدستورية للقيام بكل ما يلزم لإلغاء عقوبة الإعدام من التشريعات الفلسطينية.
سلامة المجتمع الفلسطيني لا تستوجب إصدار حكم الإعدام فقط، بل تفرض على السلطة التنفيذية أن تسارع إلى تنفيذ حكم الإعدام، حرصاً على الحق العام، وحماية لأملاك المواطنين، وصوناً لعرض المجتمع الذي لن تستر عورته المنظمات الإنسانية التي تجاهلت خصوصية المجتمع الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، فراحت تشيد بالتطور الحضاري والثقافي والسياسي والاجتماعي الذي وصلت إليه العديد من المجتمعات والدول.
بقلم/ د. فايز أبو شمالة