تتمثل في أن نحفظ الوطن ( فلسطين ) وطناً واحداً، ولشعب واحد، متماسكاً وقوياً، ومتحداً في هدفه، ومتيناً في صفه كالبنيان المرصوص، وفي موقفه كالجبل الأشم.
ولذلك كان الحرص طوال التاريخ النضالي لهذا الشعب على القرار الفلسطيني المستقل، ودون ذلك بذلنا الدماء والنفوس، والأموال، ولا زلنا نبذل وسنبقى نبذل، ونقدم التضحيات تلو التضحيات، فلا يغلو شيء على مصلحة الوطن وقراره الوطني المستقل.
مصلحة الوطن العليا أيها القوم تتمثل في تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا الفلسطيني، ولا يمكن أن تتحقق الأهداف إلا بالوسائل الممكنة والمشروعة، وباستخدام الأساليب والطرق المشروعة كذلك للوصول إليها، أما الوسائل والأساليب لتحقيق مصلحة الوطن العليا:
فيجب أن تكون مشروعة ووفق الإمكان، وبما يعود بالنفع على الوطن وليس بالضرر، وأن تكون نابعة من صميم الأمة فكرة وعلماً وعملاً في نطاق المشروعية ووفق الحاجة والضرورة الوطنية الفلسطينية، وليست حالات استثنائية ولا عبثية، ولا هي من الأدوات المدسوسة على شعبنا الفلسطيني وقضيته الحقة والعادلة.
ومن هذه الوسائل الحركات والأحزاب، والجماعات، والتنظيمات والفصائل المتنوعة والمختلفة، وهي التي تصب كلها في تحقيق المصلحة الوطنية العليا.
ومن هذه الوسائل استخدام الأعمال والأساليب المشروعة في السياسة والنضال الوطني ومقارعة المحتل لانتزاع الحق منه بكل ما هو فعال وممكن، ما كان إلى ذلك سبيل .
وعلى كل حال: يجب علينا أن نقدم المصلحة الوطنية العليا لشعبنا، وأن نؤخر الوسيلة الموصلة، وليس العكس، فعلى سبيل المثال وليس الحصر:
تحقيق التلاحم الوطني للمجتمع الفلسطيني والمحافظة عليه مصلحة وطنية عليا للوطن والشعب والأحزاب والحركات والتنظيمات والفصائل وسائل فيها، ولا يجوز أن تتصادم الوسائل مع بعضها، هذه المصلحة، حتى لا نبتعد عن الصف والطريق الوطني إلى التحرير والاستقلال.
وحدة الأرض الفلسطينية والمحافظة عليها مصلحة وطنية عليا، ولذلك فالانقسام مفسدة عظمى وجريمة كبرى يجب الرجوع عنها وفوراً.
وحدة واستقلالية الموقف الفلسطيني تسبق القرار الفلسطيني وتحقق استقلاليته، وهي مصلحة وطنية عليا لشعبنا الفلسطيني، ويجب العمل على تحقيقها، ومن يسعى لتشتيتها فهذا يقف خارج صف الوطن.
أما استخدام الوطن وآلام وعذابات المواطن للوصول لتحقيق مصالح الحزب أو الجماعة أو الفئة أو الحركة فهو الكذب المفضوح ولن ينطلي على الشعب مهما غلفه المستخدمون به من غلاف.
فمن الكذب والاستهانة: من استباح الدم الفلسطيني لصالح الحركة أو الفصيل وليس من أجل الوطن.
ومن استهان بالعرض الفلسطيني لصالح الحركة أو الفصيل وليس من أجل الوطن.
ومن استهان بالتاريخ النضالي الفلسطيني، لصالح الحركة أو الفصيل وليس من أجل الوطن.
ومن استهان بالشخصيات الوطنية، ورجالات الوطن لصالح الحركة أو الفصيل وليس من أجل الوطن، أولئك الرجال وتلك الشخصيات التي سبقت وأعطت وضحت والتي لا تزال تعطي، ومنها من أفضى إلى ربه، وعلى ذلك.
نعلي مصلحة الوطن إذا أعلينا مصلحة المواطن، ونفرط في مصلحة الوطن إذا فرطنا في مصلحة المواطن.
ونعلي مصلحة الوطن إذا قدمناها وأخرنا مصلحة الحركة والحزب والتنظيم والفصيل.
ونعلي مصلحة الوطن إذا حافظنا على رموزه الوطنية، وحفظنا لرجاله حقهم وقدرهم.
ونعلي مصلحة الوطن ما بنينا على البناء الذي تقدم، فأصلحنا ولم نهدم، وصدقنا فلم نكذب، وصبرنا فلم نتضعضع، وثبتنا فلم ننهزم، وحفظنا فلم نضيع، وأدينا الأمانة إلى أهلها، كما أمرنا الله عزوجل.
الشيخ ياسين الأسطل
الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين
الجمعة 07-10-2016م