في التاسع من تشرين أول/أكتوبر عام 1981تمكنت رصاصات الغدر الصهيونية من اغتيال القائد المفكر أبو الكوادر الثورية ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، القائد ماجد أبو شرار " أبو سلام "
لم يحتمل هذا العدو الغاشم كلمات القائد أبو سلام فقرر أن يغتال قلمه الهادر عشقا للوطن والانتصار للحرية ، فأطلق رصاصاته لترتقي روح الماجد أبو شرار تعانق عنان السماء ،
اغتالوك أيها الماجد ظنا منهم أنهم قد أسكتوا صوتك ، وأوقفوا نزيف الكلمات من حبر قلمك الثائر واغتالوا فكرك الوطني،
فخاب ظنهم ، فرحلت عنا كشمس تغيب لتعود في المرة الأخرى أشد سطوعا وفكرا ينير درب الثائرين ، فرحلت جسدا وبقيت كلماتك خالدة وفكرك نهجا ودربا وطريقا للسالكين درب الثورة نحو الانتصار للوطن ، اغتالوك كما اغتالوا كمال عدوان وكمال ناصر وغسان كنفاني وناجي العلي والكثير من المفكرين والمبدعين والأدباء فرسان الكلمة ،
أرادوا باغتيالك أن يغيبوا عنا الفكر الوطني الأصيل وقوة الوعي الثوري ، ويوقفوا هذا الموج الهادر من الوعي الوطني الذي كشف زيفهم وحمل هم القضية الوطنية ورسالة شعبه يوصلها للعالم أجمع ، فأوجعت كلماته هذا المحتل الغاشم ، وأراد أن ينهي فكرا لم يستطيع مواجهته إلا بالغدر والقتل والاغتيال ، رحلت جسدا أيها الثائر الإنسان ولم ترحل عنا قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية ومدرسة فكرية ثورية ،
اغتالوك أيها الماجد ولم يغتالوا ما زرعته من فكر ثوري ووعي وطني فخرج لهم ألف ألف ماجد ، وانبت زرعك الطيب مدرسة فكرية ثورية يستمد منها الأحرار والثوار الإرادة والقوة علي المواجهة ، وبناء الإنسان المقاتل فكريا وثوريا ،
تمر علينا ذكري استشهادك ، ونحن بأمس الحاجة لك ولفكرك النير لتعيد البوصلة إلي مكانها الطبيعي بعد أن انحرفت وتاهت وتشتت الأفكار وضاعت المفاهيم في زحمة السلطة والتسلط والتفرد والديكتاتورية الفاسدة ،
في هذا الوقت تحتاجك فتح الذي عشقتها وعشقتك ، تحتاج لك الفتح أيها الماجد المفكر ، لتعيد لها الفكر الثوري الأصيل الذي غيبوه في دهاليز السلطة والوزارات والامتيازات ،
نم قرير العين أيها الماجد ، فمازالت الوصية عنوانا للمجد التليد ونبراسا لنا ودرب باقون علي عهده ، مازلنا نردد كلماتك ونحفظها عهدا ودربا ونهجا ، ووعيا وطنيا ، صدقت أبا سلام " علينا أن نفرز بوعي معسكر الأعداء من معسكر الأصدقاء " مازالت كلمات حية في نبض القلوب الثائرة وأنت ترسم الطريق لدرب التحرير والانتصار وأنت تقول : " أؤمن أن تحرير فلسطين لا يمكن علي الإطلاق أن يتم ، إلا من خلال العنف المسلح المدعوم بعمل سياسي ذكي ومرن وملتزم "
تأتي ذكري استشهادك لتتلاقي الذكري مع ذكري استشهاد المناضل الأممي الثائر تشي جيفارا ، لتتعانق الفكرة وتعود بنا إلي زمن الانتصار للمستضعفين والفقراء ، إلي زمن الثائر الإنسان والفكرة الطاهرة ، فما بين جيفارا وأبو شرار فكرة ارتوت بالدماء فأنبتت وكبرت وانتصرت للفقراء والبسطاء ، لتعزف سيمفونية الحرية انتصارا لألم وعذابات الشعوب ، وتعمق مفهوم العدالة الاجتماعية وثورة الشعب وفكرة تنتصر للحق ،
أيها الماجد في ذكراك نفتقدك ، ونعاهدك أن تبقي الفكرة والثورة حية في قلوبنا نبضا وعملا وفعلا لن نتخلى عنه مهما واجهنا من عذابات وآلام ، ماجد أبو شرار فكرة وثورة لا ولن تموت ، وإننا باقون علي العهد ،
بقلم/ حازم سلامة