إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** ولا تك بالترداد للرأي مفسدا
فإني رأيت الريث في العزم هجنة***وإنفاذ ذي الرأي العزيمة أرشدا
يمكن تعريف الارادة على انها ظاهرة من ظواهر النفسية والوعي, تكون شرطاً ذاتياً, نشيطاً وفاعلاً, لتحقيق هذا الهدف او ذاك, ولتجاوز العوائق الخارجية او الداخلية (الخوف, الجبن, الشك) على الطريق المؤدية اليه، وتتجلى الرادة, لدى الانسان, في النشاط الواعي.
على سبيل المثال, تصور المثالية الارادة على انها شيئاً فطرياً, ملازماً للإنسان في الأصل, وغير مشروط بمستوى الثقافة, ولا بالتربية, ولا بخصوصيات الوسط الاجتماعي المحيط بالانسان. وذهب بعض الفلاسفة الى ان الارادة عامل, لا يحدد ماهية الانسان فحسب, بل ويشكل العالم كله (شو بنهاور), وقالوا بتعذرها على المعرفة, بكونها من طبيعة لا عقلانية (فرويد وانصاره). وعلى هذه الارضية تظهر التصورات حول "استقلالية" الارادة استقلالية مطلقة, مما يؤدي الى الارادوية الملازمة للعديد من النظريات الاجتماعية الرجعية. اما الفلسفة المادية فترى ان الارادة تتكون في مجرى النشاط العملي لدى الانسان, وانها تقوم على معرفته سواء لاشياء العالم الخارجي او لامكانياته الذاتية, الشخصية. ان الارادة هي العزم على القيام بهذه او تلك من الافعال, ولكن من الخطأ المطابقة بينها وبين الافعال نفسها, فهي خاصية نفسية, ترتبط بباقي ميادين النشاط الواعي لدى الانسان, وتضرب جذورها فيها. وتتكون الارادة في مجرى تطور الشخصية المتكامل – تطور خصاله الفردية وثقافته وقدراته الذهنية ... الخ.
ان للكشف عن الخصال الارادية للانسان كشخصية, ولتكوين قناعاته وتطلعاته, شأناً كبيراً بالنسبة للتطور الاجتماعي.
توقع العقبات، لكن لا تسمح لها بمنعك من التقدم"
(روبرت شولر)
بقلم/ د.حنا عيسى