كتبت مسبقا مقالين انتقدت فيهما الاعتقال السياسي للقيادي المناضل منذر محسن. تم لله الحمد الافراج عنه منذ عده اشهر. الاخ القيادي منذر محسن هو اب ل 4 ابناء، وهو من العشرة البارزين في كتائب شهداء الاقصى المطلوب تصفيتهم من قبل الاحتلال. تعرض محسن لمحاولة اغتيال فاشله من الاحتلال. وفي غضون الحرب على قطاع غزه عام 2008 ، استهدفت طائرات الاحتلال منزل محسن لتجعله اثرا بعد عين كونه مسئول الوحدة الصاروخية في كتائب شهداء الاقصى. ولم يكترث احد لحاله ورفضت الاونروا مساعدته كون منزله استهدف بشكل مباشر من الاحتلال.
الا انه يعاني اليوم معاناه من نوع جديد. حاول ان يوصل معاناته لي في رساله عبر الفيس بوك علني اتمكن من التخفيف من معاناته.
رسالته مفادها انه يتعرض لاقتحامات متكررة من الأجهزة الأمنية في غزه. منذ يومين واثناء وجود مراسل موقع الحياة برس عنده يجرى لقاء صحفي، تفاجأ بقوة كبيرة اقتحموا المنزل دون اذن نيابة. و عندما سألهم عن هويتهم، قالوا له انهم مباحث عامة و لكن هذه المهمة ليست لهم بل لجهة اخرى. سألهم، من هي هذه الجهة ؟؟ فرد عليه ان معه تعليمات بتفتيش المنزل. تم تفتيش المنزل واخذ منه بعض اغراض المنزل. على حد قوله، اخذوا العديد من الاجهزة الالكترونية من كمبيوتر و لاب توب طابعة و فاكس، وايضا اخذوا جوالات ابنائه. كما صادروا على حد قوله معظم الاوراق و المستندات في البيت، حتى شهادات ابنائه، وهويته و هوية زوجته و هوية ابنه. وقال ان هذه المرة الخامسة خلال هذا العام يتعرض لمثل هذا الحادث ولا يعرف كيف يوقف الانتهاكات في حقه.
ذكر ان عائلته تتعرض لظروف نفسية صعبة من الاقتحامات المتكررة. لديه طفلة في الصف الاول الابتدائي يصيبها الرعب وتهرب عندما ترى شرطي او اي نوع من الجيبات، وتأتيه لتحذره ان يهرب فقد اتوا ليسرقوا المنزل ككل مره. ابناءه يشكون على صفحات الفيس بوك من الاقتحامات المتكررة لمنزلهم. وزوجته مريضه جدا واصابها الرعب من الاقتحامات المتكررة وقد قام بتحويلها لطبيب.
وذكر ان باب منزله دائما مفتوحا لمساعدة كافة ابناء الشعب بغض النظر عن انتمائهم الحزبي. وانه ساعد الكثير من الحالات المرضية للتحويل الى اسرائيل حيث تواصل مع الرئاسة الفلسطينية بشأنهم مباشرة . بل حتى الاوراق التي صادروها هي اوراق وتقارير طبية لمرضي سرطان و قلب و مصابين ووصفات طبيه لا دويه للفقراء الذين لا يستطيعوا ان يشتروا ادوية و من ضمنهم وصفة علاج لمريضة لديها ورم في الراس و ثمن علاجها 500 شيكل.
انا لا احب ان اتدخل في عمل الأجهزة الأمنية ، لأنني ادرك وارى جهودهم في حفظ الامن في قطاع غزه. ولا اعرف ما هي خططهم واساليبهم في العمل او حتى هيكليتهم. قد يكون الهدف من اخذ الأجهزة الإلكترونية التحقق من تواصل الشخص مع جهات رسميه في السلطة. واسمحوا لي التعقيب على هذا النهج. اولا ارى ان السلطة في الضفة ليست عدوا بالمطلق لأي جهة، والا لما طلبت من الموظفين العسكريين لدى احداث عام 2007 بالانسحاب حقنا للدماء الفلسطينيه ولرغبتها بعدم تعريض حياة أي مواطن فلسطيني للأذى، ومن ثم هي لن تجرأ ان تطلب من أي مواطن باي اعمال تضر بالأمن في غزه او تعرض حياه أي شخص للخطر. وثانيا نرى ان السلطة الفلسطينيه وكافة قادة حركة فتح يحترمون الاجهزة الأمنية في غزه ويناشدونهم الحماية لدى القيام باي فعالية وبسرعة الكشف عن أي جرائم تحدث في القطاع لا نها حكومة امر واقع نجمت عن الانقسام الذي حدث بعد فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية. وثالثا، أي شخص فلسطيني في قطاع غزه يحتاج التواصل مع كافة مؤسسات السلطة الفلسطينيه للشكوى او لمساعدته في حل مشكله يتعرض اليها، سواء تجديد جواز او طلب مساعده ماليه او مساعدة في اعادة اعمار او تحويل للعلاج للخارج او تصريح للخروج من غزه، واحتار المواطن كيف ممكن ان يؤول تواصله لطلب المساعدة او الشكوى او لعلاقته السياسيه مع حزبه على انه تخابر مع السلطة متى شاءت الأجهزة في غزه ؟؟ ورابعا الشعب الفلسطيني متلاحم ولا يفرقه تنظيم بدليل ان كل بيت يوجد به اشخاص بانتماءات متعددة، بل تأتي قريباتي وتذكرن لي من هم في افراد عائلتها يعملون بالقسام ومن هم من فتح بدون خوف بسبب ثقتهم بنا، فمن المحال ان يحاول أي فلسطيني ايذاء اخر وهو من لحمه ودمه، كما اننا لا نسال بعضنا عن انتمائنا الحزبي لدى تعاملنا مع بعض. وخامسا هناك اساليب حتما معروفه للتحقيق، بان يتم استدعاء الشخص نتيجة شكوى رسميه ويتم تحويله للنيابة والقضاء اذا وجد ما يدينه فعليا، ولم يرد في كافة قوانين العالم ما يبيح اقتحام المنزل بسبب مخاوف امنيه وبدون ان يرتكب الشخص أي جريمه.
لذا اناشد كافة المسئولين في حركة حماس الضغط لوقف أي اقتحامات على منزل القائد الفتحاوي منذر محسن التي تتسبب في ترويع اطفاله و زوجته. كما اناشد المسئولين اعادة اجهزته ووثائقه له. وان يتم التعامل مع الشعب الفلسطيني كجسد واحد سواء في غزه او الضفة بدون أي عنصريه حزبيه، فلا ينتابنا الريب بأشخاص لمجرد انتماءهم السياسي او خلافنا بالراي معهم. البيوت حرمات و لها احترامها . قال الله تعالى " لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا". كما قال الله تعالى:" يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون "
هذا مع العلم انني مجرد رسول امين، وانقل رسالته كما وردتني. وانا لست بصحفية او اعلاميه، وليس لدي تواصل مع أي جهة، لكن مجرد كاتبه احاول ان انقل معاناة الناس .
سهيله عمر
[email protected]