الانقسام بقوة وضع اليد

بقلم: عباس الجمعة

ثمة ما هو اهم من العواطف وابجديات الاستنكار والشجب  وما يدون عن ماسي الانقسام وخطورته وضواغطه  وشخوصه  وظواهره  ولكن الخروج من العواطف مهم الى حيز الافق السياسي وما يتم ترتيبه للفلسطينيين بشكل عام .

الانقسام امر واقع في ايدي برمجيات وبرامج يعمل بها كلا الطرفين في رام الله وغزة  ولكن كي نكون منصفين وبشكل مجرد ، واذا كنا نريد ان نحاسب او نقيم او نحلل يجب الخضوح للمعادلة الاتية """"" المقدمات الخاطئة تعطي نتائج خاطئة " والمقدمات  التي يجب ان تعالج اولا لكي نصل الى تحليل النتائج واصلاحها او تغييرها ، وبلا شك ان الوضع الدولي والاقليمي  وعدم استقلالية الرؤيا الفلسطينية وتوحدها قد فتحت الباب على مصراعية للغة الانقسام والانفصام  لما تبقى من ارض الوطن في الضفة وغزة .

لابد ان نضع بعض الحقائق المتستر عليها بان فتح وقعت في حالة اختطاف من قبل مجموعة استولت على قرارها وهي مجموعة جغرافية عملت في وسط فتح ومؤسساتها وكانت تحلم بالمنطق الجغرافي ان تستولي على القرار في فتح والسلطة ومنظمة التحرير وهي التي عملت  على اختراق في الحالة الوطنية التي تمثلها فتح وانتشارها وقوتها ، هذه المجموعة التي ترفض وتعاند وتتهم  قيادات وكوادر في فتح وبمغلف اخر غير مغلف الجهوية والجغرافيا  ولانها غير قادرة على الكشف عن وجهها السيء امام الشرفاء في الضفة الغربية والحالة الوطنية في الضفة بل تسوق الاتهامات واجراءات الفصل والعقاب لكل من ينتقد سلوكهم الجهوي  والعشائري  الذي يخترق اضلاع فتح في الضفة .

غزة التي اصبحت فريسة لقرارات هؤلاء وتمشيا مع منطق انعزالي انفصالي قاده الرئيس منذ عام 2007م وليظلم كل شعب غزة وتظلم فتح وكوادرها وما كانت لغة الشرعية امام الدمى الا استحمار هؤلاء للدفاع عن من يكرسوا تقسيم الوطن بمشاريع سياسية يعملون عليها باتقان ، هذه المناخات التي مهدت لاحلام حماس ومناطق فراغ مقصودة لان تبني وتؤسس مؤسسات سيادية في غزة صعب تجاوزها الان ، في حين ان كل من هم في رام الله وغزة يكرسون مؤسسات انعزالية انفصالية وانفصامية  من تجنيد عدد اكبر لقوات الامن بشكل اساسي ولقدرات عسكرية تحمي نفوذ كل منهما ومن هنا يتماشى ذلك مع مشاريع الاحتلال في يهودا والسامرى كما يدعي وما يحلم  فيه لغزة .

حكومة التوافق لرامي الحمد الله التي لم توظف وظيفة واحدة لابناء غزة على مدار وجودها وازمات يتعرض لها قطاع غزة من حصار وكهرباء وعلاج وغاز  وبنية تحتية مدمرة وحماس التي تحكم على ارض الواقع والتي تجد نفسها في عزة متزايدة عن الشعب ونفور ..... في هذا وذاك ..... الشعب يبحث عن خروج من هذه المرحلة وفك ازماته ..... في حين ان عباس والمركزية ترفض كل العروض لانهاء ازمة فتح الداخلية ويرفض التعامل الايجابي مع المبادرة العربية  لاعادة قوة الحركة الوطنية الفلسطينية .

بالتاكيد ان حماس قد تتجاوب مع الضروريات الملحة للشعب الفلسطيني في غزة لتكرس منظومتها السلطوية من جديد من خلال اعادة عمل الحكومة الحادية عشر برئاسة هنية ، وهذا ما يعني ان مشوار الانفصال قد قطع شوطا كبيرا  ليترجم بمعطيات سياسية ومشاريع  قد تلعب قطر وتركيا دورا مهما فيها ، ومن هنا اتت المبادرة للرباعية العربية وبالمنظور الوطني لتعزيز وتقوية البنية الوطنية  من خلال وحدة فتح والحركة الوطنية الفلسطينية والتي ترعاها مصر وما تم رفضها من عباس تحت شعار القرار الفلسطيني المستقل  متناسيا ان النظام السياسي الفلسطيني في اوائل الستينات وانشاء منظمة التحرير الفلسطينية اتي بقرار عربي وليس فلسطيني وبمبادرة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .

بالتاكيد نحن مع حل كل ازمات قطاع غزة ولكننا لسنا مع سلوك السيد عباس الانفصالي الانقسامي ولسنا مع سلوك ردات الفعل لحماس بل مشاكل قطاع غزة تحل ضمن تحرك في اطار وطني شامل وليس قرار منفرد ولان المرحلة تستوجب الان التحرك السريع من قبل القوى الوطنية متجاوزين رؤية عباس  والعمل على بلورة تكتل وطني اسلامي للخروج من هذه المرحلة القذرة وتداعياتها على الوطن والثقافة الوطنية .... فلا يمكن ان تستمر ظاهرة حكم الشعب بقوة وضع اليد.

بقلم/ سميح خلف