بما انني عشت في عدة دول، سأعطيكم ملخص خبرتي بما ان الناس تتوق للهجرة:
- في غزه يعتاش اهلها بالمكر والكيد والواسطة والمصالح والعلاقات. تفكيرهم متخلف بحكم الانغلاق عن المجتمعات الاخرى. هذا ناهيك عن الفوضى فلا يعرفون لدينا شيء اسمه طابور. لا يحترمون الكفاءات بل يحاربونها ويدمرونها. لو ان الشخص غني يعج بيته بالزوار وعندما يفتقر تجدهم ينفضون عنه حتى اقرب الناس اليه. بدليل الصراع على المناصب والكراسي والوظائف اليوم هو ما اوصلنا للانقسام. ومن هنا اشعر دائما انني لا استطيع ان اتكيف مع عقليه الناس هنا. تجد دائما تقييم الناس بالشكل وليس بالمضمون. اذا احب الشخص الاخر شكلك ولبسك يحترمك ويسهل مصلحتك، واذا لم يحب شكلك يزحلقك. وللأسف تخلفهم يقضي على الكفاءات لدينا. على سبيل المثال، عندما كنت اتقدم لسلطه الطاقة وشركات الكهرباء كانوا يتهزأون بي ويزحلقوني وانا معي دكتوراه طاقه باستخفاف شديد فيقال لي ابحثي لك عن جامعه لان المكان اقل من مستواك. وعندما تبحث عن فرص تدريس بجامعاتنا الغريبه، تجد كل جامعة توزع المواد بالواسطة لا بناء الحزب الذي تنتمي له الجامعة. اما الشركات الخاصة الربحية كجوال والاتصالات وشركة التوليد والبنوك كافة تعييناتهم من تحت الطاولة. وكل هذا لان المسئولين لدينا مؤهلاتهم جدا متواضعة فيركزون قدراتهم في الكيد واللف والدوران. بل الواسطه وصلت حتى للزواج، فهناك الكثير من الفتيات الجميلات الموظفات غير متزوجات لان لا احد يدل عليهن. سن العنوسه لاهل غزه هو 30 سنه، فمن زادت عن هذا السن لا يعتبرونها انثى. هذا ناهيك عن ضعف الرواتب بعد الانقسام فالمبرمج يعمل ب 1000 شيكل في حين بالخليج يعمل ب 10000 شيكل شهريا. وحتى معبر رفح مغلق مما قضى على فرص ومصالح الشباب للعمل بالخارج.
- اهل الضفة يحترموا الكفاءات بالنسبة لغزه. لكنهم لا يحبون اهل غزه ويحاربونهم بعنصريه بطرق غير معلنة. كأن لا يجددوا عقودهم للعمل او يعرقلوا معاملاتهم. الحياه جدا غاليه في الضفة، تجد سندويش الفلافل الذي قيمته شيكل لدينا يبلغ هناك بثلاثة شيكل، أي نستطيع ان نقدر تكلفة الحياة 3 اضعاف تكلفتها بغزه. الحواجز عائق اخر يقرف حياتهم. لهذا الطالبات تعشن في سكن الطالبات بعيدا عن رقابة الاهل وتجد للكثير منهن علاقات. اما الموظفون يضطروا ان ينقلوا اماكن سكنهم للمدينة التي يعملوا بها. اما الغزاوي اذا لم يغير مكان سكنه في الهوية للضفه فلا يستطيع التنقل بين المدن لان اسرائيل ممكن تعتقله في الحواجز او ترحله لغزه بما انه مخالف كما لا يستطيع السفر من الاردن فيبقى حبيسا في الضفه.
-مصر دوله اجتماعيه وتشعر انه الحياه جميله فيها. الناس بشوشه واجتماعيه مع انها فقيره ولا تجد ما تأكل. الناس هناك تحترمك بغض النظر ان اعجبهم شكلك ام لا. كما لايوجد سن لعنوسة الفتاه لديهم. لكن الحياه فيها كلها بقشيش، ويطالبون بالبقشيش بشكل علني كانه قانوني وشرعي. طبعا لا يوجد فرص عمل حقيقيه في مصر لا بناء غزه.
- الاردن الحياه غاليه بها وفرص العمل تكاد تكون معدومة للفلسطينيين والعلاج الخاص غالي. الفتاه دائما تلاحقها المعاكسات في الاردن. الاردن لديها ملف استخباراتي عن كل شخص فلسطيني دخل ارضها، حيث تطالبه ان يتوجه للمخابرات اذا دخل ارضها ليدلي بتاريخ حياته لهم. والفلسطينيون المثقفون من غزه يعمل معظمهم في محلات تجاريه. الجميل فيها انك تجد جولات سياحيه للدول المجاورة كسوريا وتركيا ومصر ولبنان والعراق والكويت والسعودية والبحرين وقطر والامارات بأرخص الاثمان كما ان سعر الاتصال بالموبايل رخيص.
- دول الخليج دول عنصريه. كافة الخدمات من صحه وتعليم وتوظيف هي لا بناء البلد. الشيعة يقفون كالحراس للحكومة خاصة في البحرين يمنعونهم من توظيف او تجديد عقود العرب والاجانب ليجبروا الحكومة على توظيف ابناءهم. لذا الفلسطيني الذي يعيش في الخليج تكون حياته على كف عفريت، يخاف دائما ان يستغنوا عنه او لا يجددوا عقده فيجد نفسه مشردا، ويطالب بمغادره البلد عند انتهاء اقامته بدون رحمه. المواصلات بها تعتمد على التاكسي الذي تكلفته جدا غاليه حيث المواصلات عامه جدا نادره لذلك يتوجب ان يكون لديك سيارة واسعارها رخيصه في الخليج. وتقدر رواتبهم هناك 10 اضعاف الرواتب في غزه.
.
-الدول الأوربية دول عنصريه للعرب ويعتبرونا ارهابيين فيخافون منا. لذا الخريج العربي لا يوظف في أي مؤسسه حكومية او خاصه حتى لو معه دكتوراه. فيضطر العرب الزواج من اجنبيات لتجديد الإقامة ويعملوا في محلات تجاريه . ومنهم اذا ضاقت الحياه معه يبحث عن مخيمات اللاجئين ويطلب لجوء وليس معروفا ما مستقبله بعد ذلك. لذا لا تجد بها العرب الا كلاجئين او طلاب او عمال في محال تجاريه، ومن النادر ان يعملوا موظفين في مؤسسات عامه او خاصه.
- في الدول الأفريقية الطب الخاص جدا غالي فيها ويبتزوا المرضى في صحتهم. في جنوب افريقيا اقل فحص بألاف الدولارات وكشفيه الطبيب 1000 شيكل على الاقل ياخذها كاش بدون ان يستفيد المريض بسبب التامين الصحي الخاص الذي يتيح للطبيب والمستشفى نهب ما يشاءون من حساب المريض. يعتبرون ان المتخصصين كنز كبير، ليس كما عندنا نهمشهم ونحاربهم. ولذلك اقل استشاره ثمنها غالي. يوجد عنصريه ومافيات لا يعد لها او تحصى ولا يجرا مواطن على مغادرة البيت بعد المغرب او ترك سيارته بدون حراسه، وبيوتهم محصنه لاعلى مستوى. هناك عنصريه بين البيض والسود، فتجد السود يكرهون أي شخص ابيض ويعتبروه عدوا لهم فقط لانه ابيض لذلك من الصعب ان يعيش شخص ابيض هناك مده طويله. الذي يعمل هناك يعيش على كف عفريت ويخاف تستغنى عنه جهة العمل او لا تجدد عقده لان عقده مؤقت كأجنبي. ولا يوجد لجوء لديهم.
وان سألتم عن ايجابيات هذه المجتمعات، فإيجابيات هذه المجتمعات اقل بكثير من سلبياتها وهي لا ترى الا اذا كان وضعك مستقر بها و تنتهي بانتهاء عقد عملك فيها ومن ثم يبدا سيناريو القلق على مستقبلك.
اذن هل يوجد مكان ممكن يعيش فيه الغزاوي بأمان واستقرار حتى يبحث عن الهجرة اليه؟؟
سهيله عمر
[email protected]