المؤتمر المنوي عقده في القاهرة لمناقشة القضية الفلسطينية، و يناقش ملف القضية الفلسطينية بكل أبعادها، وإعادة هيكلة الحركة الوطنية الفلسطينية بشكل صحيح يعد تدخلا في الشأن الداخلي الفلسطيني ،
فقد دعا المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط لعقد مؤتمر حول القضية الفلسطينية ووجهت دعوات لقيادات فتحاويه محسوبة على القيادي المفصول من حركة فتح السيد محمد دحلان ووجهت دعوات كذلك لقيادات فلسطينيه من مختلف الانتماءات الفلسطينية والمجتمع المدني ،
وقد وجهت دعوات إلى مسئولين رسميين مصريين إضافة للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، لمشاركتهم في المناقشات التي سيشهدها هذا المؤتمر .
وقد سبق للقاهرة أن أعلنت رفضها عن عقد المؤتمر الذي كان مقررا أن يعقده محمد دحلان لمؤيديه في القاهرة في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي وأعلنت مصادر في حينه نقلا عن مسئولين في القاهرة أن مصر لن تكون طرفا في الصراع الداخلي الفلسطيني ولن تعطي أية شرعيه لدحلان أو غيره وهي مع وحدة حركة فتح وقراراتها ولن تتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية أو الشؤون التي تتعلق بحركة فتح
وقد وصلت رسالة من القيادة المصرية بهذا المضمون للجهات الرسمية الفلسطينية الذي أعلنت فيه القاهرة عن دعم القيادة المصرية للرئيس محمود عباس
وقد سبق أن أعلن السيد محمد دحلان الثلاثاء الماضي تأجيل اللقاء الذي كان مقررا أن يعقده لأنصاره في العاصمة المصرية القاهرة لحين انتهاء اجتماعات الهيئات القيادية لحركة فتح في رام الله ،وقال دحلان في بيان صحفي في حينه مخاطبا أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لفتح "كما تعلمون نحن بصدد عقد لقاء تشاوري في القاهرة لبحث أوضاع الحركة، وقد تداعى إليه المئات من قادة وكوادر الحركة".وأضاف "لكن ونزولا عند حرص ورغبة عدد كبير من الأخوة ومن بينهم أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري والمجلس التشريعي وكوادر فتح (..) ولأن لقاء القاهرة ليس هدفا بحد ذاته فقد أتفقنا جميعا على تعديل موعد لقاءنا المرتقب بهدفين".
• وأوضح دحلان أن الهدف الأول هو إعطاء الفرصة الكاملة لاجتماعات اللجنة المركزية والمجلس الثوري المقررة هذا الأسبوع في رام الله، آملا أن تكون مثمرة وموحدة للحركة فجميع أوجه وقضايا الساعة سياسيا ووطنيا وتنظيميا.
وذكر أن الهدف الثاني ل"تفويت الفرصة على دعاة الفتنة الكارهين لوحدة فتح وأصحاب الأجندات الخاصة الذين يعملون لمزيد من التشرذم بهدف تمزيق فتح وإخضاعها لهيمنة فردية مطلقة، وكي لا نمكنهم من استخدام لقاء القاهرة ذريعة للهجوم على عقلاء الحركة وتمرير مخططاتهم".
وأضاف "أن قرارنا التوافقي هذا تم بالتشاور المكثف والتوافق بين أبناء فتح الغيورين على وحدتها وتماسكها، كما اتفقنا على إبقاء التشاور مفتوحا على أن نحدد خطوتنا القادمة في ضوء نتائج اجتماعاتكم، والتي نأمل ومعنا كل الغيورين أن تفضي إلى نتائج توحد الحركة وتجمع شملها وطاقاتها وتضعها على الطريق السليم".
و دافع السيد محمد دحلان عن خطة الرباعية العربية لتحقيق وحدة فتح وذكر أنها تنص على أن تتم تحت قيادة الرئيس محمود عباس، أكد دحلان أنه لا يجد برنامجا بديلا غير الاحتكام إلى قواعد الحركة من أجل فتح والاحتكام إلى الشعب من أجل فلسطين وأنه لا بد من انتخابات وطنية شفافة وتحت رقابة وطنية بمعونة عربية ودولية.
وسبق أن تحدثت تقارير إعلاميه عن تخلي اللجنة الرباعية عن مبادرتها بشان عودة دحلان وعقد مصالحه مع الرئيس محمود عباس واعتبرت فصل دحلان من حركة فتح شان داخلي فلسطيني يهم الفلسطينيين ، حيث أوضحت قيادات فلسطينيه فتحاويه عن رفض التدخل الخارجي بالشأن الداخلي الفلسطيني
وبعد أن فشلت الجهود الخارجية للتأثير على القرار الفتحاوي لإعادة السيد محمد دحلان إلى فتح ، شارك المئات من كوادر وعناصر حركة فتح المناصرين لمحمد دحلان عصر الخميس 6/10/2016 بتظاهرة في ميدان "الجندي المجهول" وسط مدينة غزة رفضًا لما قالوا إنه "الإقصاء لقيادة الحركة بغزة"، واحرقوا صورا للرئيس محمود عباس ورفعوا أعلام فلسطين وإعلام فتح وشعارات تطالب بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
واستنكرت حركة فتح إقدام من أسمتهم "مجموعة من المأجورين الذين أقدموا على حرق صور الرئيس أبو مازن" وسط مدينة غزة، في "مشهدٍ مسخٍ أظهروا فيه للفلسطينيين جميعاً، كل ما بداخلهم من انحطاط لا مكان له إلا في نفوس الرخصاء و اللقطاء."
وقال منير الجاغوب، رئيس اللجنة الإعلامية في مفوضية التعبئة و التنظيم لحركة فتح، أن "مثل هذا الفعل الرخيص ليس غريباً على قلة من السفهاء الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات رخيصة في يد المطرودين من حركة فتح ، ومنفذين لما يؤمرون من نهج يعكس مدى شعورهم بخسارتهم الشعبية و الفتحاوية تجاه كل أبناء فتح التي تتوحد الآن خلف قيادة رجل واحد ملأ الدنيا في نضاله و ثباته من أجل كل الفلسطينيين ."
ليس غريبا أو مستهجنا بعد أن فشلت جميع محاولات السيد محمد دحلان للتمهيد لعودته لحركة فتح وبعد أن أيقن استحالة عودته برفض اللجنة المركزية والمجلس الثوري لعودته أن يلجأ إلى أسلوب آخر عبر هذا المؤتمر الذي دعا لعقده المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ،
و بحسب حيثيات المواضيع التي سيبحثها المؤتمر والذي يعد غطاء للسيد محمد دحلان وتياره الإصلاحي
فقد سبق وان رفضت السلطات المصرية لعقد أي مؤتمر للسيد محمد دحلان تحت مبرر عدم تدخل مصر بالشأن الداخلي الفلسطيني وأبلغت قرارها إلى السلطة الوطنية الفلسطينية
يبدوا أن المال السياسي يفعل فعله اليوم إذ أن الدعوة لعقده من قبل المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ، وعناوين البحث تحمل في طياتها مضمون شعارات التيار الإصلاحي للسيد محمد دحلان ما يضفي الشك والريبة في أهداف وغايات مواضيع البحث التي يبحثها المؤتمر الذي يغطي على أهدافه بورقة البحث عن الإرهاب الإقليمي وانعكاسه على القضية الفلسطينية
واخطر ما سيتم بحثه موضوع حركة فتح وكيفية الإصلاح الداخلي لحركة فتح وهنا تكمن مخاطر الأهداف والغايات التي يهدف المؤتمر لتحقيقه ضمن محاولات إضفاء شرعيه على انعقاده بحضور الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط ويعد موضوع البحث في التدخل في شؤون الحركة الوطنية الفلسطينية وتحديدا حركة فتح تدخل سافر وغير مسبوق في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية
أن يعقد مؤتمر بعنوان الإصلاح الداخلي للحركة الوطنية حدث غير مسبوق ويحمل في طياته مخاطر تتهدد الحركة الوطنية الفلسطينية ومحاولات إدخال الحركة الوطنية لمقاسات عربيه وإقليميه ودوليه ضمن محاولات تقود لفرض الوصاية على الشعب الفلسطيني بغطاء عربي
كان بودنا لو أن المؤتمر الذي دعا لعقده المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن يعقد تحت عنوان جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين والمشروع الاستيطاني لصالح التغيير الديموغرافي على الفلسطينيين والاستيطان والتهويد ضمن تدمير رؤيا الدولتين ، وبحث موضوع المبادرة العربية حيث وصلت لطريق مسدود برفض إسرائيل لها وكيفية البحث عن مخارج لدعم الفلسطينيين ، برؤيا وطنيه استراتجيه جامعه مدعومة بموقف عربي داعم بدلا من محاولات البحث عن كيفية فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني وتنصيب قياده بالمقاس الإسرائيلي تقبل بالتنازلات المطلوبة والتي تمهد للتطبيع مع إسرائيل
إن تحريف موضوع المؤتمر عن أولوية الصراع مع إسرائيل وتجاوز الخطر الإسرائيلي الذي يتهدد القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني ويشكل الموقف الإسرائيلي خطر على الأمن القومي العربي وترسيخ وتكريس الاحتلال مما يعطي دلاله أن عقد المؤتمر بالغايات والأهداف التي سيتم بحثها دليل على أن هذا المؤتمر يحمل في طياته مخاطر كبيره حيث
يكرس محاولات الانقسام في حركة فتح ضمن محاولات شق وحدة حركة فتح والتدخل في شؤونها الداخلية
أن المؤتمر يهدف لإيجاد قياده بديله يكون بمقدورها تقديم تنازلات لصالح الاحتلال
أن المؤتمر أهدافه وغاياته تتساوق مع الاحتلال ويقدم خدمات مجانية لمؤتمر هرتسيليا وفق نتائج البحث التي ستوضع كورقه عمل لصانع السياسة الاسرائيليه
هناك مخاطر يشتم منها رائحة نتنه تهدف لغايات ومبررات تقود إلى محاولات ترسيخ الانقسام بالتدخل غير المبرر في الشأن الداخلي الفلسطيني
المطلوب من الأمين العام للجامعة عدم حضور هذا المؤتمر أو رعايته وإلا فان ذلك يعبر حقيقة عن عجز ألجامعه العربية عن دعم القضية الفلسطينية ودعم الحقوق الوطنية الفلسطينية ، وان غايات وأهداف هذا المؤتمر هو تحريف للأولويات الملحة وأولويتها الصراع مع إسرائيل والاستيطان والتهويد ومحاصرة الفلسطينيين واستمرار جرائم الاحتلال وانعدام رؤى الدولتين ، وان المؤتمر يأتي في محصلته تجسيدا لهذا العجز العربي وإمعانا بدعم الانحراف للبعض حيث يسعى إلى تكريس الانقسام وتقديم التنازلات بغطاء ألجامعه العربية والرباعية العربية لصالح الاحتلال على حساب الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية
والمطلوب من القيادة المصرية وحفاظا على الحق الوطني الفلسطيني ووحدانية التمثيل الفلسطيني سحب الغطاء عن عقد هذا المؤتمر وسحب أي غطاء يمكن أن يضفي شرعيه على عقده لان عناوين البحوث للمؤتمر تحمل مخاطر تتهدد القضية الفلسطينية ولها انعكاس على الوضع الداخلي الفلسطيني ويقدم خدمات مجانية للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في تنفيذ مخططاته الاستيطانية والتهويديه وان أهداف وغايات المؤتمر تتوافق ومخططات وتطلعات إسرائيل لمحاولات فرض قياده بديله للشعب الفلسطيني تقبل بالتنازلات التي تتطلبها إسرائيل.
بقلم/ علي ابوحبله