أستهجن مما يحاولون إثارة حفيظة ومشاعر الناس ولا يسعون أن تكون النفوس صافية بعيدة عن الحقد والضغينة ، وعندما نري الأفعال التي يقوم بها بعض البشر ونعرضها علي علماء النفس و أهل الاختصاص نجد أنّ هناك اضطراب نفسي و سلوكي خطير يصيب هؤلاء الأشخاص يسمى اضطراب الوسواس القهري ، حيث يعاني المريض فيه من أفكار وسواسيه تسلّطية و يترجمها عادة على شكل أفعال قهرية - رغماً عنه - فلا يستطيع التخلي عنها ، فمثلا هناك من يهاجم تراث الأجداد رغم أن الشعوب لا تنسجم إلا مع تراثها وعاداتها وتقاليدها وسيبقى التعبير عن الفرح والحزن وعن الخير والشر ، وعن الجمال والقبح ، وعن الراحة والشقاء ، والفناء والخلود ، والحب والبغض .. وعن الألوان والأحاسيس والأذواق والمزاج سيبقى التعبير عن كل هذه الأشياء بنفس اللغة التي يتكلم بها كل شعب تلقائيـاً ..فبتالي البشرية مازالت حقاً متأخرة مادام الإنسان لا يتكلم مع أخيه الإنسان لغة واحدة موروثة وليست متعلمة ..إذا "الشعوب لا تنسجم إلا مع فنونها وتراثها" سوءً دحيه أو عتابا أو الرقص عشرة بلدي لان كلا يغني علي تراثه . وأيضا هناك من يثير ويمتهن من خلدهم التاريخ بالإشارة بكلمات تستفز الرأي العام حول شخصيات نعتز بوطنيتها وبنضالها، وبما قدمه من كتابات وأشعار كالشاعر الكبير محمود درويش التي يدرس شعره في اعرق الجامعات بالعالم وتمت ترجمتها للعديد من اللغات الأجنبية، وناضل بقلمه الي أن أوصل القضية الفلسطينية في شتي بقاع الأرض. وعلي ما يبدو هناك من لا يحب لغة التسامح هذه اللغة التي انزلها الله علي نبينا محمد علية الصلاة والسلام ويحاول توريث الأجيال اللاحقة الحقد والضغينة وشطب تاريخ وعادات وتقاليد الوطن وكتابة تاريخ الوطن بداية من تاريخ ميلاده هو.علي اعتبار الوطن قطعة صغيرة وبها مطاحن للماء. و "قطعة العلكة" واحدة في كل الأفواه نخرج من "مشكلة" لندخل في "أزمة" أكبر.. متي نحب بعضنا البعض ونقدر بعضنا البعض ونحترم تاريخنا المنقوش بالدم والألم والحزن والمرارة . وماذا عني لو أنجزت كتاب ووزعته علي طلاب الجامعات تحت عنوان " يجوز و لا يجوز في نكاح العجوز ؟؟
بقلم/ د.هشام صدقي ابويونس
نائب الأمين العام للشبكة العربية لكتاب الرأي والثقافة والإعلام
كاتب ومحلل سياسي