الزيارات المتتالية للجنرال السعودي أنور عشقي للكيان الإسرائيلي هي في سياق السياسة السعودية للهرولة للتطبيع مع إسرائيل ، وآخر تلك الزيارات زيارته للقدس واجتماعه مع مسئولين إسرائيليين حيث خرجت الصحف الاسرائيليه بعناوين بالبنط العريض لتبشر عن قرب زيارات مسئولين إسرائيليين للسعودية ضمن عملية التطبيع بين البلدين ، وان هناك توافق بين السعودية وإسرائيل في أن الاولويه هو للصراع مع إيران ومدخل الصراع مفتاحه سوريا ، والسعودية وإسرائيل أعضاء في غرفة العمليات المشتركة موك إن في جنوب سوريا أو شمال سوريا ،
مراسلة صحيفة معاريف وصحفيين إسرائيليين زاروا السعودية في عدة مناسبات وهناك مراسلين إسرائيليين متواجدون في السعودية ، وعلاقة السعودية بإسرائيل ليست وليدة اليوم وإنما هي علاقات تمتد لسنين مضت وان هناك مصالح سياسيه واقتصاديه مشتركه بين البلدين .
في تصريحات غير مسبوقة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير عبر تصريح خاص لموفد صحيفة "معاريف" إلى السعودية، جدعون كوتس، الذي التقطاه في الرياض، لتنقل الصحيفة العبرية أمس أجواء المملكة وهواجس مسئوليها، وعرضهم "السلام" مع تل أبيب، وتأكيدهم أن ما يحدث في سوريا واليمن أهم من القضية الفلسطينية. تحت عنوان أن القضية الفلسطينية ليست أولويتنا ويكشف ما هو اخطر من ذلك
فقد بعث وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، رسالة سلام إلى "إسرائيل"، خلال حديثه مع موفد صحيفة معاريف ، داعياً إسرائيل إلى "اغتنام الفرصة التي لا تزال سانحة، لتبنّي مبادرة السلام السعودية" لعام 2002، مشدداً على أن هذه المبادرة "لا تزال مطروحة على الطاولة، رغم كل التطورات".
عادل الجبير، في مضمون تصريحاته للصحيفة الاسرائيليه ، أقرّ بأن السعودية ترى ملف الأزمة في سوريا أكثر إلحاحاً من القضية الفلسطينية؛ وهو بذلك، كما تشير "معاريف"، يتماشى مع توجهات ابن الملك السعودي سلمان، الأمير سلطان بن سلمان. وتضيف الصحيفة أن "الوضع في اليمن وخطر الإرهاب على سلّم أولويات السعودية. ووفقاً لمعلومات دولية، فقد تلقّت السعودية من "إسرائيل" مساعدات في عملياتها الجارية هناك".
وقال الجبير لـ "معاريف" إنه "في الوضع الصعب القائم حالياً (في فلسطين المحتلة)، من المهم المبادرة إلى خطوات للحدّ من التوتر. ستستمر السعودية في العمل من أجل السلام، لكن يجب، قبل كل شيء، معالجة الأزمة في سوريا وإرهاب داعش". ولفتت الصحيفة إلى أن مصادر سعودية لم تنفِ للصحيفة الكلام الصادر أخيراً عن وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، الذي يفيد بأن دول مجلس التعاون الخليجي تدرس شراء منظومة "القبة الحديدية" التي ينتجها العدو، عبر طرف ثالث، وذلك لمواجهة التهديدات الإيرانية.
وطبقاً للمصادر السعودية، "هناك تطابق في المصالح مع إسرائيل في ما يتعلق بالموضوع الإيراني، كذلك فإن الولايات المتحدة عرضت خدماتها لتعزيز الشعور بالأمن في السعودية"، في مواجهة "التهديد الإيراني"، حسب المصادر .
التنسيق السعودي الإسرائيلي في القضايا الاقليميه لم يعد تحت الطاولة وأصبح في العلن ، وهناك تنسيق عملي وعملياتي في الصراع على سوريا وفي تقديم الدعم للمجموعات الارهابيه ، وان إسرائيل تقدم نفسها كحليف لمجلس التعاون الخليجي وتشكيل مظلة حماية لدول مجلس التعاون الخليجي من إيران
ليس سرا أن القضية الفلسطينية لم تعد أولى أولويات الاهتمام للسعودية ومجلس التعاون الخليجي وحتى النظام العربي لان الاولويه أصبحت للتطبيع مع إسرائيل بدليل هذا التغاضي والسكوت العربي عن جرائم إسرائيل المرتكبة بحق الفلسطينيين وتغاضيهم عن جرائم إسرائيل في تهويد القدس والمشروع الاستيطاني ووضع العصا في دواليب التحرك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني وممارسة الضغوط المالية والسياسية على الفلسطينيين للحيلولة دون ملاحقة إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية
التعاون الإسرائيلي السعودي في خلط الأوراق في المنطقة هو خطر يتهدد امن المنطقة والقضية الفلسطينية فقد
اتهم السيناتور الأميركي تشاك غراسلي، الذي يمثل ولاية "آيوا"، الكيان الإسرائيلي والسعودية باغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري.
وأشار المسئول الأمريكي والذي يشغل منصب رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ وواحد من كبار السيناتورات الأميركيين في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" إلى إن "بعض الوثائق التي تم الحصول عليها حديثا أظهرت أن الكيان الإسرائيلي نفذ عملية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري بمساعدة من السعودية".
وكشف السيناتور الأمريكي عن وجود أدلة قطعية تثبت دور الرياض في العمليات الإرهابية الأخرى بما في ذلك اغتيال رفيق الحريري"، وأضاف "السعودية أيضا لديها دور في تعزيز الإرهاب في الولايات المتحدة وأوروبا".
وأكد السيناتور الأميركي إلى أنه "سيسير حتى النهاية" في القانون الذي بات يعرف باسم "جاستا"، وأنه سيواصل العمل مع الزملاء في مجلس الشيوخ لدعم التشريع على الرغم من معارضة البيت الأبيض له.
واغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري السابق في 14 فبراير/ شباط عام 2005 مع 9 من مرافقيه في الاعتداء الذي استهدف موكبه داخل إحدى المناطق الساحلية في بيروت، في حادثة هزت الأوساط المحلية والعالمية وشكلت بعدها محكمة للنظر في القضية.
هذه التصريحات للسناتور الأمريكي ستقلب جميع المعادلات إن صدقت وستعيد التحقيق في قضية الحريري لنقطة البدء حيث كانت كل الدلائل تشير إلى أصابع إسرائيليه في عملية الاغتيال ودخول السعودية على الخط يؤكد ان الصراع الذي تشهده المنطقة هو صراع مصالح ونفوذ
وهذا ما يثبت أن محاولات السعودية للضغط على مصر في موضوع ترسيم الحدود والادعاء أن مضيق تيران وصنافر أراضي سعوديه هو من باب تحقيق مصالح امن إسرائيل ، إذ قال الخبير السياسي المصري محمد سيف الدولة، إن تنازل مصر عن جزيرتي "تيران" و"صنافير" للسعودية بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بينهما مؤخرا، يعني أن تصبح السعودية في هذه الحالة شريكا في الترتيبات الأمنية في اتفاقيات التسوية السياسية بين مصر و "إسرائيل" والمعروفة باسم "كامب ديفيد "".
ويقول الخبير المصري إن بلاده "تخضع وفقا لترتيبات الملحق الأمني بمعاهدة كامب ديفيد، إلى عديد من القيود العسكرية والأمنية، ومن أهمها وجود قوات أجنبية لا تخضع للأمم المتحدة تحت إدارة أمريكية، في سيناء لمراقبة القوات المصرية ومدى التزامها ببنود المعاهدة، من حيث عدد القوات المصرية وعتادها المسموح به لمصر وفقا للمعاهدة في المناطق الثلاثة (ا) و (ب) و(ج)".
ويشير سيف الدولة، إلى تمركز القوات الدولية في قاعدتين عسكريتين واحدة في "الجورة" بشمال سيناء والثانية في "شرم الشيخ" في الجنوب، بالإضافة الى جزيرة "تيران"، لمراقبة حرية الملاحة للسفن الإسرائيلية، هذا بالإضافة إلى 30 نقطة مراقبة أخرى ،ويضيف: "بتنازل الرئيس المصري عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ستكون الأخيرة - التي لا تعترف بإسرائيل حتى الان - طرفا في الترتيبات الأمنية المصرية الإسرائيلية الخاضعة لمراقبة الأمريكان وقوات متعددة الجنسية MFO".
وأعرب سيف الدولة عن اعتقاده بأن ذلك "سيفتح الباب لتنسيق أمني وعسكري بين السعودية وإسرائيل، وقد يكون بوابة لإقامة علاقات رسمية بينهما لأول مرة"، وفق اعتقاده ، يذكر أن الجزيرتان جزء من "المنطقة ج"، والمُحددة في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، كمكان لتواجد قوات حفظ السلام الدولي
ووفق جميع المؤشرات فان تصريحات عادل الجبير لم تخرج عن سياق السياسة السعودية التي هي متحالفة مع إسرائيل وتحكمهما مصالح مشركة في محاولات السيطرة والهيمنة على مقدرات المنطقة حيث تسعى إسرائيل لان تكون لها اليد الطولي في رسم سياسات المنطقة ، وان لإسرائيل أيضا مصلحه لتنافس في تزويد دولي الخليج بالا سلحه وكان موضوع تزويد دول الخليج بمنظومة "القبة الحديدية" مدار اهتمام "إسرائيلي" بالغ في اليومين الماضيين. فقد أشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن عدداً من دول الخليج معنية بشراء المنظومة المذكورة، تخوّفاً من إيران وقدراتها الصاروخية المتنامية، مؤكدة في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تعمل على إدارة المفاوضات بين الجانبين. وقدّرت الصحيفة أن قيمة الصفقة، في حال خروجها إلى حيّز التنفيذ، تصل إلى مئات الملايين من الدولارات .
فتصريحات عادل الجبير وزير الخارجية السعودي تؤكد حقيقة أن هناك مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وان هدف الصراعات وغاياتها في سوريا واليمن والعراق وليبيا ولبنان إغراق المنطقة بنزاعات طائفيه ومذهبيه تقود لتحقيق امن إسرائيل على حساب تصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
بقلم/ علي ابوحبله