مع انشغال الولايات المتحدة بانتخاباتها الرئاسية وبملفات المنطقة وتحديداّ في سورية ، يكثر فيها المتبرعون لملء الفراغ ، وليس أخرهم وزير الخارخية المصري السابق نبيل فهمي ، الذي أطلق ومن معهد " برجينسكى للجغرافيا الإستراتيجية " في أمريكا جملة من الأفكار ، ارتقت لتشكل أرضية لمبادرة سياسية تتعلق بالتسوية الفلسطينية " الإسرائيلية " ، خلال مشاركته في سلسلة من محاضرات لعدد من السياسيين البارزين التي نظمها المعهد في واشنطن .
والمبادرة التي أطلقها فهمي ، دعا فيها الفلسطينيين و" الإسرائيليين " إلى الموافقة على عناصر أربعة أساسية لتحقيق " السلام والاستقرار " ، والتي لخصها ب :-
1- حث الطرفين على الإعلان إلتزامهم بتبنى حل الدولتين بناءا على حدود 1967
2- ضرورة إلتزام الطرفين بالمفاوضات المستمرة بحد أقصى لمدة سنة تحت إشراف مصر بمساعدة الولايات المتحدة وروسيا
3- يجب على الطرفين الاستمرار والالتزام بالتعاون الأمنى خلال المفاوضات ، وعلى إسرائيل التوقف عن إستمرار عمليات الإستيطان
4- الحاجة الماسة لوضع تلك العناصر فى قرار لمجلس الأمن مع تقديم مصر لتقارير ربع سنوية
مبادرة نبيل فهمي وفي هذا التوقيت تأتي في سياق :-
1- أنها جزء من مجسات الاختبار السياسي التي تُطلق بين الحين والآخر لاختبار رد فعل الأطراف المعنية
2- أنها جزء متمم لكل المبادرات السابقة ، على اعتبار أنها لا تتبتعد كثيراً عنها
3- أنها تساوي في مطالبها بين الضحية والجلاد ، من حيث الالتزام ب" حل الدولتين " ، والحقيقة أن نتنياهو وإن قبلها لفظياً فهو يرفضها عملياً والشواهد لا حصر لها . والتزام الطرفين بالسقف الزمني للمفاوضات ( السنة ) ، والتأكيد على التمسك بالتنسيق الأمني ، وهذا جوهر المبادرات التي تطرحها جهات دولية أو إقليمية . وإن طالبت " إسرائيل " بخجل وقف الاستيطان
في الوقت الذي أُتخمت فيه القضية الفلسطينية بالمبادرات السياسية ، ولكن أجزم أن أي منها ليست لصالح قضيتنا الوطنية ، التي خسرت ومنذ " أوسلو " والرهان على تلك المبادرات ، الكثير من حقوقها التاريخية الثابتة والمشروعة .
بقلم/ رامز مصطفى