حدادة عوريف.. تلين الصلب لتحفظ عائلتها

خلف المطرقة وادوات اللحام والحدادة التي تسمع اصواتها بوضوح من مشغل في قرية عوريف قضاء نابلس سيدة فلسطينية، أبت أن تمد يدها للناس بحاجة وسارعت لمدها لأدوات زوجها الحداد لتتقن صنعته وتنتشل عائلتها من الفقر.. فلان لارادتها صلب الحديد واخذت بتشكيله راسمة في ثناياه تفاصيل حياة كريمة حلمت بها.

هذه السيدة هي رنيم الصفدي "أم سيف"، او كما يطلق عليها حدادة عوريف، في الثلاثينات من عمرها تقول لاذاعة صوت "الأقصى" المحلية:"تعرضت لظروف صعبة في حياتي، منها مرض زوجي وعجزه عن العمل فقررت ان اعمل لاعيل ابنائي، فلم اجد الا العمل بمهنة زوجي "الحدادة"، وبدأت بذلك منذ 4 سنوات، واصبحت اليوم اتقن هذه المهنة واقوم بقص وتركيب ولحام الحديد".
اثبتت أم سيف ان لا مستحيل في قاموس المرأة الفلسطينية، وتجاوزت نظرة المجتمع الناقدة لخوض النساء في مثل هذه المهن، وقادت ابنائها الثلاثة وابنتها لبر الامان في وقت كادت فيه ان تغرق اسرتها ضحية ظروف الحياة، اثر اصابة زوجها نتيجة اعتداء تعرض له خلال عمله في الاراضي المحتلة عام 48 مما اقعده عن العمل لأربع سنوات ونصف."
يقول ابو سيف:" بدأت زوجتي بتطبيق بعض ما كانت تعرفه مني عن مهنة الحدادة خلال مرضي وبعد ان عدت للعمل اصرت على اكمال المشوار معي ومساعدتي في العمل".
اذا فقد سخرت ام سيف حصيلة ما تعلمته من زوجها قبل اصابته على بساطته، لتصنع منه الكثير وتصبح ضليعة بمهنة الحدادة، التي واصلت العمل بها مع زوجها بعد شفائه بيد وفي اليد الاخرى تربي وتبني اطفالها وتعتني ببيتها وشؤونه بحرص كأي أم.
في الختام وجهت ام سيف رسالتها لكل مرأة فلسطينية قائلة:" اقول لكل امرأة بامكانك ان تساعدي وتقدمي لأجل اسرتك في أي مجال تستطيعين العمل به، لمساندة عائلتك خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني".

 

.استمع.. حدادة عوريف..تلين الصلب لتحفظ عائلتها //تقرير ابتهال منصور

المصدر: تقرير : ابتهال منصور -