غزة: وفرة البلح ورخص أسعاره يدفعان المواطنين للتفنن في تخزينه

دفعت وفرة محصول البلح، خاصة "الرطب"، العشرات من العائلات الغزية إلى التوجه لتخزينه بطرق مختلفة، أبرزها ما يسمى بـ"العجوة".
حيث يجلب المواطنون البلح الناضج "رطب"، ويحولونه إلى "عجوة تمر"، لاستخدامها في صنع الكعك أو البسكويت، أو حتى تناولها كما هي.
المواطن سعد سلامة من محافظة خان يونس، ويمتلك في منزله عدداً من أشجار النخيل، أكد أن محصول البلح هذا العام هو الأوفر والأفضل منذ سنوات، وهو، كما اعتاد في كل عام، يتناول وعائلته حاجتهم، ويهدون إلى الأقرباء والجيران والأصدقاء كميات منه، وما يزيد عن حاجتهم يحولونه إلى عجوة قابلة للتخزين لعام كامل.
وأوضح سلامة أنهم يجلبون الرطب الناضج الجيد، ويخلصونه من القشر والنوى، ومن ثم يقومون بتعريضه لأشعه الشمس لعدة أيام، قبل أن تأتي المرحلة الثانية، بتعريضه لحرارة معينة في الفرن، ثم يضاف إليه القليل من الزيت، ويتم عجنه حتى يصبح قطعة واحدة، بعد ذلك تأتي المرحلة الأخيرة، وهي تقطيعه إلى كميات يتراوح وزنها ما بين 1-2 كيلو جرام، ويتم تخزينه في أكياس نايلون.
وأشار إلى أنه اعتاد على صنع العجوة منذ سنوات طويلة، فعملية صنعها، ورغم ما تحتويه من مصاعب كبيرة، وما تستغرقه من وقت طويل، إلا أنها ممتعة، موضحاً أن الرطب من أفضل الثمار وأكثرها فائدة، فهو غني بالسكريات والنشويات وغيرها من المواد، وتحويله لعجوة بطريقة منزلية ودون إضافة أي مواد كيميائية أو حافظة، يجعله أكثر أمناً، وهو يوفر للعائلة وجبات طوال العام، خاصة في فصل الشتاء البارد.
ونصح سلامة كل مواطن، سواء كان لديه أشجار نخيل أو لا، بصنع العجوة يدوياً، وتجنب شرائها من الأسواق، فالمصنوعة في المنزل أكثراً أمناً وأقل تكلفة.
أما المواطن طارق أبو غالي، فأكد أن عائلته تنتظر موسم نضوج الرطب بفارغ الصبر لصنع العجوة على طريقتها الخاصة، وهي سلعة يكثرون من صناعتها، ويتناولونها بطرق مختلفة.
وأوضح أبو غالي أن والده يقصد مزارع النخيل في مناطق المواصي، ويشتري كميات من الرطب الناضج على دفعات، بحيث تقوم والدته التي تجيد صناعة العجوة، بالبدء بتجهيزها، وهي تمر بعدة مراحل.
وأكد أبو غالي أن استخدامهم لـ"العجوة" يتعدى صناعة الكعك أو البسكويت، فهي بمثابة وجبة يومية رئيسة على وجبة الإفطار، بعد قليها بالزيت، فهي تمد الجسم بالطاقة طوال اليوم، لذلك فإن والده وأشقاءه يفضلون بدء يومهم بأكلها.
وقضت الحاجة أم وائل بريكة أياماً وهي تحضر وتجهز لصنع العجوة، بدءاً بتجميع الرطب من الأشجار التي تمتلكها العائلة، مروراً بتنقيته واستبعاد الحبات الفاسدة، ومن ثم تخليصه من النوى والقشر، ووضعه تحت أشعة الشمس، وانتهاء بتخزينه في أكياس.
وأكدت بريكة أنها تعلمت صناعة العجوة من والدتها، التي بدورها ورثت تعليمها من جدتها، وهي من الأشياء المهمة والضرورية لديهم، وتحرص العائلة على صنعها وتخزينها، مثل زيت الزيتون تماماً.
وأكدت بريكة أنها، في كل عام، تضيف عليها تحسينات جديدة، والكميات التي تصنعها تكون حسب وفرة الرطب، فهذا العام الإنتاج وفير لذلك فالكميات التي صنعتها أكثر من الأعوام الماضية.
وعن أنواع البلح الأفضل لصناعتها، بينت بريكة أن كل الأنواع تصلح لصناعة العجوة، لكن أفضلها المصنوعة من البلح الحياني، ذو الحبات الكبيرة، مبينة أنها إذا ما حفظت في مكان بارد وجاف، أو في الثلاجة تبقى صالحة للأكل طوال العام.تقرير لصحيفة "الأيام" الفلسطينية

المصدر: كتب محمد الجمل: -